اخطر ما كشفت عنه الاحداث الاخيرة بالعريش هو تلك الاعداد الكبيرة التي اعتنقت فكر التكفير .. ولولا وصول القوات المسلحة في الوقت المناسب لانفلتت الامور بعد ان هرب هؤلاء الي الكهوف في الجبال .. في ظل توقع الجميع بمواجهة وشيكة مع القوات المسلحة. الرموز الدينية بشمال سيناء رحبوا بمبادرة تطرحها أخبار اليوم للنقاش للعفو عن التائبين منهم وأكدوا علي رفضهم لفكر العنف والتطرف الذي يتخذه البعض منهجا وأعلنوا أنهم شركاء في طرح مبادرة للعفو وفتح الطريق للتوبة والعمل علي تنمية سيناء . اتهامات بالتقصير تحاصر رجال الدعوة من علماء الاوقاف وتحملهم مسئولية انتشار فكر التكفير والهجرة.. هذا ما واجهنا به الشيخ سيد عبد المجيد مدير ادارة الدعوة باوقاف شمال سيناء. الشيخ سيد تحدث قائلا نحن كرجال دعوة لم نقصر في واجبنا او رسالتنا لقد كنا مكبلين .. وكان هناك تعمد للسخرية والاستهزاء برجال الدين لتقليل شأنهم وهو اخطر مايواجه رجال الدعوة لانه سيفقد المصداقيه والاحترام لدي الناس .. اضف الي ذلك ضعف مستوي كثير من الدعاة مع اتساع ساحة سيناء وترمي اطرافها النائية كانت التربة الخصبة لانتشار الافكار المنحرفة. وتنبهنا منذ سنوات لما يحدث حولنا لمواجهة الفكر بالفكر من خلال قوافل الدعوة التي تجوب الصحراء حيث تشير المعلومات لتواجد اصحاب هذا الفكر بها وقاد هذه القوافل علماء منهم د. سالم عبدالجليل والشيخ محمد زيدان والشيخ حسين خضر وكلاء وزارة الأوقاف حيث ذهبوا الي تجمعات ومعاقل معتنقي هذا الفكر خاصة في وسط سيناء ورفح والشيخ زويد وكان التاثير الايجابي لهذه القوافل هو تحصين من لم يتاثر بهذا الفكر ذلك ان معتنقية هم فئة منغلقة علي انفسهم ولا يقبلون اي مناقشة. في نفس الوقت تنبه الحاكم العسكري الذي طلب الاستعانة بالمزيد من العلماء اصحاب الاسماء الرنانة مثل الشيخ محمود المصري والشيخ محمد حسان وذهبوا للعريش والشيخ زويد ورفح ولكن كان لهذه الزيارات تاثيرها المحدود لان هولاء العلماء لم يتم احاطتهم بالهدف الحقيقي من زيارتهم.. كما ان هذه القوافل لم يكتب لها الاستمرارية وايضا لم تكن هناك مواجهة مباشرة مع التكفيرين الذين يرفضون اي لقاء مع اي داعية غير ملتح ويرتدي جلبابا قصير كشروط مبدئية لاعتبار الانسان مسلما من وجهة نظرهم. خطة مستقبلية واكد الشيخ سيد علي وجود خطة مستقبلية لنشر الدعوة واستغلال المناخ الجديد نتدارك فيه ثغرات الماضي لمواجهة هذه الافكار ومنع انتشارها بالتواجد في كل مكان يتواجد بها معتنقيها ولكننا نصطدم بمشاكل تجهض خطتنا فلدينا نقص شديد في اعداد الدعاه الموهلين لمحاربة اصحاب هذه الافكار فهل تتخيل اننا في شمال سيناء لدينا مايقرب من 1000 مسجد لا يتوافر بها سوي 350 اماما. ودعا الجميع إلي بدء صفحة جديدة لمراجعة هذه الافكار من خلال مبادرة للعفو عن معتنقي هذا الفكر بالضمانات الكافية وتكون المبادرة المقترحه باطلاق الجيش لهذه الدعوة باعتباره مصدر الثقه للجميع حاليا وندين له الولاء .. واعتقد ان دعوتنا هذه ستجد صدي لعدة اسباب اولها توافر الثقة في الجهة صاحبة المبادرة مشيرا الي ان اعدادا كبيرة من هولاء الشباب الهارب والمختفي لم يرتكبوا فعليا اية جريمة ولكنهم كانوا في الاصل مطاردين من مباحث امن الدولة سابقا ولديهم قناعة راسخة أنهم مازالوا مستهدفون بالمطاردة .. واعتقد وكما توافرت اخبار عنهم ان هناك منهم من يريد التوبة والتراجع عن هذا الفكر ولكن الخوف مما ينتظره هو واهله يقف حائلا ضد ما يتمناه الشيخ رزق عبده رزق الداعية بادارة الاوقاف يتفق مع أخبار اليوم ومع الشيخ سيد في دعوته ويوجه دعوته للدعاة وكبار العلماء للحضور الي سيناء لمواجهة الافكار الخاطئة بالفكر الصحيح وليس بالعنف ويوجه دعوته ايضا لكافة التيارات الاسلامية كي تتعاون وتتكاتف لمواجهة هذه الافكار. الايدي الخفية عبدالرحمن الشوربجي مرشح الاخوان المسلمون في الانتخابات