عندما يريد أحد دخول ميدان التحرير عليه اظهار بطاقته وعليه أن يخضع للتفتيش من خلال اللجان الشعبية للحماية والتأمين المحددة من قبل الثوار الموجودين داخل الميدان وهذا حقهم حتي لا يختلط الحابل بالنابل وحتي يعرفوا هوية من سيدخلون إلي الميدان.. ولكن الغريب أن هؤلاء الثوار عندما يريدون دخول مجلس الشعب أو مجلس الوزراء لا يظهرون بطاقات هويتهم ولا يسمحون لأحد بسؤالهم بل يفرضون أنفسهم ويطالبون بالدخول دون احم ولا دستور ويحطمون الأبواب والأسوار ليدخلوا من الشبابيك.. دون أن يعلم أحد من هم ولا ماذا يريدون وإذا سألهم أحد سواء من الأمن أو من لجان الحماية الشعبية المتواجدين أمام المجلس حتي لا يتكرر ماحدث في شارع محمد محمود أو أمام مجلس الوزراء تجدهم يعترضون ويخلعون الأحزمة ويطيحون ضربا شمالا ويمينا ويشتبكون مع المنظمين بل ويتدافعون لاثارة حالة من الفوضي والاستفزاز التي تنتهي بعدد من الاصابات الجسدية وانقسام إعلامي وجماهيري بين مؤيد ومعارض.. ولا أعرف مؤيد لماذا ولا معارض عن ماذا؟!.. وتنقسم الأمة إلي مؤيد ومعارض.. وينسي الجميع أو يتناسوا الخطأ الكبير الذي حدث منذ البداية ويعتبر خرقا للقانون والعرف وان ما بني علي خطأ فهو خطأ يستحق العقاب.. ولكن للأسف دائما نقع في هذه الغلطة ونتوه عن الحق وننسي المعاملة بالمثل فهؤلاء يريدون تأمين أنفسهم في ميدان التحرير ويرفضون أن يؤمن الآخرون أنفسهم ضد هجومهم. شهداء الحروب يسكنون في هدوء وسكينة تحت رمز قبر الجندي المجهول واكتفوا بنيل أعظم مكافأة وهي الشهادة.. بينما شهداء الثورة يقلقهم أهاليهم في مثواهم الأخير بطلب حق الشهادة والحصول علي مكافأة دنيوية ينالها الأهل ولا ينال منها الشهيد إلا ضياع ثواب الشهادة.