رئيس جامعة الإسكندرية: دعم الطلاب المتعثرين في المصروفات    بالصور جامعة أسيوط الأهلية تستقبل العام الدراسي الجديد برفع العلم والنشيد الوطني    بالصور- رئيس جامعة بنها يتفقد سير العملية التعليمية ويشارك الطلاب تحية العلم    وزير التعليم العالي يطمئن على انتظام الدراسة بجامعة حلوان    تعليمات جديدة من الأزهر مع بداية العام الدراسي الجديد (صور)    السبت 28 سبتمبر 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت في المصانع المحلية اليوم    «حياة كريمة»: افتتاح منافذ جديدة لبيع اللحوم البلدي والمجمدة بأسعار مدعمة    التضامن والعمل الدولية تبحثان تعزيز أوجه التعاون في الملفات المتعلقة بالتشغيل والعمالة غير المنتظمة    الضرائب: إتاحة 62 إتفاقية تجنب ازدواج ضريبى على الموقع الإلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية    صفارات الإنذار تدوى في مستوطنات شرق تل أبيب    مراسل «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات عنيفة على لبنان    صحة غزة: ارتفاع إجمالي الشهداء إلى 41 ألفًا و586 فلسطينيًا    عواد يقترب من الانضمام لمعسكر المنتخب في أكتوبر    أسيوط: تحرير 67 محضرا خلال حملات تموينية بمركز ديروط    أسيوط: مواصلة شن حملات لإزالة التعديات على حرم الطرق وضبط الأسواق بمركز أبوتيج    «تعليم القاهرة» تطلق حملة «ابدأ بصحة» في المدارس غدًا    تامر حسني: فيلم "ريستارت" هينزل في عيد الفطر وليس رأس السنة    كانت بتراضيني.. إسماعيل فرغلي يتحدث عن زوجته الراحلة بكلمات مؤثرة    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    بمشاركة مسار إجباري.. حكيم يُشعل المنيا الجديدة بحفل ضخم وكلمات مؤثرة    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    عمرو سلامة يوجه الشكر ل هشام جمال لهذا السبب    الإفتاء في اليوم العالمي للمسنين: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي    «الزراعة»: مصر لديها إمكانيات طبية وبشرية للقضاء على مرض السعار    «وداعا للمسكنات».. 6 أطعمة تخفف من آلام الدورة الشهرية    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    خطة المدن الجديدة لاستقبال فصل الشتاء.. غرف عمليات وإجراءات استباقية    إصابة 3 أشخاص في حادث على طريق العريش الدولي بالإسماعيلية    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن مقتل نصر الله: هذا ليس آخر ما في جعبتنا    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    تداول 47 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديموقراطية    حفيد عبد الناصر: الزعيم يعيش فى قلب كل مصرى    4 نوفمبر المقبل .. وزارة الإسكان تشرح للمواطنين مزايا التصالح على المباني المخالفة    سعر الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    الجيش الإسرائيلي يؤكد اغتيال حسن نصر الله    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    مقتل شخص في مشاجرة بسبب خلافات سابقة بالغربية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا 29 سبتمبر    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    عاجل.. أول تحرك من الخطيب بعد خسارة الأهلي السوبر الأفريقي    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    زيزو: قرار استمراري مع الزمالك الأفضل في حياتي    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التيارات الدينية تشن هجوما علي رجال السياحة
نشر في أخبار اليوم يوم 13 - 01 - 2012


وهذا... ملف ناعم ومتوحش في آن واحد!.
أوراقه كثيرة، وأطرافه مبعثرة، وخطابه »متبهدل« وعقده منفرط إلا قليلا، مع أن المفروض أن السياحة منظومة متناسقة ومتناسجة، وأنها عنوان مصري براق، وعالمي متوهج، وكنز لا يفني ، الي أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إذن.. لماذا هذه السيولة السلبية في الخطاب السياحي؟ كيف نختزل السياحة المصرية في الخمر والميسر والشطآن؟ حتي وصل الأمر الي القول بأنها رجس من عمل الشيطان؟
هل نري السائحين عرايا في الشوراع، وسهاري في الميادين، وسكاري في الأيام والليالي المعدودة التي يزورن فيها مصر؟ هل السائحون القادمون من الخارج يمارسون الفواحش ما ظهر منها وما بطن؟ أليس لديهم بلادهم، فيأتون بلادنا ليفعلوا ما يشاءون ، وهل ينطبق ذلك علي أبناء البلد ممن يسيحون في أرضهم؟ لمصلحة من نرسل هذه »الميديا« عبر وسائل الإعلام الي العالم؟ أين سياحة المعارض والمؤتمرات، أين السياحة الدينية، والثقافية، والعلاجية، أليس من العار علينا أن نختصرها في فتاة شاطئية، ونحصرها في تخوف أخلاقي، ونحسرها في أفق ضيق الي هذا الحد؟
ثم .. وهذا هو الأهم، هل من أجل رأي هنا ووجهة نظر هناك، في سياقات مختلفة، من بعض المنتمين الي التيارات الدينية التي تتصدر المشهد، تهتز العملية السياحية هزا، وتؤز القائمين عليها أزا، هل السياحة هشة الي هذا الحد، وهي المرتكزة علي روح مصرية منذ ألوف السنين من المكونات الموازية للتاريخ والجغرافيا والإنسان والمكان والزمان؟ حتي إن أحدهم يقول »اللي قدر يمشي مبارك، هيقدر يمشي الحرية والعدالة وأي حزب آخر يقف أمام القطاع السياحي«.
