عندما كانت تحدث أي فتنة طائفية، أو يشتعل الخلاف بين المسلمين والأقباط، كانت الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة تتباري في إظهار الرؤية الإسلامية لعلاقات المسلمين مع الأقباط، وكيف كان رسول الله »صلي الله عليه وسلم« يحتفي بالأقباط، ووصيته بأقباط مصر خيراً، ويدلي علماء الإسلام بدلوهم في هذه القضية من الكتاب والسنة النبوية المطهرة.. ولاشك ان الإسلام يكرم الإنسان لكونه إنساناً، حتي لو كان يدين بأي دين آخر، أو حتي لو كان بلا دين.. فماذا لو كان هذا الإنسان ذمياً وصاحب كتاب؟.. وماذا لو كان قبطيا يدين بالمسيحية التي نعتز بنبيها المسيح عيسي »صلي الله عليه وسلم« وبأمه السيدة مريم العذراء »رضي الله عنها« ولها مكانتها الرفيعة في القرآن، حتي أن هناك سورة كاملة باسمها؟ والحقيقة انني سعدت بقصة حكاها الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، في لقاء لعدد من أسرة تحرير »أخبار اليوم« بحضور الكاتب الصحفي السيد النجار رئيس التحرير وتشرفت بوجودي معهم عن لقائه بعدد من شباب وشابات الأقباط، وناقشهم في نظرة المسلمين إليهم كأقباط.. وأوضح الدكتور بديع لهم انه بالإضافة لتعاليم القرآن والسنة التي تلزمنا كمسلمين بحسن جوار المسيحيين الذين لهم حقوق تعادل حقوقنا، وعليهم واجبات تعادل واجباتنا.. فإن هناك دينا للمسيحيين في أعناقنا كمسلمين، وأسماه »دين النجاشي«.. فعندما اشتد أذي الكفار للمسلمين، وقتلوهم وعذبوهم وجوعوهم، أذن لهم رسول الله بالهجرة الأولي إلي الحبشة، وقال لهم: »اذهبوا إلي النجاشي المسيحي فإنه ملك لا يظلم عنده أحد«.. وهاجر المسلمون إلي الحبشة، واستقبلهم النجاشي أفضل استقبال، وآواهم وحماهم، وعندما وصل إليه وفد من الكفار محملا بالهدايا، وطلب منه تسليمهم، رفض النجاشي.. وهكذا كان الملك المسيحي، الذي يجب أن يظل ما فعله دينا في أعناقنا. وسوف يبقي المسلمون والمسيحيون في رباط متين، يتعاونون ويتعاضدون لخير مصر وسلامتها وحريتها.. ولن تنطلق إلي المستقبل إلا بهما معا.