- لاقت الحملة الوطنية التي انطلقت تحت شعار »أنا ضد التنمر» بدعم من الاتحاد الأوروبي وبالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني نجاحا كبيرا بعد ان استقبلت الكثير من الشكاوي للأطفال الذين يعانون من التنمر. ولكن السؤال هنا.. هل يقتصر التنمر علي الأطفال فقط ؟ بالطبع لا.. وعندما نظرت في المجتمع رأيت أن الكبار أيضاً يعانون من التنمر بكل أشكاله، ويجب قبل أن نفكر في معالجة الأطفال، أن نعالج الكِبار من السخرية والتهكم والتنمر الذي يعانون منه.. والآن أصبح المجتمع المصري واحداً من بين المجتمعات التي تحتاج للتدخل للقضاء علي هذه الظاهرة، فالتنمر هوحالة من التسلط والبلطجة والاعتداء الجسدي واللفظي، ويمارسه أحد الأشخاص علي شخصٍ آخر بشكل متكرر.. يمارس التنمر في أكثر من شكل، ومنها التنمر اللفظي، والذي يأتي في صورة تهديد وسخرية واستفزاز وإطلاق ألقاب مهينة، والجسدي والذي يتمثل في الضرب والصفع والتعذيب، والعاطفي من خلال الإحراج الدائم للشخص عن طريق المقالب ونشر الشائعات المغرضة حوله بالصور والفيديوهات المسيئة أو التحريض ضده، والالكتروني والذي يعد واحداً من أهم الوسائل التي تستخدم لممارسة التنمر، ويعد من أشد أشكال التنمر حدة، إذ يتعمد المتنمر إخفاء هويته عن طريق حساب مزيف.. .. لا يقتصر التنمر في المدارس فقط فقد تواجه المتنمر في مكان عملك، فممكن أن يكون مديرك أو زميلك في العمل، وهو يكون شخصية ضعيفة ناقمة، دائم الغضب، يفقد الاتزان النفسي يلتقط نقاط ضعفِ الآخرين ليمارس عليهم سيطرته.. فيجب علينا أن نقف وقفة مع أنفسنا ونكف عن السخرية من الآخرين.. .. في النهاية علينا أن نتذكر أن السخرية نابعة من ضعف في الشخصية، وفي الغالب لا تقوم علي أساس أو سبب وجيه، لذلك لا تحاول أن تغير من نفسك طالما أنت راض عنها كما هي لأنك مهما حاولت لن يرضي عنك الناس.