لا أري.. أي عقل أو منطق حتي لو كان اللهو الخفي اياه يبرر المجزرة التي وقعت في استاد بورسعيد تجاه الأهلي وجماهيره العريضة. هذا الفعل الفاضح الذي تم بشكل منظم وممنهج أمر يفوق الوصف، وشراسة لا يتصورها عدو! ما هذه القلوب المتحجرة التي ترمي شباباً من أعلي المدرجات إلي خارج الاستاد؟! إذن المسألة ليست مباراة في الكرة ولكنها أبعد من ذلك بكثير. هؤلاء القتلة والمجرمون سواء كانوا من بورسعيد أو من الخارج، من سمح لهم بدخول ملعب المباراة مدججين بالأسلحة البيضاء والصواريخ والشماريخ والعصي الكهربائية موحدة اللون والشكل؟ ثم استغرب من موقف حكم المباراة فهيم عمر.. ألم تكن مؤشرات العنف، وبوادر الغدر تجاه لاعبي الأهلي وجماهيره قد لاحت أمامه أثناء عملية الإحماء قبل المباراة ألم ينتبه إلي ما حدث من الجماهير بين الشوطين.. ألم يشفع كل هذا لإلغاء المباراة حرصاً علي أرواح شبابنا؟ شيء عجيب وغريب يا بلدي يا مصر عندما نتفرج علي المؤامرة تتراقص أمامنا ولا نفعل شيئاً!. ولا أسمع أجوبة لهذه الأسئلة... من المسئول عن الكارثة؟ من الذي دفع وحرض وقتل؟ من أصدر تعليماته لرجال الشرطة ليصطفوا في طابور شرف وسط دماء المصريين؟ من فتح أبواب مدرجات جماهير بورسعيد وأوصد أبواب مدرجات جماهير الأهلي؟ ثم هل وقع الأهلي وجهازه الفني وجماهيره في شرك خداعي نُصب لهم بفعل فاعل بعد الكلام المعسول والاستقبال بالاحضان والقبلات والتصريحات الرنانة التي اطلقها الخفير قبل الوزير واخيرا.. دلّوني من يحكم مصر؟ ولا اتكلم.. عن الشاب الأسمر الأهلاوي ذي العشرين ربيعا الذي ودّع أمه بحضن طويل دون أن يدري انه اللقاء الأخير.. حمل علم ناديه وتحمل مشقة الطريق وتراب السفر ثم عاد إلي أمه جثة هامدة ملفوفا بعلم ناديه صرخت بأعلي صوت.. حسبي الله ونعم الوكيل قتلتم وحيدي وجوزي وأبويا وأخويا وسندي منكم لله يا بُعده! لا حول ولاقوة إلا بالله.