خلال الاسابيع التي تلت احداث الحادي عشر من سبتمبر تحول امام أحد المساجد الواقعة خارج واشنطن وهو أمريكي من اصول يمنية ويدعي انور العولقي إلي مقصد لكل من يريد الاستفسار عن شيء بشأن الاسلام، ادان الرجل القتل الجماعي والعمليات الانتحارية وكانت له كلمة شهيرة نقلتها علي لسانه وسائل الاعلام الامريكية وقتذاك عندما قال في خطبة جمعة بعد هذه الاحداث: نحن هنا للبناء لا للتدمير، نحن جسر بين الامريكيين وعالمنا الاسلامي الذي يبلغ تعداده مليار مسلم. ولكن بعد سنوات من اختفائه في اليمن، اعلن الرجل الحرب علي الولاياتالمتحدة وعاد ليطل من جديد ليكتب في بيان نشره علي موقع شبكة الجهاديين في مارس الماضي: لقد تحولت امريكا بالكامل إلي دولة للشر، واضاف: لقد توصلت أخيرا إلي قناعة بأن الجهاد ضد امريكا واجبي وواجب كل مسلم قادر«. أسلوب العولقي البسيط وبراعته في الحديث والاقناع ساعده كثيرا في اجتذاب وتجنيد الشباب لتنفيذ الكثير من العمليات الجهادية. ويكفي ان فيصل شاه زاد المتهم في عملية »تايمز سكوير« اعترف ان محاضرات العولقي علي الانترنت كانت مصدر الهام. وقد ابدي مسئولو مكافحة الارهاب في الولاياتالمتحدة قلقا بالغا تجاه قوة تأثيره علي المسلمين الشباب. فيقول فيل مود، خبير مركز مكافحة الارهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية الامريكية: العولقي صاحب شخصية مغناطيسية، اشبه ما يكون بخطيب مفوه في حركة ثورية، ونظرا لاعتقادها بأن الرجل يمثل سلاحا فتاكا، اصبح العولمي الامريكي الاول علي قائمة ال » سي اي ايه« للمستهدفين بالقتل« الامر الذي زاد من شعبيته بين معجبيه. وهناك روايتان بشأن تحول العولقي إلي مسار الجهاد ترصدهما ال »نيويورك تايمز«.. الاولي رواها هو ذاته: فقد كان معتدلا لا يميل إلي العنف إلي ان هاجمت الولاياتالمتحدة المسلمين في العراق وافغانستان وسرا في باكستان واليمن وحتي في أمريكا ذاتها عبر استهداف المسلمين بشن غارات لتفتيش منازلهم واعتقالهم. الرواية الاخري في قصة تحول العولقي إلي التطرف تحدثت عنها لجنة الحادي عشر من سبتمبر، والتي تقول انه كان عميلا سريا للمخابرات الامريكية قبل هجمات سبتمبر عندما صلي ثلاثة من خاطفي الطائرات في المسجد الذي يعمل اماما فيه. ووفق هذه الرواية فكل ما حدث منذ ذلك الحين هو ان العولقي توقف عن اخفاء وجهة نظره الحقيقية. وقد عاد إلي اليمن في عام 4002 حيث كان يعمل بالتدريس في احدي الجامعات قبل اعتقاله وسجنه في عام 6002 للاشتباه في وجود علاقة له بتنظيم القاعدة والتورط في هجمات قبل ان يطلق سراحة في ديسمبر 7002 بعد ان وردت تقارير »بشأن توبته«. وقد اثار قرار الإدارة الامريكية بإجازة قتل العولقي علي ايدي وكالة المخابرات الامريكية وإعلان وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان بلاده لن تسلمه للولايات المتحدة اذا القي القبض عليه جدلا كبيرا داخل الولاياتالمتحدة بشأن القيود القانونية والسياسية التي تحكم تنفيذ اغتيالات بحق امريكيين بدعوي مكافحة »الارهاب«. واشارت ال »نيويورك تايمز« إلي ان الاعتقاد المتمثل في ان بمقدور الحكومة الامريكية القيام بتنفيذ القتل بحق احد مواطنيها بعيدا عن ميادين القتال، ودون محاكمة، واعتمادا فقط علي معلومات مخابراتية، يثير مخاوف كبيرة لدي السلطات القانونية في البلاد. في الوقت نفسه، تري جهات اخري في واشنطن انه لا توجد اي حقوق دستورية من شأنها حماية العولقي، والذي تتهمة سي آي أي بكونه وراء محاولة التفجير في ميدان تايمز بنيويورك بداية مايو الجاري اكثر من عشرة مخططات لشن هجمات في الغرب كانت مستلهمة من خطاباته.وقال مسئول في مجال مكافحة الارهاب ان الجنسية الامريكية لا تخول صاحبها شن هجمات ضد بلاده، مضيفا ان من يضع نفسه بين صفوف الاعداء فلابد أن يشاركهم نفس المصير. وبعيدا عن كل ذلك الجدل، فيبدو ان القصة لا تعدو كونها مجرد خلاف بين الرجل والمخابرات الامريكية تحولت فيما بعد، وعلي طريقة بن لادن، إلي عداء مستحكم وكراهية معلنة. أحمد عزت