التشريعية السابقة اكد ان ما يحدث في شمال سيناء يتم باياد خفية وقال هؤلاء يتخذون من الاسلام ستارا لتنفيذ مصالحهم واثارة الفتنة وايقاع الاذي بالاخرين. وقال الشوربجي علينا ان نبدأ معرفة اسباب ما يحدث فالطبيب الماهر قبل ان يضع مشرطه في جسم الانسان يسال عن اسباب الالم وعن شرابه وطعامه .. فما شهدته العريش مؤخرا كان سببه التهميش المتعمد ويحكي الشوربجي قصة ليختزل بها عما تمر به سيناء قائلا انه كان في زيارة الي بدوي عمره 65 عاما وكانت كل مطالبه في الحياة هو ان يمهد طريق لمسافة 2 كيلو حتي يتسني لاولاده السير بجثمانه بعد وفاته ليتمكنوا من دفنه. ويروي الشوربجي قصة اخري للتدليل علي كيفية دفع الناس للانحراف بعد تهميشهم بقصة بدوي كان يمتلك 30 ماعزا وعدد من الجمال وكان يذبح كل فترة عنزة ويبيع جملا حتي لم يتبق معه سوي جملين حيث قرر بيعهما واشتري بثمنهما مخدرات وقام بالاتجار فيها فبات من كبار الاثرياء في العريش. روشتة علاج وقدم الشوربجي روشتة لعلاج لما يحدث طالب فيها بضرورة الغاء ما كان يحدث من سياسات امنية سابقة وفتح باب التوبة والرجوع لان اغلاق هذا الباب يؤدي الي تخصيب التربه اللازمه لزرع التطرف والارهاب. الشيخ اسعد البيك شيخ التيار السلفي في شمال سيناء قال ان ما يحدث هو الثمرة الحقيقة لممارسات النظام السابق قبل الثورة موكدا ان المعاناة سوف تستمر لفترة حيث لم تكن فرصة لصاحب كلمة الحق فيجبرون علي الذهاب الي مصادر من الممكن ان تكون مشبوهة غير معلومة الهوية حيث يستقي الشباب افكار اصبحت منهج يسير عليه .. والمهم ان ندرك ان مواجهة الفكر الخاطي لا تكون الا بالفكر الصحيح وحذار من المواجهة بالقوة والعنف والاعتقال والتعذيب والا فاننا سنعود ثانيا للوراء وهو ما حدث بالتمام مع اولادنا بعد حوادث طابا وشرم الشيخ من اعتقالات وتعذيب وكيف لحادث ارتكبه اربعه او خمسة اشخاص يعتقل من اجل كشف ملابساته 5 الاف شاب فانا رغم سمعتي وتاريخي الذي يعرفه الجميع اعتقلت لمدة عام علي ذمة نفس الاحداث . ويضيف شيخ السلفيين هؤلاء لا يجدون صدي لافكارهم في مجتمع العريش وكم حاولنا ان نتحاور كسلفيين معهم ولكنهم رفضوا تماما .. عموما نحن كسلفيين نرد عليهم بنشر الافكار الصحيحة المعتدلة امام العامة. وحول كيفية احتضان هذه الجماعات قال الشيخ البيك ان هناك احتمالات عديدة بان يكون الموساد بما لديه من قدرات تمكنه من اختراق هولاء بعملاء مدربين علي ترويج هذا الفكر المدمر ... وعموما هؤلاء الشباب اصحاب نوايا طيبة ولكنهم ينفذون التكليفات اعتمادا علي ما شربوه من افكار اعتنقوها .. واوضح ان التمويل الذي يحصل عليه هؤلاء المضللين ضخم للغاية والا فكيف اطلقوا نحو 15 الف طلقة رصاص اثناء احداث قسم ثاني قيمة الطلقة من 10 الي 15 جنيها بالاضافة الي ذلك الاسطول من السيارات الحديثة والمدافع المزودة بها واكد الشيخ البيك ان فكر هولاء التكفيري قائم علي تكفير الحاكم والمجتمع والحكومة لانها حكومة غير اسلامية لانها لاتطبق شرع الله ولا تنتصر لاخواننا المسلمين في البلاد الاخري وتتحالف مع اعداء الاسلام ولاتوجد ضوابط اسلامية للشارع. ومواجهة فكر هؤلاء الشباب سهل فهناك قواعد شرعية تبني عليها التصرفات تقول ان درء المفسدة مقدم علي جلب المصلحة. فلو قلنا ان تصرف هولاء بالاعتداء علي منشات الدولة ومنها اقسام الشرطة ظنا منهم انه جهاد من وجهة نظرهم نقول لهم ان المفسدة المترتبة علي فعلكم اكثر ضررا بكثير مما تعتقدون انه مصلحة مرجوة وبالتالي تمتنع هذه الاعمال. وينضم الشيخ البيك الي باقي رموز التيار الاسلامي داعما مبادرة العفو حتي يمكن الجلوس اليهم ومواجهة الفكر بفكر حقنا للدماء ويقترح شيخ السلفيين للخروج من الازمة دعم انشاء لجان فض النزاعات بين الناس القائمة علي تطبيق الشريعة الاسلامية في انحاء المحافظة.. وقال: عموما نحن في حاجة الي دعاة احرار وليس موظفين بدرجة دعاة.