عندما قام الشعب بكل طوائفه بإشعال الثورة المصرية في يناير الماضي كان علي رأس الأهداف المعلنة، القضاء علي ديكتاتورية الحكم البائد.. وبعد أكثر من 200 يوم علي قيامها.. تحاول الآن بعض الأطياف فرض رأيها علي الأغلبية الساحقة من الشعب بالقوة وبالإلتفاف علي إرادة الشعب التي أعلنها من خلال أول استفتاء حقيقي في مارس الماضي.. وإذا كان الشعب قد تخلص من ديكتاورية مبارك ونظامه، فبكل تأكيد لن يسمح للبعض بفرض ديكتاتورية جديدة تحت ستار اي شعار حتي ولو كان شعار الديمقراطية! وإذا كانت مشكلة المصريين قبل الثورة.. إن الكل كان بيسمع ولاأحد يستطيع أن يتكلم.. فبعد الثورة المشكلة أصبحت أن كل المصريين بيتكلموا ولاأحد يسمع.. ولكن الله سيعلي صوت الحق دائما، وسط هذه الفوضي المتعمدة التي يسميها البعض الفوضي الخلاقة.. عندما تسأل أي مصري: من تريد أن يحكم مصر في المرحلة المقبلة؟ يرد علي الفور: نريد رئيسا عادلا وحازما ويعرف ربنا.. ليتقي الله فينا.. هذه مواصفات المواطن المصري البسيط لرئيس مصر القادم، ولكنها تتعارض تماما مع مطالب البعض ممن يحلو لهم أن يطلق عليهم »الليبراليون« الذين يطلبون باستبعاد »ربنا وشرعه« من الشارع السياسي خلال الفترة المقبلة.. لأنهم يرون أن العلاقة بين الله وعباده يجب أن تقتصر علي الصلاة والصوم فقط داخل الغرف المغلقة.. أما »شرعه ومنهاجه المنزه عن أي غرض بشري« فهم يرونه موضة قديمة لاتصلح لهذا الزمان »والعياذ بالله«.. ويرون أنهم الأقدر علي أن يصيغوا شرائع أفضل وأنسب من تلك التي أنزلها الله عز وجل علي عباده .. فلمن ستكون الغلبة يامصريين؟ نحن لانزال في انتظار نتائج لجنة التحقيق المصرية السعودية المشتركة التي تم تشكيلها منذ أسبوعين لمعرفة من المتسبب في أزمة المعتمرين المصريين في مطار جدة.. وعندما يقول المثل المصري: »إذا كنتم إخوات اتحاسبوا«.. لم يقل إذا كنتم أصحاب أو زملاء أو جيران.. لأن الحساب بين الأخوة أهم.. وهو الطريق الوحيد للإحتفاظ بهذه الإخوة في حالة النقاء والطهارة التي يجب أن تكون بين الإخوة والأخوات دائما وأبدا.. .. فالعلاقة بين المصريين والسعوديين ، هي علاقة دم، ونسب، ومصاهرة وهي أقوي من أي تصرفات حمقاء قد يرتكبها بعض المصريين أو السعوديين.. فكرامة المواطن المصري هي بالتأكيد جزء لايتجزأ من كرامة المواطن السعودي أوالكويتي أوالسوداني أو أي مواطن عربي في أي مكان.. وعندما طالبت وأطالب بضرورة باعادة كرامة المواطن المصري التي أهدرها النظام البائد في كل مكان، داخل وخارج المحروسة.. فإن هذه الدعوة بكل تأكيد هي دعوة للحفاظ علي كرامة المواطن العربي في كل مكان في العالم.. .. فكرامة أي مواطن عربي من كرامة أخيه.