ابراهيم عيسى بشيء من الحذر ورغبة في اكتساب جمهور كبير تسير القنوات الفضائية الجديدة بخطي هادئة .. تقرأ خريطة الاحداث بدبلوماسية مستغلة الشهر الكريم ومايفرضه من ابتعاد اجباري عن السياسة ومشاكلها .. ربما كانت هذه هي الفلسفة التي تتبعها بعض القنوات الفضائية الجديدة والتي نجحت في اكتساب شريحة كبيرة من المشاهدين خلال الايام الماضية . البداية مع قناة النهار التي وضعت خطتها الاعلامية من منطلق انها قنوات منوعات اجتماعية تخاطب الاسرة المصرية حيث قررت القناة الابتعاد عن برامج التوك شو التي ملأت سماء الفضاء خلال السنوات والشهور الماضية وتركزت برامجها علي الشق الاجتماعي مثل برنامج النهاردة لدعاء عامر وبرنامج انا والمدام لكريم كوجك وشيرين الشايب وبرنامج في دائرة الضوء لابراهيم حجازي والبرامج الرياضية التي يقدمها كريم شحاتة وخالد بيومي وممدوح فرج هذا بالاضافة الي الفوز بعرض مجموعة من المسلسلات الرمضانية التي جذبت المشاهدين الا ان الجانب السياسي اقتصر علي النشرات الاخبارية التي تعد تجربة جديدة علي قنوات المنوعات المصرية بالاضافة الي برنامج اعادة نظر الذي تقدمه جميلة اسماعيل وهو برنامج سياسي بعيد عن فكرة التوك شو وتستعد القناة لاطلاق برنامج سياسي جديد بعد رمضان يقدمه الكاتب خالد صلاح. تسير النهار علي خط محايد كما يقول المسئولون عنها فهي لاتتبني وجهة نظر تيار علي الآخر وتفتح المجال لجميع التيارات السياسية لتدلي بدلوها ولكن تركيزها الاكبر ينصب علي تقديم خدمة ترفيهية منوعة للمشاهد المصري حيث يجري الاعداد لاطلاق قناة متخصصة في الافلام وقناة رياضية بعد نجاح تجربة قناة النهار دراما. علي الجانب الآخر نجحت قنوات سي بي سي في فرض تواجدها من خلال التعاقد مع مجموعة من الاسماء المعروفة اعلاميا مثل خيري رمضان ولميس الحديدي وعادل حمودة وعمرو خالد ومعز مسعود ومفيدة شيحة ولكن الغريب ان القناة طاردها اتهام بانها تنتمي لفلول النظام السابق وتعبر عنهم قبل انطلاق بثها نظرا لوجود بعض الاسماء التي عملت في التليفزيون المصري وانتمت للنظام السابق مثل خيري رمضان ولميس الحديدي كما ان وجود اسم رجل الاعمال منصور عامر كشريك لصاحب القناة محمد الامين زاد من تلك الشائعات الا ان اداء القناة خلال الايام الماضية كان بعيدا كل البعد عن توجيه الراي العام ضد بعض القضايا حتي ان المذيعين الذين طالهم اتهام الانتماء للنظام السابق كانوا اكثر جرأة في تناول بعض القضايا وهو ما اكدته ادارة القناة من عدم انتمائها لاي تيار محدد او التعبير عن توجه ما. علي الجانب الآخر يبدو تعامل تلك القنوات سواء النهار او السي بي سي اكثر هدوءا حتي ان البعض يري ان القناتين لم تستفيدا حتي الان من مناخ الحرية في الدخول في معارك سياسية مثل قنوات اون تي في مثلا ولكن اداء قناة التحرير كان اكثر سخونة بفضل الخلطة الاعلامية التي وضعها ابراهيم عيسي ورفاقه محمود سعد وعمرو الليثي وبلال فضل .. ورغم انخفاض نسبة مشاهدة التحرير في رمضان نظرا لعدم فوزها بحقوق عرض بعض المسلسلات حصريا الا انها تواجدت ببعض البرامج السياسية المنوعة الجريئة مثل برنامج الديكتاتور الذي يقدمه ابراهيم عيسي وبرنامج قوم يامصري لمحمود سعد الذي انطفأ حضوره علي الشاشة منذ انتقاله للتحرير مقارنة بجماهيريته علي التليفزيون المصري من قبل. ويسعي المسئولون عن قناة التحرير لتأكيد فكرة لدي ذهن المشاهد وهي ان القناة هي صوت الثورة والمتحدث باسم ميدان التحرير وهذا له علاقة وثيقة باسمها الذي تم اختياره علي هذا الاساس ورغم ان القناة واجهت ازمة في التمويل مع بداية انطلاقها الا انها سريعا ماتجاوزتها في ظل انتشار شائعات غير مؤكدة عن قيام اميرة عربية شهيرة وزوجة حاكم خليجي بدعم القناة وتمويلها لتستمر في البث. انطلاق التحرير والنهار والسي بي سي بشكل رسمي قابله استمرار بعض القنوات في البث التجريبي مثل قناة المصراوية التي تبث برامج واغاني وطنية فقط وقناة مصر 25 والتي لاتبث سوي مشاهد من الثورة واغاني وطنية وهناك قناة 25 يناير التي اعلنت عنها جماعة الاخوان ولكنها لم تبدا بثها حتي الآن والاكيد ان القناة ستعبر عن الجماعة وحزبها خلال المرحلة القادمة في حال انطلاقها نهاية هذا العام .