حرصنا، وسط تشتت الخطاب السياحي، علي استقطاب شخصيات ذات رؤية ورؤيا، محاور محددة، وهدف واضح نصبو إليه، لعلنا نجد علي نار الموقف السياحي هدي، فالفكر السياحي هو العمود الفقري لهذا الملف، بعيدا عن الحراك المؤقت في الشارع السياحي، هناك جدل، بغض النظر إن كان بالتي هي أحسن أو بالتي هي أسوأ، يجعلنا نبحث عن الرؤية الاستراتيجية والمرتكز الفكري، لمصدر من المصادر الكبري والدائمة والحيوية للدخل القومي، إقتصاديا، وللشخصية المصرية ذات القوة الناعمة، حاضرا وحضارة.
المفاجأة في هذا الملف أن التيارات الدينية هي التي توجه الاتهام الي المسئولين عن السياحة، قال ممثلوها لا للسياحة الرخيصة والدكاكين السياحية، ولا لإلغاء سياحة الشواطئ،، وقالوا إن مرجعينا إسلامية وليست وهابية وتيارات مصر الدينية ليست تابعة لأحد، وعيب علي من يقول هذا الكلام، أكدوا إنهم لم يقولوا ولن يقولوا أبدا: السياحة رجس من عمل الشيطان وقالوا إنهم يريدون تغيير السؤال من: »ماذا سيفعل السلفيون« إلي »ماذا سيفعل المصريون« ودعوا القائمين علي أمر السياح ان لا يعتبروا السائح »بقرة حلوب« ولابد من كسر احتكار الشركات والبازارات السياحية وإشاروا الي أن ثقافة السياحة غائبة عن المواطن، والخدمة السياحية متدنية، وأن المسئولين عن السايحة ليسوا جديرين بهذه المسئولية.
حاورت د. عبدالموجود راجح، لأنه من أبناء الأقصر، والتي فيها ما فيها من كنوز سياحية ثمينة، ولأنه أيضا عضو مجلس الشعب عن »الأقصر« ممثلا لحزب الحرية والعدالة، والغطاء الذهبي لكل ذلك أنه أستاذ أكاديمي بجامعة جنوب الوادي، والذي دعاني أكثر لمحاورته أنه قام بزيارة الي واشنطن لحضور مؤتمر استمر أربعة أيام، بهدف دعم الاستثمار السياحي في محافظة الأقصر، وكلفته »الجماعة« بالسفر إلي الولايات المتحدة الأمريكية للتعاقد مع عدد من شركات السياحة لإيفاد مليوني سائح لمدينة الأقصر.
يؤكد د.عبدالموجود راجح أن دعم النشاط السياحي في مصر من أهم أولويات حزب الحرية والعدالة، والذي يسعي إلي تحقيقه في الفترة القادمة؛ باعتباره بندا مهما من مصادر الدخل القومي.
- علي المستوي الإنساني تعتبر مصدرا من أهم مصادر التفاعل الحضاري بين الأمم، ومصر في موقع حضاري متميز ، ولكل دور حضاري دليل ودليلنا هو آثارنا، وهي كنز لا يمكن اختزاله في أمور ليست ذات بال، ودائما أقول لو لم تكن لدينا آثار لحاولنا بشتي الوسائل إيجادها، وعلينا نحن أبناء مصر عامة أن نعلي من قيمة هذه الرموز الحضارية في أنفسنا ونوظفها توظيفا حسنا، لعدة أبعاد:
البعد الأول هو البعد الاقتصادي فالسياحة، وإن كانت أكبر من هذا البعد، إلا أننا لا يجب أن نعتبر السائحين »بقرة حلوب« بمعني أن السائح لا يختزل في »محفظته« و»كارده البنكي« بل في قيمته الإنسانية وهي مرتبة عالية ما دام قدجاء ضيفا علينا، والبعد الآخر يتمثل في البعد الإنساني، بمعني أن مصر وأمتنا العربية والإسلامية غابت عن التفاعل الحضاري في الخمسمائة الأخيرة، ونحن في عالمنا هذا خضنا في قضايا فرعية، غاب دورنا الحضاري، خاصة أن آثارنا هي من المنح التي نعتبرها ادوات للتفاعل مع الآخر، شرقيا كان أم غربيا، وشماليا كان أم جنوبيا، لا نميل الي مسار دون آخر ، بل علينا أن نتوازن في التفاعل والتعامل.
تبدأ مفردات الخطاب السياحي الجديد من منظورد. عبد الموجود بتدريب وإعادة تأهيل المرشدين السياحيين لتبني مشروع التفاعل الحضاري، بدلا من أن يصبح المرشد وسيلة سلبية يحاول قدر جهده أن يخرج المعلومة الأثرية بطريقة دالة وموثقة.
