سيدتي: أنا في مشكلة كبيرة رغم أنني لست طرفا بها، ولا أعرف ماذا أفعل ولا كيف أتصرف حيال المهزلة التي رأيتها بعيني.. وإليك قصتي. أنا شابة في عمر الثامنة عشرة، لي صديقة حميمة تعرفت عليها في أول يوم لي بالجامعة، جذبتني اليها اخلاقها الطيبة وروحها المرحة وحبها الشديد لي، كنا »شلة« تتكون من حوالي سبع فتيات، ومرت السنة الأولي لنا في الجامعة وقد توطدت علاقتنا بشكل قوي. في السنة الثانية تعرفت صديقتي علي شاب، بدا لي من الوهلة الاولي أنه مستهتر، وبدأت تنسلخ عن أقرب صديقاتها وأولهم أنا. حاولت كثيرا أن اتحدث اليها، وأن اقنعها بأنه من حقها أن تفعل ما تشاء، لكننا ايضا صديقاتها لنا حق عليها، كانت دائما تنهرني وتقول لي انني لا يجب ان اتدخل في حياتها الخاصة. تركتها، كنت اراها بالصدفة، وكانت كلمات النصح تقف في حلقي، اريد ان انطق بها في وجهها لكن يمنعني حيائي، فهي بالفعل تغيرت منذ تعرفت علي هذا الشاب، لم تعد صديقتي الوديعة التي رأيتها في اول يوم لي في الجامعة، ومن الوارد ان تحرجني بكلمة لا اتحملها. كل هذا لا يعنيني طالما هي طلبت مني ذلك، فأنا علي يقين بأنها تعيش نزوة وستذهب لحالها، لكني رأيت العلاقة تتطور، فهي اصبحت ملازمة له في اي وقت واي مكان، تأتي الي الجامعة وترحل معه في سيارته الخاصة. لم اعد احتمل ان اري هذا الشاب المستهتر يلعب بها، وأنا أعرف أن نهاية مأساوية بانتظارها، لذلك قررت أن أفاتحها، وقد كان. هنا كانت الصدمة الكبري، عندما بدأت في الدفاع عنه باستماتة، وعندما شعرت انني احاصرها من كل اتجاه اعترفت لي بأنها تزوجته عرفيا!. لم اعرف ماذا افعل؟ في البداية لم اصدق، لكنني استعدت كلامها الي اذني وتساءلت: كيف يمكنها ان تقول شيئا كهذا الا اذا كان حقيقة؟ كيف ارتضت لنفسها ارتكاب هذه الجريمة التي يرفضها العقل والمنطق والدين؟. اما سؤالي لك سيدتي فهو: ما التصرف المثالي لحالتي؟ هل احاول ان اقنعها بأن ما حدث شيء بشع؟ لكن ما النفع اذا كانت الفأس وقعت في الرأس وانتهي الامر، هل اخبر اهلها بما حدث؟ ربما يقتلونها فعلا، او قد تصاب امها المريضة بأزمة تفقد علي اثرها حياتها. بالله عليك سيدتي.. دليني ماذا أفعل؟. الحائرة »ك. م« الكاتبة: صدمة فعلا ومصيبة ايضا تلك التي اوقعت صديقتك نفسها فيها! زواج عرفي من زميلها في الجامعة؟! بعد كل ما كتبته علي هذه الصفحة من مصائب الزواج العرفي، ومخاطره؟! وبعد عشرات المسلسلات والافلام التي اضاءت الضوء الاحمر، وحذرت الشباب من الوقوع في هذا الشر المبين. انها في غفلة، ونزوة، وقلة عقل، وسوف تفيق من كل هذا علي كابوس هائل يدمر حياتها.. فهذا الشاب سوف يتسلي بها طوال سنوات الجامعة، وعندما يتخرج، ويبدأ في رسم طريقه للمستقبل، سوف يتخلي عنها ويتركها تجتر آلامها، ودموع ندمها علي ما فعلته بنفسها، وما اهدرته من كرامتها وكبريائها. اما انت، فقد فعلت ما عليك فعله، نصحتها، ووجهتي نظرها الي ان ما تفعله بنفسها خطأ جسيم، وحاولت اثناءها عن الاستغراق في هذا الطريق المخيف، والمستقبل الاسود، لكنها لم تستمع اليك، واستمعت الي صوت الهوي والنفس الامارة بالسوء، وتمادت في انفلاتها حتي تزوجت من زميلها في الكلية عرفيا من وراء اهلها، وهي خطوة رهيبة تخطوها وهي مغيبة، فاقدة التقدير، والوعي. انت فعلت الصواب، وليس عليك ان تحملي نفسك ما لا طاقة لك به.. انت نصحت، وحذرت، وحاولت منعها من ايذاء نفسها، لكنها لم تستجب.. فماذا عليك ان تفعلي اكثر من ذلك؟!. اما نصيحتي لك.. فهي ان تدعي لها ان يهديها الله، وتعود لعقلها ورشدها، وتحاول اصلاح هذا الخطأ الرهيب الذي ارتكبته في حق نفسها واهلها واحبائها. فالزواج العرفي في هذه الحالة حرام دينيا، وغير مقبول اجتماعيا.. لانه نوع من العلاقة السرية غير الشرعية، تختبيء وراء ورقة وهمية مكتوب عليها زواج عرفي.. لا تتضمن اي نوع من الالتزام بين الزوجين، ولا تنص علي اي حقوق للزوجة، وتفتقر الي اهم ركن من اركان الزواج الشرعي وهو: الاعلان. صديقتي.. لا تجلدي نفسك ويكفي ما فعلته لانقاذها حتي الان.. ولا انصحك بابلاغ اهلها لان رد فعلهم غير محسوب كما ذكرت انت. فقط ادعي لها ان يوقظها الله من هذه الغيبوبة قبل ان تخسر كل شيء!.