جمعة لم الشمل انتهت نهاية مأساوية للتيار الليبرالي العلماني والأحزاب القديم منها والجديد وعشرات الائتلافات التي تسير في نفس الفلك بسيطرة التيار الإسلامي السلفي وأتباعه من الجماعات الإسلامية العديدة علي ميدان التحرير واقصاء جميع التيارات الأخري بما فيها الاخوان المسلمون فلا لافتاتهم وأصواتهم زجرت من في الميدان مرددة »إسلامية إسلامية الجيش والشعب يد واحدة« وضاعت واختفت أصوات مصرية »مدنية مدنية«. نعم أثبت هذا التيار قدرة هائلة علي حشد الجماهير والأتباع فالميدان اكتظ بأكثر من 2 مليون من مختلف المحافظات ناهيك عن ميدان القائد ابراهيم بالإسكندرية والمحافظات الأخري بما لا يقل عن ثلاثة ملايين مما يعني انهم الأعلي والأرقي تنظيما وإدارة للأزمات.. والذي يؤكد ذلك تركهم الملعب والميدان للأحزاب والائتلافات الأخري عدة أسابيع تنهش الحكومة والمجلس العسكري ولعل ما حدث في العباسية الأسبوع السابق خير دليل.. هنا كانت لحظة الحسم للتيار السلفي ليعلن تضامنه ودعمه للحكومة والمجلس العسكري وتطهير الميدان وهذا ما حدث من الخارجين علي شرعية الاستفتاء. في الحقيقة ان هذا التيار أكد بما لا يدع شكا ان حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قادم لا محالة ولعل الأغلبية الصامتة من مسلمين ومسيحيين والساعين للاستقرار سعدوا لوجودهم في الميدان واخراس الأبواق الأخري بما فيهم الاخوان المسلمون. والحقيقة ان ذلك مكن الجيش والشرطة من تنظيف الميدان من الباعة الجائلين الذين أصبحوا بحكم العشرة والجيرة من الثوار. لذا فالتحية واجبة للجيش والشرطة وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أطاحوا بمرتزقة الميدان ولا أملك إلا رفع القبعة لهم وتعظيم سلام.