وفاجأتنا ادارية المنصورة منذ عدة ايام بحكم كاد ان يقلب المسرح السياسي المصري رأسا علي عقب بمنع أعضاء الحزب الوطني السابق من الترشح لمجلسي الشعب والشوري القادمين لافسادهم الحياة السياسية.. في مصر في اليوم التالي ألغت الادارية العليا الحكم السابق لادارية المنصورة فاعادت الهدوء للشارع المصري الذي كاد ان يتحول الي ما يشبه الحرب الاهلية علي الفضائيات وربما لو استمر الانتظار لعدة ايام لوصل شيخ العرب همام الصعيد لمشارف القاهرة. والسؤال الحائر الآن.. هل الحزب الوطني وحده هو من يسأل عن افساد الحياة السياسية في مصر؟ وللاجابة عن هذا السؤال لابد ان نبحث في قواعد اللعبة السياسية في مصر.. منذ ظهرت الحياة الحزبية في مصر مع اول حكومة رأسها الزعيم سعد زغلول مارا بالممارسات التي شهدتها حقب الثلاثينات والاربعينات والخمسينات ثم الممارسات بعد الثورة 2591 وما هية القوي السياسية التي لعبت ادوار هامة في الحياة السياسية من احزاب وجماعات الي ان وصلنا الي مرحلة التخريب السياسي الذي وصلنا اليه الان. ولعل تنظيم الاخوان المسلمين.. هو القوة السياسية التي ادركنا دورها الفاعل في الحياة السياسية بعد ثورة 2591 رغم ان السجون والمعتقلات المصرية سطرت تاريخها علي اجساد وجثث الاخوان خلال الاعوام الستين الماضية. ورغم تقديري لدور الاخوان العظيم في حرب فلسطين 8491 والمقاومة الشعبية للاحتلال الانجليزي لمصر 0591 - 4591 بعد الثورة بخط القناة كما اوردت في كتابي »فلسطين دولة صدمها التاريخ« الا انني لا اعفيهم من المشاركة الفاعلة بل وبقوة في افساد الحياة السياسية بل والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ليس في مصر وحدها ولكن في المنطقة العربية بأثرها وللاسباب الاتية: 1- الاخوان المسلمين اول من اخترع نظام الميلشيات العسكرية . 2- صراع الاخوان علي السلطة مع عبد الناصر ورفاقه ودعمهم للرئيس محمد نجيب 4591 والذي انتهي نهاية مأساوية للرئيس نجيب وامتلاء السجون المصرية بأعضاء التنظيم علي ارض مصر بعد شهر عسل دام سنتين فقط. 3- الدور الخطير الذي لعبه الاخوان مجاملة للرئيس السادات بعد ان اخرجهم من السجون واعاد لهم الاعتبار في التخلص من التيار اليساري والناصري في الفترة من 1791 - 9791. 4- دورهم الفاعل في دعم الجماعات الاسلامية الطلابية وغير الطلابية المعتدل منها والمتطرف والتي . نستخلص مما سبق ان الاخوان المسلميين علي مدي 06 عاما شاركوا سواء بالطريق المباشر او غير المباشر في افساد الحياة السياسية في مصر. وانني من هذا المنبر الكريم لاخبار اليوم: اناشد الاخوان ان يكفوا عن لغة التخوين والاستعلاء التي كان يمارسها اطفال النظام السابق مع القوي السياسية الاخري.