- أدعو فيها الزائرين والسائحين اعادة قراءة آثارنا كجزء من مشروعنا الحضاري. وأنبه الي غياب ثقافة السياحة عن المواطن المصري، ويضرب مثلا دالا بأنه رأي رجلا أجنبيا أراد أن يستخدم الحمام في محطة الجيزة فاشترط العامل أن يأخذ منه ثلاثة جنيهات، فرفض السائح هذه الاستغلال وغضب غضبا شديدا، وقد أبلغت عن هذه الواقعة المؤسفة والتي تكشف عن عدم الوعي بثقافة السياحة، وفي مطار نيويورك رأيت احدي السيدات وهي تحمل حقائبها وتقول خيرا عدت من بلد كان علي أن أدفع فيه ثمن الحمام، فأخذتني العزة والغيرة وناقشتها فاندهشت لجرأتي وصححت لها الموقف وتعارفنا.
هناك أيضا الخدمة السياحية المتدنية الي درجة كبيرة، وخذ مثل مشكلة النظافة وهي بالنسبة للسائح جزء من تكوينه، علينا أن نقدم خدمة سياحية رفيعة نريد أن نبهر العالم بخدماتنا، وأن يعمل العاملون بعزة نفس ورؤوسهم مرفوعة، طبقا للحديث الشريف »اطلبوا الحوائج بعزة نفس« فمثل هذه الثقافة تجعل الأجنبي يحترم مشروعنا السياحي.
اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا
دعوات التخويف منكم سياحيا كحزب للحرية والعدالة، مستمرة وفعالة الي حد كبير؟
- كلها افتراءات .. وسأضرب لك مثلا: سألني أحد رجال الأعمال السياحيين، وهو بريطاني، هل سيأخذ حزب الحرية والعدالة شركاتنا بعد فوزكم في الانتخابات؟ قلت له من قال لك هذا فقد كذب عليك، فطلب مني أن يزورني، واستضفته وتحدثنا حوالي الساعة واكتشف عكس ما يقال له، وأكدت له اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا.
في هذا السياق يعتب محدثي من بعض الشركات السياحية وبعض أصحاب الفنادق.
- لقد استغلا بعض العاملين في المجال السياحي، ودعوهم لاجتماعات وحذروهم من الاسلاميين، وهذا ينافي مبادئ ثورة 25 يناير. أن لنا مبدأ هو الفهم المتبادل والاحترام المتبادل، وأؤكد هنا هذا المبدأ بإعلاء قيمة الحوار، كلنا في مركب واحد، نعمل سويا لرفع شأن السياحة في بلادنا، وعلينا أن نكسر احتكار بعض الشركات التي تحتكر العمل السياحي، لن نسمح بذلك أبدا، ولابد أن نحل مشكل المرشدين السياحيين الذين يشكون من مثل هذه الشركات لأنها تعاملهم علي أنهم »فواعلية« وأجراء، وكذلك كسر احتكار الشركات العاملة في مجال البازارات السياحية.
ماذا جري في الحوارات التي دارت بينك وبين الأمريكيين سياحيا في زيارتك الأخيرة لهم؟
- طالبونا بتوظيف ثرواتنا السياحية توظيفا سياحيا جيدا وجديدا، قلت لهم أنتم ستأتون لمشاهدة » أهرامات الحرية أبو الهول العدالة، لدينا مصر جديدة في كل شئ، فنحن ندعو إلي أنماط أخري من السياحة، بالإضافة إلي السياحة الثقافية التي هي غالبة علي القطاع السياحي في مصر، وقلت إن السياحة والنهوض بها وتنميتها علي رأس الأولويات، وأن موقف الحزب من الآثار أنه لن يمسها بسوء، بل سيعمل علي الحفاظ عليها وترميمها، وتحسين عمليات التخزين، وتقنين عمليات البحث والتنقيب؛ لأنها تعبر عن تاريخ مجيد لأمة عظيمة، وقلت لهم هناك كما قلت للسائحين وكل المعنيين بالشأن السياحي هنا أن دعم الاقتصاد المصري، وفي القلب منه النهوض بالسياحة، يأتي علي أولويات الحزب في المرحلة الراهنة، وأضاف أن الحزب وضع عددًا من الخطط والبرامج، التي من شأنها أن ترفع أعداد السائحين إلي الضعف خلال عامين علي الأكثر، إذا تم تطبيقها.ويري إن الإسلام دين منفتح علي الآخر، يحترم حضارته ويحترم حضارة الآخرين، وحزب الحرية والعدالة ينظر إلي الآثار الموجودة بمصر علي أنها تاريخ مجيد لأمة عظيمة يجب المحافظة عليه والاهتمام به، وحسن تسويقه داخليًا وخارجيًا.
