كان يستعد للسفر إلي فرنسا، ليمثل مصر في مؤتمر دولي كبير. طرق باب منزله، ضابطان. تصور نائب الوزير أنهما جاءا ليصحبانه إلي المطار. لكنه فوجئ بأنهما جاءا للقبض عليه. سألهم عن السبب.. لم يسمع أي إجابة. أخذاه إلي قسم الأزبكية، فلم يجدا له مكانا. فاعتقلاه في سجن النساء لمدة يومين. ثم نقل إلي ليمان طرة، وعاش حوالي شهر وحيدا في زنزانته دون أن يعرف حقيقة الاتهام الموجه إليه. سأل حراس السجن: هل هو تآمر علي قلب نظام الحكم؟ هل اعتقل لأنه شيوعي أم لأنه عضو في إحدي الجماعات الإسلامية المتطرفة؟ أم لأنه شارك في مقتل السادات؟ أخيرا اكتشف تهمته وحمد الله علي إنها مجرد اختلاس أموال عامة. عاش في السجن أتعس أيام حياته. قرر أن يقاوم المرارة والاحساس بالظلم. أصر علي أن يستفيد من الكارثة التي أصابته ويحولها إلي مكسب. فأنكب علي وضع قاموس علمي من 0031 صفحة. لم يكن ليتم صفحة منه لو كان في منصبه الكبير. عندما وقف أمام محكمة الجنايات انهالت عليه التهم الباطلة. لكن في النهاية ثبتت برءاته وعدم بصر وبصيرة من اتهموه. بعد الافراج عنه، نصحه المقربون أن يبتعد عن المناصب واقترحوا عليه أن يسافر إلي أي بلد عربي. أصر الرجل أن يعود إلي منصبه القديم ولا يتركه للذين لفقوا له الاتهامات الظالمة واكتفي أن في بلده قضاء عادلا يرفع الظلم عن المظلومين.