تأمين المنشآت الحيوية والتصدي لأي أعمال تخريبية فارق كبير بين استعدادات ومهام وزارة الداخلية قبل 52 يناير العام الماضي.. وبين تعليمات الوزارة لقياداتها وقواتها استعداداً للأربعاء القادم. حشود العام الماضي التي تم دفعها الي الميادين لقمع الشعب.. ستختفي تماماً من الشوارع والميادين سيقتصر تواجدها في تمركزاتها لتأمين المنشآت الأمنية والأهداف الحيوية.. تعليمات العام الماضي كانت المواجهة والتصدي وقمع الأصوات الثائرة .. تعليمات هذا الاسبوع لا شأن لنا بكل مظاهر التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق. ولكن الشرطة في نفس الوقت لن تسمح لطيور الظلام التي تحاول تعكير صفو هذه المناسبة العظيمة وإهالة الغبار عليها فكيف استعدت الشرطة لهذا اليوم. لن تكون هناك مهام خاصة في هذا اليوم.. دورنا سيقتصر علي عملنا الحقيقي والوحيد وهو تأمين المنشآت المهمة والحيوية.. اما المسيرات والمظاهرات السلمية فلا شأن لنا بها. هذه هي الاجابة الوحيدة التي تسمعها من كل القيادات الامنية عندما سألتهم عن استعدادات الوزارة في مثل هذا اليوم. ولكن ثمة استعدادات مكثفة ظهرت علي جانب آخر طوال الاسبوع الماضي ظهرت في الاتصالات المستمرة وعمليات المرور الميدانية لقيادات الاجهزة الامنية علي الادارات والقوات التابعة لها. كان اخرها اللقاء الذي عقده اللواء محمد ابراهيم بعد ظهر امس في مكتبه عقب مغادرته مدينة 6 أكتوبر بعد افتتاح مسجد ودار مناسبات الشرطة في منطقة الخمائل حيث اصطحب بعد انتهاء الزيارة بعض هذه القيادات وتوجهوا إلي مكتبه بمقر الوزارة بوسط القاهرة مباشرة. تعليمات الوزير المستمرة لقياداته هي عدم تواجد قوات الشرطة في الميادين أو الشوارع الرئيسية خاصة تلك التي ستكون مكان تحرك وتواجد تجمعات افراد الشعب للتعبير عن مشاعرهم في ذكري اندلاع ثورة 52 يناير.. وحتي لا يكون ظهور وتواجد الشرطة سببا في استفزاز المشاعر أو محاولة اصحاب اغراض خاصة تحاول الوقيعة بين قطاعات الشعب باختلاق اي مشاكل تكون سببا في حدوث اية مشاكل وتحرشات. التعليمات ايضا من الوزير والتي اكد عليها بشدة هي التزام كل رجال الشرطة بضبط النفس إلي اقصي درجة وألزم الوزير جميع القيادات بجميع مستوياتها بالتواجد وسط قواتها لمنع الخروج عن التعليمات الصادرة خاصة ان قوات الشرطة سوف يقتصر تواجدها ودورها طوال الاحتفالات بتأمين مقار الاجهزة الامنية والشرطة وتشديد الحراسة علي الاهداف الحيوية للدولة مثل محطات المياه والكهرباء والمرافق مثل محطة السكك الحديدية والانفاق لمواجهة اية عمليات تخريب تقوم بها عناصر عدائية للشعب المصري لتفويت الفرصة عليهم. »أخبار اليوم« رصدت استعدادات قطاعات الشرطية لتأمين الاماكن والاهداف الحيوية لمواجهة دعوات التخريب المجهولة في هذا اليوم.. ففي قطاع الحماية المدنية تم تجهيز جميع وحدات الاطفاء وامدادها بجميع وسائل اخماد الحرائق مع وضع اكثر من طاقم لكل وحدة لتكون جاهزة ومستعدة لمواجهة اي خطر.. تم تحديد تمركزات لسيارات المطافيء خاصة ان ادارة الحماية المدنية تسلمت خلال الفترة الماضية اكبر صفقة من السيارات ووسائل الاطفاء التي تم استيرادها من الخارج وهناك عدد محدود من السيارات سيصل خلال ايام.. وقام اللواء ابوبكر علي عبدالجواد مدير الادارة بزيارات مكوكية لجميع ادارات الحماية المدنية للتأكد من جاهزيتها للعمل فورا. في مجال السياحة والاثار.. لم يترك اللواء عبدالرحيم حسان مساعد الوزير لشرطة السياحة والاثار جهدا اضافيا لتفعيل جهود قواته في تأمين المنشآت والافواج السياحية فالرجل يعرف ان هناك حشدا كبيرا يمثل عشرات الآلاف من المواطنين العاملين في النشاط السياحي في المزارات السياحية والاماكن الاثرية يعتبرون انفسهم مسئولين قبل رجال الشرطة عن توفير الحماية والتأمين للسائحين واماكن ارتيادهم والتي تمثل لقمة عيشهم. ورغم ذلك فقوات شرطة السياحة اعدت خطة انتشار مكثفة داخل كل الاماكن السياحية سواء الفنادق أو المتاحف أو المناطق الاثرية أو الفنادق العائمة لمواجهة اي تصرف غير مسئول بهدف التخريب. اما في منطقة سجون طره وهي اهم الاماكن المستهدفة في تلك الدعوات الموجودة علي الفيس بوك لمهاجمتها حيث تقبع رموز النظام الفاسد في سجن المزرعة فقد اعدت وزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة خطة تأمين للمنطقة تبدأ منذ الصباح الباكر ليوم الاربعاء بداية من طريق الكورنيش ثم السكك الحديدية وحتي طريق الاوتوستراد حيث ستنشر قوات مدعومة بالسيارات المدرعة غير تلك القوات التي ستتخذ مواقعها داخل السجن ومن فوق اسواره لمواجهة اية محاولات لاختراق السجن سواء لقتل رموز النظام البائد ولإحباط اية محاولة قد تتخذ لاستغلال فرصة ما يحدث وذلك لتهريب هؤلاء السجناء بواسطة هذه الرموز نفسها.