مليارات سياحية من هنا
وسط عمليات التجديد والتطوير في المعني والمبني ل »أرض المعارض المصرية« وبين الحوارات الدائمة لاستثمار المتغيرات التي يشهدها المجتمع ويكثفها رئيس مجلس الإدارة شريف سالم« مع الأدمغة العاملة معه لتحقيق تنوير جديد ينبعث من هذه المنطقة الاستراتيجية بمدينة نصر، لاستقطاب سياحي دارت هذه المحاورة، ذهبت إليه أحاوره عن »سياحة المعارض والمؤتمرات« كعنصر استراتيجي من عناصر المنظومة السياحية. أتحدث اليه باعتباره رجل سياحيا ورجلا هندسة معمارية، ويرأس جهازا يتحمل الأمانة التي عرضت عليه ولم يأب أن يحملها بلا شفقة عليه، فقد كان صبورا دءوبا منذ بدء نور المسئولية ونارها، وأبدأ أنا من نقطة التنوير التي جاءت في نهاية الحوار إذ قال لي: »سندخل لخزانة الدولة 2،2 مليار دولار سنويا، إذا نفذنا المشروع، وحاكموني إذا لم أوف بهذا الوعد المبني علي أرقام وإحصائيات ودراسات مصرية عالمية«.
يفصل المهندس شريف سالم بين الوضع السياسي الذي ظهرت فيه تيارات جديدة أو تيارات كانت موجودة وقائمة، والوضع السياحي كصناعة وصناعة ثقيلة لها وزنها في عالم اليوم، يعود الي الموقف قبل ثورة 52 يناير فماذا يقول؟
- إن مؤشر السياحة كان يتعرض لصعود وهبوط، وأن المنحني السياحي كان يتأثر بمن يتولي الحقيبة السياحية، منهم من كان رجل سياسة فقط، ومنهم من كان رجل صناعة فقط، ومنهم من كان رجل مؤتمرات فقط، ولدينا الآن رجل يجمع بين ثنائية السياحة والصناعة، وسبب طلوع ونزول المنحني يرجع الي أن مصر كانت مستهدفة من دول كثيرة حولنا، لأن مصر تمتلك القدرة علي المنافسة لدول كبري في عالم السياحة، فسعت الي سرقة السوق المصري بشكل أو بآخر، هذا الي جانب الضربات الإرهابية والتفجيرات في الميادين الشهيرة وأمام البنوك، وقد انعكس ذلك علي عملية الاستقطاب السياحي، فراحت دول مجاورة تغري الأفواج السياحية الأجنبية وتحولها الي تركيا والمغرب واليمن وتونس وغيرها.
لا ينفي شريف سالم التقصير المصري وهو يضرب مثلا بالتجربة الفرنسية؟
- اعتمدت هذه التجربة علي مشروع ميجا بروجكت أو مشروع ميجا العملاق يتغير كل عشر سنوات ليخدم قطاع السياحة مثل» بلاس دي كونكورد، ولا بدي فونس وديزني« ونجح في جذب 07 مليون سائح سنويا، ويضرب أيضا مثلا بدأ إيجابيا وانتهي سلبيا، وهو السوق الأفريقية، وقد نجح إلهام الزيات في تسويق مصر سياحيا، وعندما دخلت الشركات الصغيرة بأسعارها المتدنية غير القادرة علي المنافسة، لم تكن هناك سياسة تضع ضوابط للسياحة.
هيكل وحوار وسؤال
كنت عضوا في مجلس إدارة غرفة شركات السياحة لفترتين متتاليتين.. أليس كذلك؟
- قبل الثورة لم يكن هناك حديث عن الدين والسياحة إلا في إطار »السياحة الطاردة« في الحج والعمرة كانت 99٪ من اجتماعاتنا عن مشاكل الحجاج والمعتمرين، أما الآن فقد ظهرت التيارات السلفية، ليظهر حديث جديد وجدي عن السياحة، وعندما نتحدث عن »سياحة المؤتمرات« أو »سياحة الحوافز« أقول إنها من أهم العناصر الفعالة التي ستعيد السياحة أضعافا مضاعفة عما قبل.
كيف...؟
- لابد من هيكل سياحي أولا، ثم نحن في احتياج إلي الحوار بين جميع المعنيين بالقطاع السياحي في مصر، لنجيب علي سؤال كبير: ماذا لدينا من مقومات سياحية ينبغي استثمارها بشكل هائل يتناسب مع حيوية هذه المقومات لدينا نعم الله الطبيعية التي لم نتمكن حتي الآن من استثمارها، والموقع المتميز في قلب العالم، الذي نحسد عليه، والروح المصرية السمحة المستوعبة لكل الثقافات والحضارات،؟ ويرتبط بهدا سؤال أكبر: ماذا نريد؟ علينا تحديد أهدافنا بحوارنا مع بعضنا البعض ولكن كيف؟، ثم سؤال ثالث: كيف نصنف السوق السياحي، وهناك سياحة مؤتمرات والسياحة العلاجية والسياحة الثقافية والسياحة الشاطئية والسياحة التسوقية والسياحة الدينية؟ وحتي نجيب علي تلك التساؤلات، علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا في بيتنا السياحي، وعلينا أن ننظم أنفسنا من الداخل.
