- الكاتبة الصحفية وفاء الغزالي هي واحدة من بناتي في بلاط صاحبة الجلالة، من يومين طلت علينا ومعها عالية حسونة ضمن جروب يضم عددا من الشخصيات النسائية علي الفيسبوك، وقد أطلق الجروب مبادرة يطالب بوزارة جديدة للنظافة بعد أن فشلت الأجهزة المحلية في نظافة شوارع مصر. المفاجأة أن هذه المبادرة جاءت لدعم الحملة الصحفية التي تبنتها صديقتهما في الجروب الكاتبة الصحفية المعروفة سيلفيا النقادي والتي تطالب بأن تكون زهرة اللوتس شعاراً لهذه الحملة.. الذي أعجبني دعوة سيلفيا للمواطنين بالنظافة، وأنا أول الداعين لأنه ليس من المعقول أن ما يقرب من 80% من نسائنا في الأحياء الشعبية محجبات وبلدنا غير نظيفة.. ومعظم الرسائل التي تلقتها سيلفيا تطالب بتركيز الإعلام علي رفع ثقافة النظافة عند المواطن بدءا من الطفل بحيث نغرس فيه القيم والانتماء للبلد.. - هذا الكلام يأتي تأييدا لفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد كلف رئيس الحكومة بقيام وزارتي البيئة والتنمية المحلية بتدشين منظومة شاملة لحل مشكلة النظافة مع مشاركة الحوار المجتمعي كعنصر أساسي في المنظومة، معني الكلام أن الرئيس يؤكد علي أن المواطن المصري هو رقم واحد في نجاح منظومة النظافة.. - ولأول مرة أسمع تصريحا من اللواء محمود شعراوي وزير الادارة المحلية يعلن فيه أنه يحتاج لحل مشكلة النظافة الي ميزانية تقترب من ثمانية مليارات جنيه والمالية لا تملك تحت هذا البند الا اثنين مليار قيمة المتحصلات علي فواتير الكهرباء.. وأنه يجمع قمامة يوميا بحجم 22 مليون طن علي مستوي الجمهورية، طبعا كلامه غير مطمئن، لأنه لم يضع رؤيته في كيفية التخلص من هذا الكم، بسبب عجز الامكانيات في اقامة مدافن صحية أومصانع لتدوير القمامة.. يعني بالعربي الفصيح ليس عندنا خطة عاجلة للتصدي للقمامة في الشوارع لذلك خرجت علينا سيلفيا النقادي ومعها الجروب علي الفيس بوك يطالبون بوزارة جديدة للنظافة.. - من حق وفاء الغزالي.. وحق سيلفيا النقادي وكل واحدة في الجروب أن تحلم بالقاهرة وقد فازت بلقب أجمل مدينة نظيفة في العالم.. وهذا ليس بجديد فقد سبق لها في الخمسينيات أن كانت الأولي علي مدن العالم في النظافة.. لكن صدمتنا أن تصبح النظافة من اختصاص وزارة البيئة، ومش مهم وزارة باسم النظافة طالما أن الوزارة التي فشلت في السحابة السوداء التي أصابت صدور أطفالنا بالربو هي المسئولة عن النظافة.. تفتكروا وزارة مثل البيئة عايشناها سنينا طويلة قبل وصول الوزيرة الشابة دكتورة ياسمين فؤاد اليها.. هل تواجه التلوث البيئي، وهل قضت علي سيول مخلفات الصرف الصحي التي تنخر في الواجهات الخلفية للعمارات، وماذا عن بقايا مخلفات الصرف حول البالوعات في الشوارع الرئيسية بعد تسليكها، وشاكمانات السيارات التي تضخ العادم الأزرق في الطريق العام، وبعدها تتقاسم المسئولية مع المحليات في ايجاد حل جذري لمشكلة النظافة.. أتمني.. - وهنا أسأل ..ماذا لوفاجأنا وزير التنمية المحلية واتفق مع محافظي القاهرة والجيزة بتنفيذ تجربة المرحوم اللواء حمدي عاشور أيام ما كان محافظا للاسكندرية، فقد كان الرجل "رحمه الله" يغسل شوارع الاسكندرية ليلا حتي ترك بصمة علي صدر الحكم المحلي في الشارع المصري أيامها، وعلي أيامه لم تكن في وزارة اسمها البيئة، ولأن الرجل كان صارما وحازما فقد كانت ادارات الأحياء ترتعش منه.. لذلك لم تشهد حالة فساد علي أيامه.. معني الكلام أن قضية النظافة محتاجة محافظ "غضنفر" مع الهمة والعزيمة.. مثل حمدي عاشور.