المنافقون سامحهم الله نسبوا انتصارات العاشر من رمضان، والتي يرجع الفضل فيها لصاحب قرار العبور بطل الحرب والسلام القائد العظيم أنور السادات، نسبوها إلي من أسموه صاحب الضربة الجوية الأولي ويقصدون الرئيس السابق محمد حسني مبارك، قالوا إن الضربة الجوية هي التي حققت النصر، ولولاها لما استطعنا العبور، ولكن الحقيقة لا يمكن تزويرها أو اخفاؤها مهما طال الزمن، فقد تصدي لهذه الأكاذيب كبار قادة الجيش الذين شاركوا في حرب أكتوبر ومنهم الفريق الشاذلي رحمه الله، وكان جزاؤه الاضطهاد والابعاد، وأعلنوا أن ما ادعاه المنافقون بعيد عن الواقع، وأن الطيران كان جزءا من المعركة، وليس كل المعركة، وأن النصر قد تحقق بمشاركة كل وحدات الجيش بما فيها مجموعة الطيارين الأكفاء الشجعان الذين شاركوا في القتال، هؤلاء هم أصحاب الضربة الجوية الأولي الحقيقيون، وليس من العدالة أن ينسب جهدهم وتضحياتهم لشخص واحد لم يشارك في الطلعات الجوية، كذبا ونفاقا، ولكن للأسف الشديد جاءت هذه الاعترافات من بعض القادة بعد سقوط مبارك، وسقوط رموز الفساد، وبعد أن أصبح الكلام مباحا، وابداء الرأي متاحا، ولم يعد هناك خوف أو إرهاب من قول الحقيقة! في يوم النصر، تتندي عيناي بالدموع وتتزاحم الذكريات الغالية في خاطري، وتهتز كل ذرة في كياني، وأنا أتذكر كبير العائلة الزعيم الراحل أنور السادات، صاحب أخطر قرار في التاريخ المصري، هذا القرار الذي أعاد لمصر كرامتها وعزتها، وأعاد إليها كل حبة رمل اغتصبت منها. كنت بعد هزيمة يونيو، وقبل نصر أكتوبر أشعر بالخجل عندما أكون خارج مصر وأخشي أن يسألني أحد عن جنسيتي حتي لا أقع في الحرج، بعد ذلك أعلن الزعيم السادات انه سوف يسترد كل شبر من الأرض المحتلة، وأنه سيعبر القناة، وسيدخل في حرب شرسة مع العدو حتي ولو بلغت الخسائر مليون شهيد، وأثارت هذه التصريحات سخرية العدو، ودهشة العالم، ولم يصدق أحد أن السادات كان جادا فيما أعلنه، وقالوا إنه أراد امتصاص غضب الشعب، وبث الأمل في النفوس. وعندما وقعت الحرب فعلا كانت مفاجأة اذهلت العدو وأصابته بهزيمة لم يكن يتوقعها، وأحدثت دويا شديدا في جميع انحاء الدنيا! إن حديث العالم عن شجاعة السادات وحكمته مازال يتردد حتي الآن وبعد مرور 83 عاما واصدق ما قيل من كلمات التمجيد والتعظيم لهذا القائد الشجاع، تلك التي قالها عايزرا وايزمان قائد السلاح الجوي الإسرائيلي في حرب أكتوبر، قال للسادات بالحرف الواحد: إنني كمحترف اهنئك علي المفاجأة التي استطعت أن تحققها ببراعة، وأهنئك علي أسلوبك في الحرب.. إن هذه الكلمات تعتبر وثيقة تاريخية لا يمكن الطعن فيها، لانها صادرة من العدو، هكذا كسب السادات احترام العالم، واحترام عدوه وحب شعبه.. ارفعوا معي أيديكم إلي السماء واقرأوا له الفاتحة.