أنت كخبير مشهود لك في سياحة المؤتمرات والمعارض، كيف تراها لتحلق في الأفق السياحي المصري؟
- تنقسم سياحة المؤتمرات الي ثلاثة أقسام: مؤتمرات حكومية، ومؤتمرات شركات، ومؤتمرات مؤسسات، والعالم مقسم الي خمس مجموعات آسيا وافريقيا واوروبا وامريكا الشمالية ودول أمريكا اللاتينية، وهي صناعة سياحية متداولة في العالم وقد بلغت حصيلتها 053 مليار دولار، نصيب أفريقيا منها 4 ٪ تحصل مصر من هذه النسبة 8،4٪ وقد وصلت إلي 21٪ بعد تأسيس مركز القاهرة للمؤتمرات.عندنا مواقع سياحية عالمية، وشواطئ لا مثيل لها في العالم، ومزارات دينية إسلامية ومسيحية وآثار حضارية إنسانية، وأماكن طبيعية ما بين أنهار وعيون وبحار، باختصار عندنا كل مكونات الجذب السياحي، لكني أحتاج المكان الذي يصلح للمؤتمرات العالمية»فنيو« لو تحقق كما خططنا له لتغير الوجه السياحي، الأمل في هذا المكان »أرض المعارض المصرية«
الآن ماذا تريد حتي تنتهي من إنجاز المشروع خاصة بعد أن تمت الموافقة عليه من وزارة د.عصام شرف؟
- انتهينا من 08٪ من تصاميم المشروع وال 02 ٪ المتبقية تنتهي بعد خمسة شهور، ومؤشراتنا العلمية تؤكد:تدفق في زيادة في عدد السائحين القادمين لمصر، وتغيير صورة مصر لتكون ضمن أحسن خمس دول في العالم، تحقيق دخل جديد لمصر 2،2 مليار دولار في السنة، توفير 72 ألف فرصة عمل، و.. هذا كلام أحاسب عليه أمام الرأي العام.
- أنا أريد استثمار هذه الفترة للانتهاء من البناء، فعيون العالم تتجه الي مصر، بعد الثورة، ومن ثم يجب أن يظهر المشروع علي أرض الواقع واعطائي جميع الصلاحيات للتنفيذ وأنا مسئول عنه مسئولية كاملة، وأتمني ألا تؤثرالتغييرات الوزارية المتكررة، والمظاهرات والإضرابات والاعتصامات، علي تحقق الاستقرار.
الدولة لن تدفع مليما واحدا
ماذا في حقيبتكم السياحية لما بعد البناء والتشييد، ماذا أنتم فاعلون؟
- كل شئ عندنا مدروس ومخطط له، ومبرمج دقة، ومحدد بالتورايخ، أمامنا 42 شهرا لينطلق المشروع انطلاقته المنشودة لإحداث طفرة في هذا النوع من السياحة المميزة، وأقولها بكل ثقة، وارتكازا علي المعلوماتية إن سياحة »أرض المعارض المصرية« ستغير وجه مصر السياحي. فالمكانة المتوقعة لمصر علي خريطة صناعة المعارض والمؤتمرات العالمية سيرتفع مؤشرها لتصبح من بين أحدث خمس مراكز معارض ومؤتمرات علي مستوي العالم. وسوف تعد »أرض المعارض المصرية« أكبر مدينة للمعارض في أفريقيا.
هل المشروع يمثل عبئا علي موازنة الدولة؟
- أبدا.. الدولة لن تدفع مليما واحدا في هذا المشروع، فهو يمول نفسه بنفسه، فالأرقام مرصودة، والحسابات دقيقة، والدراسات شاهدة.
نقطة تنوير في هذا السياق؟
- أما كفانا حديثا عن السياسة وفي السياسة! نريد العمل والفعل لإظهار وجه المشرق، فلنعتمد علي مواردنا الذاتية، ليس لدينا جميعا الا هذا الخيار الأوحد والوحيد.
للسياحة أبعاد نورانية
حزب النور هو أكثر أكثر التيارات الدينية إثارة للجدل السلبي والإيجابي فيما يتعلق بالعملية السياحية الآنية والآتية، له مفاجآت وعليه أيضا، من منطلق أنه »حزب ناشئ من قلب تيار وليس من هيكل تنظيمي مثل الإخوان المسلمين لكنا في بداية الطريق والمهم أن نمسك بأول الخيط« هذا صوت »محمد نور« أحد القيادات في الحزب، والمسئول عن لجنة السياحة، يقول إن التشويش متعمد ضدنا، وهؤلاء يشغلون التيار الديني بمعارك جانبية وبتفاهات نحن في غني عنها، فالهدف تعطيل حركة الحياة في مصر، وهنا يتجلي حديث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ثلاثة أنهاكم عنها:القيل والقال ، وكثرة السؤال، وإضاعة المال«.
فاجأني »محمد نور« بقائمة من الاتهامات وجهها إلي المسئولين عن السياحة، تدحض الاتهامات الموجهة الي التيارات الدينية بتدمير السياحة، وتقلب الطاولة علي الطرف الآخر صاحب الدعوي »مجازا«.
