رحلة من الألم والمعاناة تعيشها الفنانة الجميلة سمية الألفي منذ أكثر من عام دخلت خلاله غرفة العمليات أربع مرات.. وكانت أحدثها الجراحة التي أجرتها مؤخرا في ألمانيا وقضت بسببها سبع ساعات داخل غرفة العمليات.. سمية التي تحلم بأن تتمكن من الجلوس علي »كرسي«.. لم تفقد الأمل خلال رحلة الألم واعتبرت ما حدث لها »نعمة من الله« وتؤكد انها محظوظة بحياتها وبأسرتها وبالفنان فاروق الفيشاوي الذي رغم انفصالهما لم يتخل عنها لحظة واحدة.. وأنها لا تفكر في العودة للتمثيل رغم مشاركتها في مشهد واحد مع ابنها النجم الشاب أحمد الفيشاوي في فيلم »تلك الأيام«. قلت لها في البداية: حمدا لله علي سلامتك.. كيف حالك الآن؟ قالت: الحمد لله أنا بخير بعد الجراحة التي أجريتها مؤخرا في ألمانيا.. وأقضي الآن فترة راحة لمدة ثلاثة أشهر في البيت.. وبعدها سأبدأ مرحلة العلاج الطبيعي وسأجري جراحة جديدة بعد عدة أشهر. قلت: متي وكيف بدأت متاعبك؟ قالت: منذ عام ونصف العام شعرت بآلام شديدة في قدمي اليسري وأجريت فحوصات وتحاليل عديدة في مصر وسويسرا وألمانيا حتي اكتشف الأطباء انني أعاني من حالة غريبة ونادرة تتمثل في وجود كيس ضخم تكون من سائل النخاع الشوكي ويضغط علي العصب ولم يستطع الأطباء الاقتراب منه لخطورة ذلك علي حياتي فخضعت لأول جراحة وفشلت ثم خضعت لجراحتين كانتا عبارة عن »تجارب« بسبب ندرة الحالة وقام الخبير الألماني »ماير« بتركيب مسامير وشرائح في العمود الفقري ولكن بعد شهرين عاودني الألم بصورة غير محتملة ولم أستطع الحركة إلا علي كرسي متحرك. وما طبيعة الجراحة الأخيرة؟ كانت الأصعب بالنسبة لي وقام بها الخبير المصري الألماني د. ياسر الليموني الذي قال لي انه من المستحيل أن يقترب أحد من هذا الكيس لأن مجرد فتحه سوف يؤدي إلي انتشار سائل النخاع الشوكي في الجسم كله مما يسبب الوفاة.. وقام بمحاولات لسحب السائل بإدخال حقنة في ظهري.. وقام بنزع المسامير والشرائح التي وضعها الخبير الألماني وبقيت في غرفة العمليات سبع ساعات قاموا خلالها بتكسير بعض فقرات العمود الفقري وقال لي الطبيب ان هذه العملية ربما تقضي علي 07٪ من الألم لكن يظل هناك 03٪ من الألم يمكن التغلب عليها بالمسكنات. ما أصعب ما واجهك في مرضك؟ حجم الألم الذي تعرضت له.. وهي آلام مرعبة ظل الأطباء يعطونني »حقن مورفين« بعد كل جراحة لمدة شهرين والتي يدمنها الجسم ثم أخضع بعدها لبرنامج تدريبي حتي أقلع عنها.. وقد أدركت كيف وقف الله بجانبي وساندني. ألم تفقدي الأمل في بعض اللحظات؟ لم يحدث لأن إيماني بالله كبير وحين كنت أدخل غرفة العمليات كنت أشعر ان الله معي.. وانني أرضي بقضائه ومستعدة للموت في أي لحظة.. وقدرة الله العظيم جعلتني استعيد الحركة علي قدمي الآن لكنني أبقي ممددة معظم الوقت في السرير ولا أستطيع الجلوس علي كرسي فلابد ان اظل مستلقيه علي السرير ،، انها اشياء صغيرة لا نشعر بقيمتها إلا بعد أن نفقدها.. وقد زادت تجربة المرض من إيماني بأن الله يحبني لأن الابتلاء نعمة من الله. أعرف ان الفنان فاروق الفيشاوي لم يتركك لحظة في رحلة مرضك؟ من نعم ربنا عليّ عائلتي ففاروق رغم انفصالنا منذ 22 سنة لم يفارقني في كل جراحة أجريتها وقد ظلت علاقتنا يسودها الود والتحضر من أجل ولدينا أحمد وعمر.. واللذين رافقاني في المستشفي وأحمد مر بتجربة صعبة معي في الأيام الثلاثة الأولي بعد العملية فقد أقام معي في المستشفي وكنت أصرخ فيها من آلام تفوق الوصف.. وكانت أسرتي خير معين لي. من يسمع عن علاقتك القوية وفاروق الفيشاوي لابد أن يتساءل: ولماذا لا تعودان لاستئناف حياتكما الزوجية؟ هذه حكاية أخري.. فما يربط بيننا أقوي من أي زواج.. فاروق أهلي وأنا أهله.. وبيننا ولدانا ومشاعر إنسانية ورابطة قد لا توجد في علاقات المتزوجين وقد أفادت علاقتنا أولادنا فقد ظل بجانبهما رغم انفصالنا وكثيرا ما نذهب أنا والأولاد للإقامة في مزرعته.. لكن انفصالنا جاء لاختلاف أسلوب حياة كل منا.. أنا طول عمري أحب الحياة الهادئة أنام مبكرا وأصحو مبكرا ومتعتي الكبري أن اقرأ كتابا، أما فاروق فهو عاشق للحياة والسهر و»اللمة«. وكيف ساندك الأصدقاء في الوسط الفني؟ لي صداقات محدودة وأقربهن صفاء الطوخي لكنني فوجئت بسيل من الاتصالات من مصر وخارجها للاطمئنان عليّ وشعرت بحب الناس وقد اتصلت بي زوجة الكاتب الراحل سعدالله ونوس من سوريا لتطمئن عليّ.. الوسط الفني والجمهور أحاطوني بحب كبير. ظهرت في مشهد صغير في فيلم »تلك الأيام« مع ابنك أحمد الفيشاوي أثار تصفيق الحضور في العرض الخاص ما حكاية هذه المشاركة؟ هو مشهد صغير أقوم فيه بدور أم تأتي لابنها في الحلم تهديء منه وتقرأ له القرآن.. وقد علمت انه قوبل بتصفيق وحفاوة كبيرة من الحضور وكنت أتمني ان أحضر هذا العرض لكنني شاهدت الفيلم ك»نسخة عمل« قبل مرضي وهو فيلم جيد جدا. ألا يراودك الحنين للعودة إلي التمثيل؟ اتخذت قرار اعتزالي عام 4002 وقلت كفاية 03 سنة فن فأنا أريد أن أعيش حياتي بدون »أوردرات تصوير«.. وأن أجلس مع أولادي أكثر.. واقرأ الكتب التي لم أكن أجد وقتا لها فأنا أعشق القراءة والسفر ولم يكن قرار اعتزالي صعبا لأنني أحترم الفن وأحب السينما وأشاهد كل الأفلام. كيف ترين أحمد الفيشاوي كممثل؟ أحمد موهوب جدا »موهبة ربانية« والحمد لله حياته مستقرة ومرتبط بعقود عديدة لأعمال فنية جديدة وأتمني ان أفرح به لكنه مشغول بعمله.. وكذلك عمر الذي يدرس المونتاج بأكاديمية المخرج رأفت الميهي. وما علاقتك بحفيدتك »لينا«؟ تملأ علينا حياتنا وهي تناديني ب»سمسم«. بصراحة.. هل ندمت علي موقفك السابق منها؟ لا أحب الندم.. وأنا مؤمنة ان الله هو الذي يرتب حياتنا.. والانسان يتصور واهما انه هو الذي يقرر حياته لكن الله هو الذي حدد التوقيت الذي تدخل فيه لينا حياتنا وتضيف إليها بهجة وسعادة. ما أكثر شيء تمنيته وأنت في لحظات المرض والألم؟ دعوت الله ان يشفي كل مريض فمن يعرف الألم الذي عشته يتمني ألا يصاب به أحد.. وتمنيت أن أري ولديّ أحمد وعمر ناجحان وحياتهما مستقرة ودعوت لفاروق أن يديم الله عليه الصحة والخير لأنه انسان خير جدا..