الأستاذ بجامعة المنوفية قامت الدنيا ومازالت لم تقعد، علي مبدأ الرئيس التوافقي.. وكأننا ارتكبنا جريمة نكراء، مخلة بالشرف، يجب ان نستحي منها، وننحي جانبا ما تبنيناه لهذا المقصد الوطني الخالص.. ولكن لزم التوضيح: لماذا الشخصية التوافقية؟ الحقيقة ان اول من طرح تعبير التوافق، هو المرشد العام للاخوان المسلمين د. محمد بديع في أحد حواراته التليفزيونية، وخلاله اكد ان الاخوان ليس لهم مرشح، ولن يدعموا أي مرشح ينتمي لأي فصيل اسلامي، وانهم في حالة تشاور مع بعض القوي السياسية في التوافق علي شخصية مصرية ليبرالية، تلقي قبولا من الشعب المصري، والعالم الخارجي، فكفي ما حدث للاخوة الفلسطينيين في غزة، ومايحدث لايران الآن. ولقناعتي الشخصية بهذه الرؤية - بصرف النظر - عما يخبأه القدر، فإنني أري أنها رؤية عاقلة ومتزنة، وتنبع من منطلق وطني ومحب، وتنم عن خبرة بالمناخ السياسي العام داخليا وخارجيا.. ووجدت من واجبي طرح اسم شخصية مصرية وطنية شريفة - عرفتها عن قرب ذ واستشعرتها ومعي كثيرون، إنه هو منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري الآن، وصاحب الخبرة الطويلة في العمل السياسي، بالاضافة لدوره الوطني في دعم الثورة منذ بدايتها، والأنسب لرئاسة مصر في تلك المرحلة السياسية القادمة، الغاية في التعقيد والحساسية، والتي تحتاج إلي إعلاء مصلحة الوطن فوق الجميع. والحقيقة.. أن هذا الطرح ليس مصادرة علي حرية اختيار الشعب المصري لرئيسه.. ولكنها دعوة لمرشح توافقي للرئاسة، يهدف إلي تصويب التوجه، ليكون أكثر إيجابية بعيدا عن تفتيت الأصوات.. دون أن نسئ لأحد من المرشحين المحتملين للرئاسة، خاصة ان فيهم الكثير من القامات المصرية المرموقة علي اختلاف انتماءاتها. لقد لاقت تلك الدعوة لترشيح هذا الرجل قبولا، في الاوساط السياسية والشعبية والاعلامية، وأعجبني وصفه في واحدة من المقالات بأنه مهاتير المصري، وكان لمشاهير الكتاب من روساء تحرير ومجالس ادارات وكبار الصحفيين مظاهرة تأييد، مؤكدة انه رجل المرحلة مع الاحترم للجميع.. ولكني أري أن الدعم الاعلامي وحده لا يكفي لخوض انتخابات الرئاسة.. مما يلزم معه تفعيل الدور الداعم من القوي السياسية المتوافقة، وان تعلن موقفها صراحة، وقبل فتح باب الترشح للرئاسة، حتي لا نقحم شخصية في مكانة منصور حسن علي خوض معركة لم يسع اليها، ولكنه لن يتخاذل عن تلبية النداء الجاد من أجل مصر.