- السياحة في منظور حزب النور، ليست موردا اقتصاديا فحسب، فهذه نظرة قاصرة تحجب عنا أبعادا أخري، مثل البعد السياسي للسياحة الذي يدعم الدور المركزي لمصر في العالم، فإذا كانت مصر تستقبل 03 مليون سائح ، فيمكن أن يتضاعف هذا الرقم الي مائة مليون، ليمثل »قوة ناعمة« في المستقبل تجعل لنا مائة مليون سفير، فتظل مصر في اذهانهم وتشكل حضورا متواصلا لمصر علي خريطة العالم.
- يقول محمد نور: هناك البعد الثقافي للسياحة، بمعني أن المشكلة المطروحة اليوم في العالم هي مشكلة صراع الثقافات، ومقاومة »المد العولمي« والثقافة الأنجلو أمريكاني، فأمريكا تنشر وجودها عبر أفلام هوليوود ومعاهد نشر ثقافتها دفاعا عن هويتها، لابد لنا من برنامج أيضا، ومن ثم فالسياحة الشاطئية والقري السياحية مفهوم قاصر للسياحة لا هو فكري ولا ثقافي، فقط يتمتع السائح بالماء والهواء، والنتيجة أنني أخذت منه دولارا، البعد الثقافي يضم منتجا سياحيا متنوعا وهو شرائح الحضارة المصرية عبر العصور من فرعونية وقبطية وإسلامية، وهذه تمثل سياحة دينية.
ألا تصطدم هذه الرؤية لديكم بما تعتقده التيارات الدينية من تحريم الأضرحة والآثار؟
- نحن نؤمن بنظرية التنوع الحضاري، وهي لا تتعرض مع الأحكام الشرعية، فالتنوع الديني قائم، ولا ينكره أحد، نحن نهتم بالسياحة الدينية التي تحكمها الضوابط الشرعية، فهي سياحة عائلية أيضا والعائلات المصرية والعربية خاصة الخليجية تفضل الدول التي تراعي الأعراف، وتحافظ علي القيم والتقاليد. هل هذه الآثار والأماكن الدينية تزار شركا بالله، هذا غير متفق عليه، فالشعب المصري يرفض الخرافة، ان هذه الآثار كنز عظيم، أضف الي ذلك إحياء علم الأئمة فالإمام البدر العيني الذي سمي القصر العيني باسمه، كان يدرس صحيح البخاري في المسجد المسمي باسمه علي مقربة من كوبري جامعة القاهرة، وهناك ضريح الإمام الشافعي، نحن نعتزم تدريس كتابه »الأم« في إطار اعادة إحياء الأئمة في مساجدهم، ولك أن تتخيل أعداد أتباع المذهب الشافعي في العالم.
هي إذن أحد المشاريع السياحية الكبري في منظوركم؟
- مصر تمتلك ثلثي آثار العالم، لذا من الضروري اعادة تصميم المنتج السياحي خاصة في بعده الثقافي، وهذا يؤكد أن اختزال السياحة في الشواطئ دون غيرها من مقومات السياحة إنما هو إهانة لمصر والمصريين والحضارة والتاريخ.عندنا أكثر من المليار مسلم في العالم، كيف لا نستثمر ذلك ، من خلال الأزهر الشريف، وبالتحديد من طلاب العلم في رحابه، هنا أسأل: أيهما أفضل زائر لمدة أسبوع أم زائر لأربع سنوات؟ لماذا لا أقوم باجتذاب هؤلاء الدارسين والمبعوثين جذبا سياحيا من تركيا و دول جنوب وشرق آسيا وتركيا، إنها أيضا سياحة تعليمية.لا يمكن تقبل أن تكون مصر دولة عظيمة، مصر الزراعية والصناعية والسياحية، ثم نتغافل عن هذه العظمة. للأسف القائمون علي أمر السياحة غير جديرين بهذه المسئولية السياحية، وهناك مشاكل وإشكاليات تجعل السياحة المصرية بوضعها الراهن خارج الخدمة.
كيف .. ولماذا؟
- كيف سمحوا لاسرائيل - مثلا - أن تكون وكيلا سياحيا لمصر، ذلك بإهمالهم للسياحة في العقود الماضية، أهملنا الرحلات السياحية العالمية فصارت مصر جزءا من البرنامج الاسرائيلي، اين التسويق السياحي، نريد خطة متكاملة للتويج السياحي بدءا من المنتج ، ومرورا بالسعر والتوزيع، وانتهاء بالترويج، الذي يتم بشكل جديد وجيد يتناسب ومكانة مصر السياحية.
