القراءة هي الطريق الوحيد للتغير.. نعم التغير بكل ما تعنيه الكلمة من معني في التفكير والنفس والروح والتغير الشكلي الذي يأتي كنتاج طبيعي لتغير الأسلوب في الحياة وطريقة التعامل مع النفس أولا ثم طريقة التعامل مع الآخرين ، فإذا أردنا أن نغير واقعنا لن نستطيع بدون المعرفة المبنية علي الحقائق التي احد مصادرها الكتب وليس الانترنت ووسائل المعرفة السريعة لان ما يدخل العقل بسرعة يغادره بسرعة مثله مثل كل شيء يتم علي وجه السرعة ، قراءة الكتب مثل السفر بالقطار تعطي للعقل فرصة للتأمل والتذكر والتخيل أما القراءة الالكترونية ربما تمهد لك الطريق ولكن لا تبقيك عليه طويلا، وإذا كان البعض يعتقد أن القراءة هواية فهو مخطئ لان القراءة منهج حياة، وأسلوب معيشة، وكلما زادت ثقافتك زاد وعيك بكل ما يدور حولك وتستطيع أن تختار بحرية دون إملاء من احد مهما كان حبك واقتناعك به فقناعتك بما تعتقده يجعلك إنسانا حقيقيا وليس نسخة من احد ولا بوقا لصوت غيرك، القراءة في أي موضوع محبب بداية لدخولك لعالم المعرفة الذي يجرك تلقائيا إلي موضوعات أخري ربما تكون في خارج نطاق اهتمامك ولكنها تساهم بشكل أو بآخر في المزيد من معرفتك لأشياء ربما تكون غائبة عنك ، في بداية حياتي الصحفية كنت أريد أن أكون كاتبة، ولا أكون غيرها، وكان من حسن حظي أني اشتغلت مع الكاتب الكبير أنيس منصور عاشق الكتب الأول علي المستوي الصحفي، هل يمكن أن يتصور أحد أنه كان يقرأ كل يوم كتابا جديدا، هكذا كان يوصيني بالقراءة، وكان يقول لي بدون قراءة لن تكوني لا كاتبة ولا شيئا علي الإطلاق، القراءة هي النافذة السحرية التي نطل منها علي العالم لنعرف، ما يدور حولنا، ونجد تفسيرا لكل ما يحدث بداخلنا، ونستريح ونريح لمشاكل كثيرة ولا نؤجل أعمالنا للغد ولا نترك مصائرنا في يد أحد يعبث بنا أو يلهو معنا لمصلحته الشخصية ونكون أحرارا في شئوننا وفي اختياراتنا، ونحن بعد ثورتنا العظيمة في أشد الحاجة إلي حمايتها من ثعالب السياسة، وهذه الحماية لن تكون إلا بالمعرفة والتمييز بين الصح والغلط وهذا لن يكون بدون قراءة ومعرفة وإطلاع لكل ما يدور حولنا، وإذا كنت أتحدث عن القراءة كعاشقة لأننا نعيش في أجواء معرض الكتاب وهو فرصة لكل من يريد أن يقرأ كتابا جديدا لا أن يقتني كتابا جديدا.