من المؤلم أن يصبح قطع الطريق ظاهرة من ظواهر الانفلات الأمني لا تجد من يصدها.. أو يردعها ولا أعرف هل هي ابتزاز للحكومة أم لإثارة الرأي العام.. الشيء الذي لا يسعدك أن حكومتنا لم يعد يهمها أن تكون لها هيبة في الشارع المصري أو يحترمها احد لضعف شخصيتها من هنا اصبحت »ملطشة« لاصحاب المطالب الفئوية بعد أن ركبوا رؤوسهم وفردوا عضلاتهم واصبح لهم صوت مخيف مع أنهم اصحاب حق فيما يطلبونه.. لكن تحقيق المطالب لا يأتي بالصوت العالي أو بالابتزاز أو »لوي« ذراع المسئولين.. لكن بالامكانيات المتاحة تتحقق المطالب طالما انها مشروعة وجماعية وليست مطالب شخصية. الذي يدهشك أن الذين يقومون بقطع الطريق يعرفون العقوبات المغلظة لهذا الجرم ومع ذلك دخلوا في تحد للقانون والسلطة كنوع من أنواع البلطجة مع أنهم يعتبرون هذا العمل عملا ثوريا لكنه لا يمت للثورة.. فالثورة لا تعرف الفوضي والبلطجة. فهل يعقل أن تختفي الاسمدة الكيماوية في إحدي القري الزراعية فيخرج الاهالي ويقطعون الطريق الرئيسي في المركز احتجاجا علي نقص الأسمدة. هل هذا التصرف انساني يحمل ملامح الشهامة في المصريين.. من المؤكد ان الذي حدث ليس فيه شفقة أو رحمة.. والغريب ان الحكومة ارسلت لهم محافظ البحيرة فجر يوم الحادث ومع ذلك رفض الاهالي الاستماع إليه بل امطروه بالحجارة . وكما يحدث خارج القاهرة يحدث داخلها فقد سمعنا بقطع الطريق المؤدي الي مجلس الوزراء.. قامت به واحدة من المظاهرات الفئوية عندما اتجهت إلي شارع قصر العيني وقطعت الطريق علي الوزراء حتي يتفهموا مطالبهم ولولا تدخل القوات المسلحة ما كان لهذا الطريق ان يعود بهذه السرعة. لذلك أناشد الحكومة ان تتعامل مع الفوضي بحزم علي الاقل لحماية اقتصادنا وحتي لا تتعطل مصالحنا.. ويشعر كل مواطن بالامن والامان الذي افتقدناه.. لماذا لا نتحد علي حب هذا البلد.. لماذا نشوه صورتنا امام العالم بالبلطجة مع أننا شعب مسالم يحب »الفرفشة« معروف عنه الشهامة وليس البلطجة.