»المحافظة علي المشروعات التي يتم تطويرها وتسلم الوحدات السكنية للمستحقين».. كانت محور توجيهات الرئيس السيسي للمسئولين نهاية العام الماضي، خلال افتتاحه أحد مشروعات تطوير العشوائيات، وهو مشروع »بشاير» الخير 3»، بمنطقة غيط العنب بمحافظة الإسكندرية، والذي يتضمن منطقة إسكان شاملة المرافق والخدمات وعدد من المنشآت الحيوية. وعلي الفور وخلال اجتماع لرئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي، أكد علي أن يكون التعاقد في مشروع »بشاير الخير» بضوابط حاسمة تضمن وصول هذه الوحدات المدعومة من الدولة لمستحقيها، وعدم المتاجرة بها، أو وصولها لغير مستحقيها، وكذا ما يضمن الحفاظ علي هذه الاستثمارات التي أنفقتها الدولة في هذه المشروعات، والحفاظ علي الأثاث الذي وفرته الدولة للمستحقين، وعدم تغيير نشاط الوحدة. إجراءات عديدة حددتها الحكومة وبدأ تطبيقها بالفعل علي أرض الواقع، ومنها وجود عقد نموذجي موحد لكل مشروعات تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، والتأكيد علي إزالة أي منطقة غير آمنة يتم نقل أهلها إلي الوحدات السكنية الجديدة علي الفور، حتي لا تتكرر هذه الظواهر مرة أخري، وإدارة المناطق التي يتم تطويرها بأعلي كفاءة، والاهتمام بأعمال الصيانة، بجانب التأكيد علي ضرورة التزام السكان بعدم تغيير أي شيء في وحداتهم السكنية حتي لا يؤثر هذا علي المظهر الحضاري للمشروع، مع المتابعة الدورية لأعمال التسكين بالمشروع، والانتظام في سداد الإيجار. كل هذا وأكثر يحدث علي أرض مشروع »بشاير الخير» بمرحلتيه الأولي والثانية، فطبقا للمدير التنفيذي لمشروع بشاير الخير، فإنه تم تنفيذ كل التوجيهات الخاصة بالمشروع وعلي رأسها وجود نموذجين للعقود الملكية والإيجار، ومتابعة كل الوحدات السكنية وصيانتها، بل وتحذير المخالفين ممن قاموا بتغيير واجهات الوحدات السكنية، حيث تم رصد 181 وحدة مخالفة لبنود العقود غيرت وجهات الوحدات، أو قام ملاكها ببيعها لأشخاص آخرين قبل انقضاء المدة المحددة للتملك والتي تبلغ 3 سنوات، يسمح بعدها للمالك ببيع الوحدة السكنية، مضيفا: أنه تم اعطاء مهلة لهم مدتها 15 يوما، ويكون لإدارة المشروع الحق في سحب الوحدات السكنية بعدها. عقود ببنود محددة وأوضح المدير التنفيذي: ان العقود تحتوي علي بنود محددة وواضحة، ومنها الالتزام بسداد القيمة الإيجارية المحددة وكل مصاريف الصيانة وتكلفة استهلاك الكهرباء والمياه، بجانب الالتزام بعدم تغيير نشاط الوحدة وتحويلها من سكنية إلي تجارية، إضافة إلي عدم تأجير أو تمليك الوحدة من الباطن دون الالتزام بالضوابط المحددة، مؤكداً علي وجود بند في العقد يسمح بسحب الوحدة من المالك أو المستأجر في حالة مخالفة البنود. وأضاف المدير التنفيذي للمشروع: أن »بشاير الخير 1»، يقع علي مساحة 12 فدانا، وتبلغ عدد الوحدات السكنية 1632 وحدة، ويبلغ اجمالي السكان بالمنطقة حوالي 3500 نسمة، وتبلغ مساحة الوحدة 92 مترا، كما تحتوي المدينة علي عدد من الخدمات أبرزها مستشفي ومركز تأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة وحضانة للأطفال وحديقة تعليمية ومركز للتدريب المهني وتأهيل المواطنين، بجانب ناد رياضي لجميع المواطنين بسعر رمزي، وعدد من الأسواق التجارية، وفرع للبنك الأهلي، بينما تصل مساحة مشروع »بشاير الخير 2» إلي 14 فدانا ويتم اقامة 1869 وحدة سكنية به، تم تخصيص 1808 وحدات لأهالي منطقة غيط العنب، و61 وحدة سكنية سيتم تخصيصها لحديثي الزواج، مشيرا إلي أن مشروع غيط العنب له طبيعة خاصة، حيث تم بناء وحدات سكنية أولا علي مساحة ارض كانت فارغة ثم تسكين السكان بها، قبل البدء في هدم العشوائيات، موضحاً انه إلي الآن تتم عمليات الحصر للأهالي بمنطقة