محمد لطفى لا أري.. انزعاجا، ولا فزعا، ولا اثارة، أكثر مما شاهدته في برنامج الحقيقة للاستاذ وائل الابراشي علي قناة دريم حول قضية المليارات التسعة من الدولارات التي منحتها 6 دول عربية لمصر إبان حرب الخليج! المدهش.. ما كشفه الاستاذ عاصم عبدالعاطي وكيل جهاز المحاسبات السابق، وما عرضه علي الشاشة من مستندات تبين الخلط الواضح بين المال العام والمال الخاص!.. كشف الرجل ان أموال مصر يمكن أن تذهب إلي جيوب الكبار بسهولة ودون رقابة مالية تحت شعار »كن فيكون«! وكلام الرجل ليس كلاما مرسلا بل كلام مدعوم بالمستندات وبالأسماء! ابحثوا معنا عن مندوب رئاسة الجمهورية واسمه صديق البكري عبدالعاطي حيث قام بصرف 4 سندات قيمة كل سند مليون دولار وذلك بناء علي تعليمات عليا للبنك المركزي والسؤال: أين ذهبت هذه الأموال؟ الاجابة عند المواطن المصري صديق البكري..! وتحية اعجاب وتقدير لوائل الابراشي علي برنامجه الجريء وأهدافه الملعوبة باحترافية في مرمي الحقيقة. لا أسمع.. ثائرا يسعي إلي التخريب والتدمير وممارسة البلطجة والعنف ويتحرك في الظلام لزرع الفتن واثارة القلاقل ! ويحّول الفرحة بالذكري الأولي إلي مأتم!! ولا ثائرا يريد احتكار الثورة لنفسه فالثورة ليست حكرا لأحد ولا ثائرا متحجر الفكر ويعتمد علي ديكتاتورية الرأي الواحد ويتخذ من القضايا الخلافية ذريعة للاشتباكات.. اجعلونا نحتفل بالثورة وأن يمر هذا اليوم بردا وسلاما علي مصر حتي لا يتشوه وجه مصر الجميل بشوية مية نار! لا أتكلم.. عن التغيير والإصلاح منذ قيام الثورة لأن دعوات التغيير والاصلاح تقاس بصدي الجماهير ورد الفعل!! فالجماهير والثوار والشعب كله يريد استكمال أهداف الثورة من بناء مؤسسات الدولة وتسليم السلطة للمدنيين في الموعد المحدد وعودة الجيش لحراسة الوطن . ومن هنا تنبع قيمة وأهمية وتثمين مبادرة د. أحمد الطيب شيخ الأزهر في وجود النخبة من القوي السياسية والحزبية! هذه المبادرة التي لاقت ترحيبا من الجميع جعلت مؤسسة الأزهر تستعيد مكانتها السياسية والروحية كما كان علي مر التاريخ منارة للعلم ومنبعا للوسطية الدينية وصوت العقل والحكمة في الأزمات السياسية.. فما أحوجنا اليوم إلي هذا الدور.