لا جديد تحت الشمس، قالها الحكماء والقادة والمفكرون علي مدي التاريخ . اليوم نتابع أخبار الانتخابات البرلمانية والتي صارت الحدث الأول لدي الرأي العام ووسائل الإعلام. ونظرا للعدد الكبير من الأحزاب والعدد الأكبر من المرشحين فقد أصبحت المتابعة مرهقة حتي لمن عاش لسنوات طويلة متابعا للانتخابات والممارسة البرلمانية. حوالي 70 حزبا في الساحة، تتنافس وتتشاحن، تتحالف وتنقسم، والنتيجة مولد كبير لانتخاب برلمان الثورة. اللافت أن النسبة الكاسحة من المرشحين ليس لهم علاقة بالثورة. قليلون فقط من شباب الثورة الذين يخوضون الانتخابات، والبقية الغالبة ممن احترفوا العمل السياسي وممن أكلوا لحم شباب الثورة وينتظرون التحلية بالبرلمان والوزارة وربما بالرئاسة. لا جديد في الانتخابات، حزب كبير يخرج من عباءة الإخوان وأحزاب " بسارية " تحاول أن تتعلق بردائه ربما نالها من حلوي البرلمان قطعة. الإخوان رددوا في البدايات أنهم لن يرشحوا إلا علي 50٪ من المقاعد، بعدها زادت النسبة، بعد المناقشات الجادة مع أحزاب التحالف تجاهل الإخوان وعودهم للأحزاب وقرروا من أنفسهم رفع نسبة مساهمتهم ووضع مرشحيهم علي رأس القوائم ضمانا للفوز. رفضت الأحزاب وانسحب معظمها حتي صار التحالف غير متحالف وادعي الإخوان أنهم اضطروا لرفع نسبة تمثيله لتعويض خسارة مرشحي الأحزاب المنسحبة! وادعوا أنهم اضطروا أيضا أن يعوضوا قلة المرشحات من النساء والمرشحين من الشباب! في النهاية أصبحت قوائم التحالف هي قوائم الإخوان! . ووجدت تصريحات للمستشار القانوني لحزب الإخوان يبرر فيها ما حدث من خلافات داخل التحالف وموضحا وجهة نظر حزبه فقال إن معايير الترشيح للبرلمان هي التي حكمت الاختيار! وحكمت ترتيب القائمة ووضع مرشحي الإخوان في المقدمة! فالمعايير التي تم الاتفاق عليها تشترك : الكفاءة والخبرة في تخصص المرشح بشكل عام وفي البرلمان بشكل خاص! ولم أفهم معني كلامه، هل هناك مؤهلات علمية أو دراسية تتيح للمرشح أن يتخصص بشكل عام وفي البرلمان بشكل خاص؟! لقد تذكرت بعد قراءتي تصريحات مستشار حزب الإخوان ما كان يصدر دائما عن قيادات الحزب الوطني خلال أي انتخابات من أن الشعبية والكفاءة والخبرة هي المعايير التي يجب توافرها في مرشحي الحزب للبرلمان ويبدو أنها سمة من سمات الحزب الأكبر. لقد استدرج الإخوان أكثر من 40 حزبا لخدعة التحالف واستكان الجميع نامت نواطيرهم عن الثعالب حتي أزف الوقت ولم يعد لدي أي منهم القدرة، لو أراد أن يشكل قائمة منفصلة أو يدخل في تحالف آخر . أما الأحزاب التي تسمي بالليبرالية خاصة تلك التي خرجت من عباءة الثورة أو ادعت ذلك، فهي في طريقها إلي التواري بعد الانتخابات لأن ميزان القوي ليس في صالحها، وهذا ما حدث في صربيا، فبعد أن أشعل الشباب الثورة وأسقطوا النظام خاضوا الانتخابات البرلمانية خرجوا بأقل نسبة . لقد قاموا بالثورة وأعدوا المائدة للثعالب لكي تأكل كل ما أعده الثوار.