اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، وعلي الرغم من المخاوف التي يتوقعها البعض حتي وصل بهم الأمر إلي التشكك بأن تلك الانتخابات لن تتم بسبب الانفلات الأمني والمشكلات الأخري التي تواجه المجتمع حاليا.. إلا أنني اعتقد أن الانتخابات سوف تمر- إن شاء الله- بسلام. ومن الملاحظ منذ بداية فتح باب الترشح أن الاقبال كان علي الدوائر الفردية بينما القوائم كانت متعثرة كثيرا في عدد كبير من الأحزاب، وهذا ما يجعلني أطرح سؤالا حيرني كثيرا، وهو: لماذا كان الإصرار علي القوائم؟ ولماذا كان الكثيرون ينادون بالغاء الانتخابات بالنظام الفردي وضرورة ان تكون جميعها بالقائمة؟.. وهذا يجعلني اتساءل أيضا: ومن يبدد مخاوفنا قبل الانتخابات؟ إن ما حدث من تعثر عند كثير من الأحزاب والائتلافات في تنظيم القوائم، جعل اللجنة العليا للانتخابات تمد المهلة أياما أخري حتي تستطيع الأحزاب والائتلافات تنظيم صفوفها.. وهذا يجعلني أيضا أقف حائرة أمام كل ما يحدث، من حيث كثرة عدد الأحزاب التي تم اشهارها في الفترة الأخيرة، ومن حيث الائتلافات العديدة التي نادت بها بعض الأحزاب وقامت بين الكثيرين منهم. وعلي الرغم من التخوف والتردد لدي الكثيرين بسبب المخاطر التي يمكن ان تحيط بالعملية الانتخابية، أو من خوض الانتخابات نفسها، إلا أن الكثير من المواطنين يضعون آمالا كثيرة علي البرلمان الجديد.. ويعتقدون أنه سيكون متميزا، إذا ضم العديد من شباب الثورة والنخبة وممثلي الأحزاب، ليكونوا قادرين علي تحقيق آمالهم ومطالبهم، وفي نفس الوقت قادرين علي التشريع، لأن المرحلة القادمة ستكون مهمة جدا لاصلاح العديد من مشروعات القوانين التي يري الشعب إنها بحاجة إلي الاصلاح.. فالشعب المصري ينتظر منذ زمن اصلاحا تشريعيا يحقق مصلحة الوطن، ولا يكون فيه قوانين يتم تفصيلها لخدمة البعض، وتكون كلها لمصلحة الوطن والمواطنين، وأن تكون تلك القوانين متفقة مع المصلحة العامة ومع الشريعة.. ولذلك فالآمال كبيرة علي البرلمان الجديد، والذي نتمني جميعا أن يضم العديد من المفكرين والقادرين علي التشريع وخبراء السياسة والعلماء، ونتمني أيضا- وهذا هو الأهم- ان تمر الانتخابات البرلمانية بسلام. أنني أثق كثيرا في قدرة المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي تبديد كل المخاوف قبل الانتخابات، والاجابة علي كل علامات الاستفهام المثارة حولها.