هذه واحدة والثانية أن بنية سياحية للدولة غير متوافرة انظر الي حوادث الطرق، وخذ مثلا منطقة سقارة التي تضم أعظم خزائن مصر، اين مرافقها وطرقها، عار علينا أن يكون لدينا فقط 92 فندقا خمس نجوم، إنها سياحة رخيصة، هناك سياح أثرياء لا ينظرون الي بائعي الدبل والخواتم ، انهم يبحثون عن الثمين، فأين نحن من هؤلاء
ثالثا: أن معظم شركات السياحة عندنا ليست مؤهلة للعمل السياحي الحقيقي والفعال، وانظر إلي دائرة الفساد في التصاريح والتأشيرات والأسعار فهل يعقل أن تكون تذكرة الطائرة من القاهرة الي الخرطوم ثلاثة آلاف جنيه، ونفس السعر مع جدة وقس علي ذلك.
رابعا: لدينا شريحة هامة في السياحة يمثلها 61 ألف مرشد سياحي، يعانون من نقابتهم ، كيف لا يزال المرشد يعمل باليومية؟! أين موقف النقابة منهم، من تدريبهم أضف إلي ذلك أن إدارة المؤسسة السياحية هي ادارة غير علمية، فليس لدينا أرقام حقيقية عن السياحة، ونريد الافصاح عن معلومات حقيقية للواقع السياحي الحالي، أما المجلس الأعلي للسياحة وكل أعضائه بالتعيين، هل يتحرك ويتفاعل؟
كلمة الضوابط تثير تأويلات متباينة، خاصة في خطابكم العام، وفي السياحي تحديدا.. أليس كذلك؟
- كل دولة لها أخلاقياتها وتقاليدها، لماذا نغضب في مصر حين نطالب الضيف باحترام عاداتنا وقيمنا، حتي اسرائيل مثلا تضع ضوابط، ولا أحد يعترض هناك أو يحتج، وإنما يمتثل للنظام، لا أحد يعمل يوم السبت، حتي كازينو القمار الذي كان لهم في غزة، تركوه ولم ينقلوه داخل اسرائيل، وقد نندهش حين نعلم أنهم يمنعون خلط الالبان باللحوم في الفنادق، طبقا لعقيدتهم، هذا جزء من كل، ولنا في مجتمعنا مرجعيته العرفية والمعرفية والاخلاقية، فلماذ لا نتمسك بها. ونحن لن نطالب بإلغاء السياحة الشاطئية لكن فقط نراعي الضوابط الشرعية.
أنتم والوهابية السعودية
قلت لمحمد نور: أنتم متهمون صراحة جهارا نهارا بأنكم تعملون لصالح »الوهابية السعودية« وجهاتها تمولكم وتشجعكم خاصة في المجال السياحي وإذكاء نار المحظورات والمحرمات من وجهة نظرهم هناك؟
- نحن نعمل بمرجعية إسلامية وليست وهابية، والوهابية مجرد جزء من التجربة الإسلامية عيب علي من يقول هذا الكلام لسنا أبواقا لهذا المذهب أوذاك، فتيارات مصر السلفية ليست تابعة لأحد ، بل إن التيار السلفي في مصر نموذج ينتظره العالم والكل ينظر لمصر بعين الإكبار، لا يستطيع أي تيار سياسي أن يضع حلا لمشاكل مصر.
رغم كل هذه الإشكاليات يدعو حزب النور لفتح صفحة جديدة؟.
- يقول محمد نور: لنأخذ بمبدأ »عفا الله عما سلف« وندعو لمؤتمر وطني تمثل فيها كل الاتجاهات والتيارات، بمشاركة خبراء اقتصاديين وسياحيين ومثقفين، فلن ننتقل الي حالة أفضل إلا بالحوار علي مائدة واحدة، نحن نسعي لأن نكون دولة مؤسسات، وفي سعينا هذا نريد تغيير السؤال من »ماذا سيفعل السلفيون« إلي » ماذا سيفعل المصريون« ويجب أن نعلم جميعا أن مصر لن تسمح لأحد أن ينفرد بالقرار.
طبعا.. هم السبب!
ما أن سألت المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال: هل صحيح أن آراء وتصريحات التيارات الدينية هي سبب تدهور السياحة وكأنها تعرضت لعاصفة الصحراء؟ حتي بادر علي الفور:
- طبعا، فالتصريحات التي صدرت من بعض القيادات السلفية والتي تعادي السياحة وتطالب بوضع ضوابط تحد بشكل كبير من حرية السياح مما أثر بشكل كبير علي إشغالات الفنادق في الوقت الحالي لتصل الي أقل من 01٪ بالقاهرة وتتراجع بالمدن السياحية الكبري مثل شرم الشيخ الي أقل من 02٪ إنهم فعلا السبب الرئيسي لانخفاض حالة السياحة الشاطئية بالذات، مع إن تقرير منظمة السياحة العالمية يؤكد أن السياحة الشاطئية في الكرة الأرضية 38٪ وفي مصر تدر أكثر من 08٪ من الإيرادات، ويرتبط بها 27 صناعة مكملة، لقد ساهمت هذه التصريحات الدينية التي اعتبرها منظمو الرحلات معادية للسياحة، في أن تجعل مصر خارج الصورة تماماً سياحياً حتي بداية 3102 فازدادت الصورة قتامة.
