ساعد الانفجار الضخم لثورة تكنولوجيا المعلومات.. وما تحمله من سلبيات وإيجابيات علي الانفتاح العالمي.. علي توسيع قاعدة الإعلان وما تحمله من طب تجميل في شتي وسائل الإعلام والذي ربما غيّر مفهومنا للجمال دون أن نشعر بذلك.. ما أدي إلي تسابق الفتيات والسيدات وحتي الرجال إلي المنافسة علي إجراء هذه العمليات.. حتي أننا لم نعد نفرق بين الجمال الحقيقي والجمال المزيف.! فأصبح الكثيرون مصابين بهوس عمليات التجميل.. ابتداء من ترميم الأنف ونفخ الخدين والشفاه وتصغير وتكبير أجزاء الجسم الأخري وحتي تغيير لون البشرة من سمراء إلي بيضاء.. وأعتقد أن ما يدفع بالكثيرين لإجراء عمليات التجميل ربما لتغيير المظهر الخارجي الذي يتكرر أمامهم في المرآة كل يوم.. أو لمجرد التقليد بأحد المشاهير والفنانين أو لإزالة خطوط الزمن التي يتخوف منها الكثيرون ليصبحوا أصغر سنا وأجمل عمراً.. فالمصابون بهوس عمليات التجميل للأسف الشديد ..هم يلهثون ويركضون وراءها ونسوا بأن الجمال الحقيقي ينبع أولا من الأعماق.. فما فائدة أن نلهث وراء تلك العمليات لتجميل مظهرنا الخارجي دون أن ندرك أن مظهرنا الداخلي بحاجة ماسة إلي ترميمه وإصلاحه أولا .. فنحن في زمن.. في أمس الحاجة إلي عمليات تجميل لمظهرنا وجوهرنا الداخلي.. نحن في أمس الحاجة الآن لعمليات شفط الحقد والشر الذي أصبح يعشعش في الكثيرين منا قبل اللجوء لعمليات شفط الدهون.. نحن في أمس الحاجة لترميم أفكارنا وذاتنا وضمائرنا قبل ترميم أنوفنا.. نحن بحاجة لعمليات نفخ سعة قلوبنا وصدورنا وعقولنا قبل اللجوء لنفخ وجوهنا.. بحاجة لعمليات تهذيب ألسنتنا قبل نفخ شفاهنا.. نحن في زمن بحاجة فيه إلي عمليات تجميل لسلوكياتنا وتصرفاتنا ولتصليح أنفسنا من الداخل قبل تصليح أجسادنا من الخارج.. فما أجمل أن يعجب بنا الآخرون بدون عمليات تجميل.. وأن ينظر لنا الآخرون كما نحن دون تزييف ودون مبالغة في مظهرنا.. ما أجمل أن يحبنا الآخرون كما نحن علي بساطتنا وطبيعتنا .. فما أكثر الذين أصبحوا يتشابهون في مظهرهم الخارجي المزيف.. وما أقل الذين أصبحوا يتشابهون في مظهرهم الداخلي الصادق النقي !.