منذ ثلاثة اسابيع استقال الامريكي بوب برادلي من منصبه كمدير فني لمنتخب امريكا وعلي الفور رشحته »أخبار اليوم« لمسئولي الجبلاية ليتولي تدريب منتخب مصر لما يمتلكه من خبرات وانجازات وضعت منتخب امريكا علي خريطة الكرة العالمية.. وانتهزت الجبلاية برئاسة سمير زاهر الفرصة وفتحت خطا ساخنا مع برادلي ووجهت له الدعوة لحضور التفاوض لتولي ومعرفة شروطه لتدريب منتخب مصر.. وفور حضوره للقاهرة ضربت الجبلاية سياجا من السرية علي تحركات برادلي بعيدا عن اعين الصحفيين لكن أخبار اليوم اخترقت حاجز السرية وانفردت به ورفيقه زكي عبد الفتاح مدرب حراس مرمي المنتخب الأمريكي فكان هذا الحوار المصور والمطول. الحوار مع برادلي دار علي ثلاث مراحل وفي ثلاثة أماكن مختلفة اختارها الرجل لتكون شاهدا علي اول حوار صحفي يجريه في القاهرة.. وما بين النادي الاهلي.. وضفاف النيل الخالد.. وفوق هضبة الاهرامات دار الحوار. في البداية اجاب برادلي عن سؤال لماذا وافق علي قبول دعوة تدريب منتخب مصر وكانت اجابته مفاجأة. قال برادلي: عندما شاهدت منتخب مصر يلعب امام البرازيل في كأس العالم للقارات أصابني بالانبهار يومها تمنيت ان اتولي تدريبه. وهل كان اعجابك بمهارات اللاعبين ام بادائهم داخل الملعب؟ بالتأكيد كنت منبهرا بمهاراتهم والتزامهم الادائي وحماسهم الكبير وتحركاتهم الواعية في الملعب. ولكن يبدو أن الاعجاب كان قاتلا والدليل انك سعيت للفوز علي منتخبنا لتؤكد تفوقك؟ عندما واجهت الفراعنة في كأس العالم للقارات طلبت من لاعبي امريكا التركيز الشديد وقلت لهم ان احراز هدف في شباك الفراعنة سيفتح لنا الطريق لمزيد من الاهداف وكنت اعلم ان الفراعنة سيهاجمون بقوة وشراسة للتعويض فتكون فرصتنا لاحراز المزيد من الاهداف وفزنا بثلاثة اهداف نظيفة. هل تعلم ان التعاقد معك سيكون تكليفا من جماهير الكرة المصرية بتحقيق حلمها في الوصول لمونديال كأس 4102؟ دعني اقول لك كأس العالم ليس حلم جماهير الكرة المصرية فقط بل حلمي انا ايضا لان طموحاتي ان اكرر انجازات حققتها مع المنتخب الامريكي وسقف طموحاتي ليس له حدود.. ولا اخفي عليك سرا اذا قلت لك ان طموحي تخطي الدور الاول في كأس العالم والوصول الي ابعد من دور ال 61 الذي بلغته مع منتخب امريكا. بالمناسبة لماذا تركت تدريب منتخب امريكا رغم انجازاتك؟ كل منا حقق اهدافه من الآخر وكل منا لديه طموحات فارتضينا الانفصال وانهاء التعاقد وما زلت اكن للاتحاد الامريكي كل التقدير والاحترام علي الفترة التي قضيتها معهم. هل انت علي دراية بمنتخب مصر فهل كنت تتابعه في العام الاخير؟ من طبيعتي انني اذا ما لفت نظري فريقا فإنني اكون شغوفا بمتابعته وهذا حدث مع الفراعنة فما زلت اتذكر اسماء ابرز اللاعبين مثل جمعة وفتحي والحضري وايضا زيدان رغم انه لم يلعب مباراة مصر وامريكا فقد كان رائعا امام البرازيل. باختصار كيف تري اللاعب المصري وانت تسعي لتدريب منتخب مصر؟ اري انه لاعب يمتلك موهبة فطرية تحتاج الي مزيد من اللياقة البدنية حتي يصبح لاعبا مكتملا. أسرار المفاوضات هل يمكن ان تكشف لنا عن مفاوضاتك مع اتحاد الكرة؟ بالطبع نحن مازلنا في مرحلة تفاوض ولكن كل ما يمكن ان اقوله ان مسئولي الاتحاد ومنهم سمير زاهر استقبلوني استقبالا رائعا وكان اللقاء معهم ودودا. هل هناك عقبات تحول بينك وبين تدريب منتخب مصر؟ الوقت ليس مناسبا للحديث عن المفاوضات فقط اود ان اقول ان لدي حماسة لتدريب المنتخب لسببين الاول انني معجب بهذا الفريق البطل منذ شاهدته عام 9002 والسبب الثاني ان صديقي العزيز زكي عبد الفتاح حدثني كثيرا عن مصر واهل مصر وأتمني ان اتعامل معهم وذلك لن يكون إلا من خلال العمل. البعض يقول ان الراتب الشهري لك سيكون عقبة امام اتحاد الكرة فما تعليقك؟ لا احبذ الحديث عن الماديات ولم احضر الي مصر من اجلها لان لدي عروضا بمبالغ مالية اكبر كثيرا من المعروض علي في مصر ورغم ذلك مازلت افضل تدريب الفراعنة لكنك قد لا تعلم ان منتخب مصر الآن ليس كالذي شاهدته عام 9002 فهل ستعمل علي الحفاظ علي العناصر الاساسية التي يقول عنها المصريون انهم »عواجيز«؟ عناصر الخبرة مهمة في أي فريق لكن من المهم النزول بمتوسط اعمار لاعبي الفريق ككل وعندما توليت تدريب المنتخب الامريكي كان لدي اربعة لاعبين فقط من المجموع اعمارهم من 62 الي 82 عاما والباقون من الشباب. هل تابعت منتخب مصر في مونديال الشباب بكولومبيا وما رأيك في لاعبيه؟ تابعتهم واعجبت بمستوياتهم وبالتأكيد هناك اربعة لاعبين يصلحون للانضمام لصفوف المنتخب الاول حدد برادلي ارقام فانلات اللاعبين احمد حجازي ومحمد صلاح ومحمد النني باعتبارهم الابرز في المنتخب. البداية من الأهلي البعض يسأل لماذا اخترت التعرف علي الكرة المصرية من خلال حضور تدريب الاهلي؟ لانني اعلم جيدا ان نصف لاعبي منتخب مصر ينتمون الي الاهلي كما انني شخصيا من المتابعين للنادي الاهلي بصفته بطل افريقيا وقد شاهدته يلعب في مونديال كأس العالم واعلن ان الفريق حقق إنجازاً بالوصول للمونديال عدة مرات وتحقيقه للميدالية البرونزية قبل 5 أعوام ولكن لا يمكنني ان اكون رأيا فقد كان التدريب تحت ضغط خوض مباراة مهمة لكنني استطيع ان اقول ان اللاعبين الذين شاهدتهم في تدريب الاهلي لديهم موهبة ومهارة متميزة.. وأنا أتمني الفوز للاهلي في مباراته القادمة مع المولودية. يقال انك قدمت خطة متكاملة لمسئولي اتحاد الكرة بأفكارك إذا ما توليت تدريب المنتخب.. فما ملامح هذه الخطة؟ نعم قدمت أفكارا لكنني لم أقدم خطة وبعد التعاقد ستكون هناك استراتيجية نعلنها للجميع ونعمل علي تحقيقها. إذا ما قدر لك تدريب منتخب مصر كيف ستقوم بمهامك وهل ستحضر اسرتك إلي القاهرة؟ نعم بالتأكيد سأحضر زوجتي لتقيم معي في مصر لأنني أؤمن بضرورة متابعة جميع مباريات الدوري المحلي لأقف بنفسي علي مستويات اللاعبين حتي يكون الاختيار دقيقا وموفقا.. ومن طبعي عدم الاعتماد علي التقارير المكتوبة عن اللاعبين بل أفضل مشاهدتهم مرارا وتكرارا، ولذا فإن إقامتي الكاملة ستكون في القاهرة. زيارة مفاجئة هل شاهدت الأهرامات خلال زيارتك الحالية لمصر؟ سمعت كثيرا عن الأهرامات وأبوالهول من صديقي العزيز زكي عبدالفتاح، ولكن للأسف الشديد الوقت ضيق للغاية ولم تكن هناك فرصة لتحقيق تلك الأمنية. وما رأيك في زيارة سريعة؟ أجاب بلهفة.. نعم أنا مستعد.. وأمام الأهرامات وقف برادلي مشدودا غير مصدق، وقال كلاما قليلا لكن جملة واحدة توقفنا أمامها عندما قال »حضارتكم عظيمة.. وأجدادكم يبدو انهم كانوا رائعين للغاية فلماذا لم تذهبوا لكأس العالم؟ قلت له: لقد تأهلنا لكأس العالم مرتين عامي 4391 و0991؟ هذا لا يكفي.. انتم أبطال افريقيا وجمهوركم كبير ومتحمس ولاعبوكم موهوبون وأجدادكم عظماء فكان يجب أن تذهبوا للمونديال كثيرا. بالمناسبة.. هل سمعت عن ثورة 52 يناير التي تغير وجه الحياة في مصر؟ جاءت إجابة برادلي مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال: لقد تابعت الثورة يوما بيوم ولا تنسي انه كان من المقرر ان يلعب منتخب أمريكا مباراة ودية مع منتخب مصر في فبراير الماضي لكن المباراة ألغيت بسبب الثورة.. وأول شيء طلبته من صديقي زكي بعد وصولنا إلي فندق الإقامة بالقاهرة أن يصحبني إلي ميدان التحرير وذهبنا بالفعل وشرح لي زكي تفاصيل المكان.. وبصراحة انا مندهش من نجاح هذه الثورة في تغيير نظم الحكم في أيام معدودة، لأن هناك شعوبا تظل سنوات وسنوات ولا تسقط حكوماتها المستبدة. علي ضفاف النيل علي ضفاف النيل كان السؤال قبل الأخير للمدرب الأمريكي برادلي عن انطباعه وهو يشاهد النيل العظيم يجري. فأجاب انه معجب للغاية بالمنظر الجميل للنيل خاصة أن غرفته بالفندق تطل علي صفحة النيل. السؤال الأخير طرحناه علي برادلي: هل شربت من ماء النيل؟ نعم شربت مياها معدنية..المقولة الشهيرة تقول ان من يشرب من ماء النيل يعود لمصر مرة أخري.. فهل يعود برادلي لمصر مرة أخري لتولي تدريب منتخب الفراعنة؟ الإجابة لدي الجبلاية.