- أقول للجميع لن تستطيعوا إدارة الدولة بدون الدخل السياحي، فلا يوجد اقتصاد بدون سياحة، واختزال السياحة بهذا الشكل المطروح دلالة علي فكر ضيق جدا خصوصا أننا نحتاج إلي 081 مليار استثمارات سياحية، ولدينا 772 ألف غرفة فندقية، ثم لماذا ننسي الذوق العالمي وطبيعة البشر هل نحن نعيش في كوكب الأرض وحدنا، حتي نتجاهل الآخر؟ ان السياح يأتون هنا سبعة أيام، من بين 563 يوما في العمل وتحت ضغط الحياة العصرية وإيقاعها السريع، ليستريحوا تحت الشمس وعلي شاطئ البحر، فلماذا نتجاهل هذه الطبيعة؟
- يقول أيضا: علي أصحاب التيارات الدينية أن يقولوا لنا: كيف سيحققون التواجد الأمني داخل المدن السياحية والطرق المؤدية لها كشرط أساسي لعودة الاطمئنان والتدفق السياحي؟ وكيف سيتعاملون مع المشاكل الضريبية علي السياحة، بإعادة النظر في الرسوم والأعباء الضريبية المفروضة علي القطاع من خلال تأجيل السداد لحين تعافي القطاع لعدم إضافة أعباء علي المشروعات القائمة؟ وكيف يحلون أزمة القروض البنكية وقد وصل حجم قروض القطاع السياحي لدي البنوك 09 مليار جنيه؟
- يضيف : هذه هي الأسئلة الجوهرية التي تشكل محاور البحث لمن يريد الحل.
إلي من يهمه الأمر
لا يكتفي المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة جمعية رجال الاعمال المصريين بالتشخيص بل يقدم أطروحة في شكل خطة تحمل مبادئ لما يسميه هو باستراتيجية للنهوض بقطاع السياحة، يقول لدينا خطة سريعة »علي المدي القصير« وأخري »علي المدي البعيد« يتعاون في تحقيقها القطاع الحكومي والقطاع الخاص وتقوم علي عدة محاور أولها:التعاون مع وزارة الداخلية والمحليات للتركيز علي استعادة التواجد الأمني وتكثيفه بأكبر قدر ممكن داخل المدن السياحية والطرق المؤدية إليها للمساعدة في عودة الاطمئنان والتدفق السياحي، وثانيها: اعادة النظر في الرسوم والاعباء الضريبية المفروضة علي قطاع السياحة في الوقت الحالي وتأجيل سدادها حتي تتعافي السياحة من جديد.
ونطالب بانعقاد المجلس الأعلي للسياحة بصفة دورية لدراسة الموقف السياحي والموضوعات المتعلقة بالقطاع والتأكيد علي عدم إصدار أي قرارات قد تؤثر علي منظومة العمل السياحي و عدم مطالبة القطاع بأية أعباء مالية الإبعد موافقة المجلس وإعتمادهذه القرارات.ونري ضرورة تنفيذ نظام الشباك الواحد للاستثمار السياحي داخل هيئة التنمية السياحية والمحافظات السياحية لاصدار جميع التراخيص المطلوبة للمشروع بعد الانتهاء من موافقة باقي جهات الدولة.
وفي حين نحرص علي الاهتمام بتشجيع البرامج التدريبية المحددة والمقررة لجميع تخصصات القطاع السياحي ومتابعتها وعمل الاختبارات اللازمة عن النتائج الإيجابية أو السلبية لتلك البرامج ، فإننا نري ضرورة الإسراع بتفعيل قرارات رئيس مجلس الوزراء الخاصة بالمنشآت السياحية المرخصة من المحليات بسداد مستحقات الدولة من ضريبة المبيعات حتي تتحقق العدالة الضريبية بين المنشآت السياحية التي تسدد هذه الضريبة ومن لايسددها.
أما عن الرقابة السياحية فيري المهندس أحمد بلبع الإكتفاء بوزارة السياحة ومفتشيها من ناحية سلامة التراخيص ورقابة تنفيذ القوانين و الآداب العامة و صحة و سلامة الغذاء ورقابة الجودة أو إلزام الوزارات المكلفة بوجود ممثل لوزارة السياحة و عضو الغرفة المختصة مع اللجنة منعاً لتعارض الاختصاصات و إزدواجية المعايير.
وعن مشكلة الديون يري ضرورة وضع بروتوكول لسداد المديونيات المستحقة علي القطاع السياحي للمرافق العامة خلال هذه الفتره الصعبة.
وحول سياحة الغوص التي تستقطب الكثير من السائحين يري وضع القواعد اللازمة لكل منطقة غوص طبقا للطاقة الإستيعابية لها وتنظيمها بأسلوب علمي. وزيادة الاهتمام بنشاط الغوص لاهميتة لقطاع السياحة الشاطئية التي تمثل 07٪ من دخل السياحة لمصر.
ومن النقاط الهامة والتي تمثل أهمية قصوي سياسيا وسياحيا ما تطرق اليه المهندس بلبع من ضرورة تواجد وكيل سياحي مصري ممثلا عن الشركات السياحية الأجنبية لضمان المستحقات وأسلوب التعاون داخل مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.