غيط العنب وتسليم الوحدات الجاهزة لعدد منهم، باتباع نظام القرعة. وأكد المدير التنفيذي أن تكلفة المشروع بالخدمات المقدمة للأهالي، كبيرة جدا، حيث تتراوح تكلفة البلوك السكني بين 18: 20 مليون جنيه، وتبلغ تكلفة بناء الشقة وتجهيزها ما يقرب من 250 ألف جنيه، لافتا إلي أن جهاز المدينة يتواصل بشكل دوري ومستمر مع الأهالي للتعرف علي مشاكلهم وحلها سريعا، إضافة إلي القيام بالمرور الدوري علي الوحدات السكنية والخدمات المقدمة للمواطنين ليضمن التزام المواطنين بتنفيذ البنود المنصوص عليها بالعقود، وليضمن ايضا تقديم كل الخدمات بمستوي يليق بأهالينا بالمنطقة. القيمة الإيجارية وعن تحديد القيمة الإيجارية بالمشروع، للوحدات الخاصة بالمستأجرين، تقول هدي محمود موظفة بوزارة التضامن الاجتماعي: إن هناك 5 شرائح للقيمة الإيجارية تحدد من قبل المجلس التنفيذي للإسكان بالمدينة وتقسم كالتالي: الشريحة الأولي، والتي يكون دخلها اقل من 500 جنيه، وهم الفئة المعفاة من الإيجار وتكون ملزمة بدفع 50 جنيها فقط شهريا كمصاريف للصيانة، والشريحة الثانية والتي يتراوح دخلها من 501 جنيه: 1000 جنيه، تقوم بدفع قيمة ايجارية بمبلغ 50 جنيها ايجار بجانب 50 أخري للصيانة بشكل شهري، والشريحة الثالثة: والتي يتراوح دخلها بين 1001 جنيه، إلي 1500 جنيه، وتقوم بدفع قيمة إيجارية بمبلغ 100 جنيه بجانب 50 جنيها للصيانة، أما الشريحة الرابعة والتي يتراوح دخلها بين 1501: 2000 جنيه فتقوم بدفع 150 جنيها + 50 جنيها مصاريف صيانة، وعن الشريحة الخامسة والأخيرة والتي يكون دخلها زيادة علي 2000 جنيه فتقوم بدفع 250 جنيها + 50 جنيها صيانة. سعادة بالغة للمواطنين الذين التقتهم »أخبار اليوم» خلال جولتها بالمشروع، والذين شعروا بأنهم عادوا إلي الحياة من جديد بعد أن كانوا يعيشون حياة غير آدمية، فمن منطقة بلا خدمات، وبيوت مهددة بالسقوط بسبب مشكلات الصرف الصحي، والحشرات والأوبئة، إلي مجمع سكني متكامل وشقق مفروشة بكامل الأثاث. يقول الحاج غريب محمود 70 عاما: إنه انتقل للشقة الجديدة والتي تسلمها منذ 20 يوما فقط، بعد أن تم حصره ضمن المستحقين، وعندما شاهد الرئيس يقول: لن نترك أهالينا يعيشون في مثل هذه الأماكن، شعر بالأمل ووثق بوعد الرئيس الذي تحقق في مدة زمنية قليلة، مؤكدا: »الرئيس بيوعد وبيوفي وده ظهر في مشروعات كثيرة جدا». السكان أول المستفيدين وأضاف محمود: أن انتقال السكان من العيش في عشش وخرابات أو مبان بدون خدمات معرضة للسقوط في اي وقت، إلي وحدات سكنية مفروشة بالكامل سيدفعهم للحفاظ عليها لأنهم أول المستفيدين من ذلك، فالدولة قامت بدورها ووفرت وحدات سكنية جديدة لنا بعد معاناة استمرت لسنوات وسنوات، واليوم جاء الوقت لنقوم بدورنا. »هنحافظ عليها بعنينا».. بهذه الكلمات بدأ أحمد رمضان حديثه قائلا: »عدنا للحياة من جديد بعد أن عشنا خارج اهتمامات الحكومة علي مدار السنوات الماضية، ولكن الآن نستطيع أن نقول إننا علي قيد الحياة، فهناك خدمات وصرف صحي وكهرباء، ومستشفي للعلاج وكمان أماكن للتدريب والتأهيل للمواطنين.. وأكد رمضان: أن القائمين علي المشروع يتواصلون بشكل مستمر معنا للتأكد من توافر جميع الخدمات ووصولها لنا، إضافة إلي حل اي مشكلة قد تواجه احد السكان. مني محمود إحدي المنتقلات إلي الوحدات الجديدة، تقول: إن الخدمات التي يتم توفيرها الآن لسكان منطقة غيط العنب لم يكونوا يحلمون بها في يوم من الأيام، خاصة في ظل الحياة في منطقة عشوائية، ولكن الآن تحقق أكثر مما كنا نطلب بكثير، مضيفة: أن أولادها الثلاثة يتلقون دروسا في اللغتين العربية والإنجليزية إضافة الي تعلم بعض المهارات في الحديقة التعليمية الخاصة بالمشروع بأسعار رمزية لا تتعدي ال20 جنيها.