هل يستطيع الحب أن يخترق كل الحواجز؟ هل يمكن لشاب أن يحب ويتزوج عن طريق »الإنترنت« بالرغم أنها لم ترني لكنها أحبتني بجنون! وهذه هي قصتي.. أنا شاب أبلغ من العمر ثلاثين عاماً، تخرجت من إحدي كليات القمة والحمد لله أعمل في مجال تخصصي، أحاول أن أكون شاباً ملتزماً مستعيناً بنشأتي في أسرة يسودها الهدوء والحب والتفاهم أرسم في خيالي دائما صورة لأميرة أحلامي، وأفكر فيها دون أن أراها أكتب فيها قصائد أشعاري وخواطري، دون أن أعرفها عشت علي هذا الحال إلا أن أتت الصدفة الغريبة. تلقيت إضافة علي حسابي الشخصي علي »الفيس بوك« دعوة صداقة من فتاة لا أعرفها في البداية لم أهتم لأنني لا أضيف أشخاصا دون سابق معرفة، لكن بعد وقت قصير وجدتها تطلب مني إضافتها لأنها تعرفني، دفعني فضولي الشخصي أن أعرف من هي، وعندما تحدثنا، قالت بكل أسف هناك تشابه في الأسماء بينك وبين زميلي في الدراسة وجدت حديثها ممتعاً جذاباً. وهي أعجبت بردي المهذب علي رسالتها ثم طلبت مني أن نكون أصدقاء.. ترددت في بداية الأمر فأنا لا وقت لدي للصداقة لكنني شعرت أنها ستشعر بحرج شديد إذا رفضت.. قلت لها موافق علي الصداقة فقط، استمرت العلاقة رسائل بيننا وتوطدت عرفت الكثير عنها وإنها تصغرني بخمسة أعوام.. قلت لنفسي طالما أن العلاقة لا تخرج عن حدود الأدب فلا مشكلة.. فوجئت بعد شهرين أنها تقول لي أنها أعجبت بشخصي وتتمني أن يكون فارس أحلامها يحمل نفس مواصفاتي شعرت حينها أنها تحبني بالرغم أنني لم اكن الشخص الذي تعرفه. ارتضي.. كل منا بعلاقة رسائل نتبادلها معا ثم تطور الحديث بيننا الي الهاتف دون أن نلتقي مرة واحدة لا أنكر أني أعتدت علي الحديث معها وهي كذلك وجدت نفسي أنجذب اليها بشدة أشتاق الي سماع صوتها، أفكر فيها ليل نهار كصديقة نتبادل الحديث، وبعد فتره فوجئت أنها تقول لي أنها تحبني بكل صراحة. لا أكذبك القول - سيدتي - كم كانت المفاجأة فأنا أعرف أن الحب علاقة عميقة لا تأتي عبر الهاتف أو الفيس ويحتاج ان يعرف كلانا الآخر، أنا لم أشعر نحوها بالحب أصبت بالدهشة عندما قالت أنها تحبني كيف حدث هذا؟ كيف وقعت في حبي بهذه السرعة وأنا لست بساحر للفتيات رغم أني لم أكذب عليها علي الاطلاق. قلت لها أنا شاب بسيط جداً حياتي ليست ملكا لي ولا لغيري.. قلت لها كل شئ عني بصراحة وببساطة وتلقائية.. لا أعرف كيف أحبتني؟ من مجرد حديث دار بيننا تقول أن حبها لي يتضاعف يوماً بعد يوم، وتؤكد أنها لن تستطيع العيش بدوني.. وأنها تتمني أن تكون لي فقط دون غيري عندها شعرت أن الأمر دخل في مرحلة الجد بالرغم أني حذرتها منذ البداية، ألمحت لها أننا يجب أن ننهي هذه العلاقة، وجدتها تبكي وتصمت عن الحديث. سيدتي.. والآن أنا لا أعرف كيف أتصرف.. هل أتخلي عنها؟ أو أستمر في هذه العلاقة؟ كيف أجعلها تعرف أنني من الصعب أن أحبها.. أريدها أن تعرف دون أن ينكسر قلبها أرجوك ألا تهملي رسالتي، وأخبريني ماذا أفعل؟ المعذب (م..ع) الكاتبة: معك حق.. وكل الحق فالاستمرار في مثل هذا النوع من العلاقات ما هو إلا نوع من العبث وخاصة أنك تتمتع بدرجة من النضج والفهم يظهران بوضوح في سطور رسالتك. أنت تعتقد أن علاقة الحب يجب ان تكون عميقة، ومبنية علي التقاء حقيقي بين اثنين يشعران أنهما يقفان علي أرضية مشتركة فكرياً، ونفسياً، وروحياً. وأن تجمعهما عاطفة الحب، واقتناع العقل معاً. وأنت تري أن مجرد الحديث عبر »الشات« علي »الفيس بوك« لا يحقق أركان هذا التفاعل بين اثنين، وإنما هي علاقة يصنعها الخيال في معظم الأحوال، ويغذيها الاحتياج والرغبة والكبت بأشكاله المختلفة. أنا معك - تماماً - يا صديقي، فلا يجب ان تتمادي مع هذه الفتاة أكثر واجهها بمشاعرك الحقيقية، ووجهة نظرك كن واضحاً، قاطعاً، ولا تدع الإحراج ينمق كلماتك فيفقدها المعني الذي يجب أن يصل لها. قد تجد في هذا قسوة لكنها قسوة باطنها الرحمة، فقد تحزن هذه الفتاة، وقد تصدم الآن.. ولكن هذا لن يقتلها، بل سوف يكسبها خبرة وفهماً للحياة، وسيجعل لخيالها حدودا تحميها من الاندفاع صوب الهاوية. ولا تحرج.. وتأكد أن ما سوف تفعله هو الصواب، ولو كنت إنساناً بلا ضمير لأمكنك اللعب بمشاعرها، والتسلية معها دون أن يكون لديك أدني إحساس بالمسئولية الأخلاقية تجاهها لكن.. وكما يبدو واضحاً.. أنت إنسان تخاف الله، وتحاسب نفسك بقسوة، ولذلك لا تقبل أن تمضي أكثر في علاقة هشة ليست لها أي أعمدة حقيقية تقدم عليها. نفذ المواجهة بأقصي سرعة، واجعلها عبر الفيس بوك أيضاً حتي لا تتأثر ببكائها أو توسلاتها وبعدها احذفها تماماً من قائمة اصدقائك علي الفيس بوك واقطع أي اتصال بينك وبينها فهذا خير لها وأنفع حتي لو بكت الآن.. أو تألمت! خذ قرارك.. ونفذه بلا تردد.