تمر بنا هذه الأيام مشكلة من أهم مشاكل العصر الذي نعيشه وهي الخلاف الذي نشب بين عالمين من علماء الأمة الاسلامية والناس في حيرة من الأمر وفي خلاف أيضا قد يؤدي الي فتنة نعوذ بالله من شر الفتن. ورأيت ان المشكلة قد يكون حلها في توصلنا الي من منهما الأفضل ولكي نعرف ذلك علينا ان نسترشد بعلمائنا السابقين ومنهجهم في المفاضلة بين شخصين فقد اجتهد العلماء قديما في عقد مقارنة بين أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب »رضي الله عنهما« للمفاضلة بينهما تحت عنوان أفضل الناس بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم في باب الامامة بكتب العقيدة. وكان المعيار في التفضيل هو كثرة الثواب والكرامة عند الله تعالي وذلك هو الأساس الذي ينبغي لنا أن نضعه نصب أعيننا في المفاضلة بين شخصين خاصة العلماء الذين هم ورثة الأنبياء. والمفاضلة ينبغي ألا تكون أبدا من جهة العلم لأن المفتي فريد عصره في مجال تخصصه حيث جمع أدوات عصره التي تمكنه من الافتاء بعلمي الدين والدنيا لذلك حق ان يطلق عليه العلامة وينصب مفتيا للديار المصرية ويثق المسلمون في فتاواه من جميع أنحاء العالم.. والشيخ الحويني عالم فذ في مجال تخصصه لا ينازع في ذلك منازع ولا ينكره الا جاحد له كثير من الأتباع والتلاميذ داخل مصر وخارجها.. ولست أنا من يقيم العلماء ولكنني رأيت أن ما يحصل بينهما قد يقلل من قدرهما في نظر العامة ويفقد كثيرا من المسلمين الثقة في العلماء ويشوه صورتهم بما يورده الأتباع من تطاول وتجاوز علي الاخر في محاولة لتأييد ونصرة العالم الذي يحبه ويريده ويراه علي الحق. والحقيقة أن هؤلاء الأتباع أساءوا من حيث أرادوا أن يحسنوا. ويحتار المواطن المسلم العادي مما يحدث ويريد حلا لتلك المشكلة وقد رأيت ان الحل يكمن في اتباع من سبقونا لنعرف من منهما الأفضل والأفضل هنا سيكون هو الأكثر ثوابا وكرامة عند الله بلا شك ذلك هو معيار الأفضلية ولعل القارئ العادي يفهم ما أريد قوله ولعل رسالتي تصل لأولي الألباب ولننظر الي معايير الأفضلية في هذا الموطن. 1- أفضلهما العالم بكتاب الله العامل به والعالم بسنة نبيه الكريم العامل بها الأحسن خلقا الأقرب مجلسا من رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم القيامة. 2- أفضلهما المسلم بحق الذي يعمل بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده«. 3- أفضلهما العابد بصدق للرحمن المتبع لقوله تعالي: »وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما« الفرقان: 36 4- أفضلهما الذي يصل الي مقام الإحسان بتحصيل أسبابه المشار اليها في قوله تعالي: »والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين« - (آل عمران 431). 5- أفضلهما خيرهما البادئ بالسلام لقوله صلي الله عليه وسلم: »لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما البادئ بالسلام«. 6- أفضلهما الأقوي الذي يصفه الرسول بقوله: »ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب«. 7- أفضلهما الذي تعمه الرحمة فيلين للخير متوكلا علي الله وهو حسبه قال تعالي: »فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين« (آل عمران 951). 8- أفضلهما الذي يلتمس النصر من الله لا من الأتباع والتلاميذ لقوله تعالي: »إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلي الله فليتوكل المؤمنون« (آل عمران: 061) 9- أفضلهما الذي يعفو عمن ظلمه ويحسن الي من أساء إليه طالبا الأجر من الله عملا بقوله تعالي: »وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره علي الله« - (الشوري: 04). 01- أفضلهما المحب لمغفرة الله له الساعي لتحصيل أسبابها من عفو وصفح جميل قال تعالي »وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم« النور 22 تلك عشرة أسباب رأيتها تشير الي الأفضل منهما ولكن من الذي سيمن الله عليه بتحصيل أسبابها: »وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم«.. رددوا معي أيها القراء الكرام: »اللهم اجعل وأد هذه الفتنة علي يد أحبهما إليك وأكرمهما عندك«. [email protected]