تسللت الأسواق العشوائية إلي الشوارع وتزايدت وتكاثرت في العديد من مدن محافظة الغربية والقري حيث يبدأ أي سوق ب»فرشة» يضعها أحد الباعة الجائلين لكنها تنمو وتتمدد بمرور الوقت لينضم إليها عدد من »الفروشات» الأخري مشكلة في النهاية سوقا يقصده الرواد. ومدينة المحلة هي مدينة عمالية مكتظة بالسكان يقطنها حوالي 2 مليون نسمة، وهي مزدحمة مروريا لكثرة الوافدين عليها للعمل بمصانعها والمترددين علي أسواقها وخاصة سوقي (الثلاثاء - الجمعة) إلا أن شوارع تلك المدينة تحولت لأسواق عشوائية تتسم بالفوضي والاهمال لتصبح بؤرا للتلوث ومأوي للقمامة ومراكز تسمين للحشرات الضارة بالاضافة لتزايد أعمال البلطجة والمشاجرات الدائمة وسماع الألفاظ الخارجة والنداءات المزعجة بين البائعين بعضهم البعض وبين الباعة وأصحاب المحلات. ومع الاسواق العشوائية التي مثلت صداعا للمحافظة انتشرت بالطبع معها مواقف عشوائية وباتت الشوارع يتقاسمها الباعة الجائلون وسائقو الميكروباص وصار مرور الأهالي في الشوارع أمرا محفوفا بالمخاطر في غيبة من المسئولين بالمحافظة. أما بائعو الخضراوات فقد انتشروا بشكل عشوائي واحتلوا الطرقات والأرصفة ومداخل الوحدات السكنية بالمنطقة مما أدي إلي إصابة كل الميادين والشوارع بحالة من الشلل بسبب هذه الفوضي خاصة يومي الثلاثاء والجمعة وهما أكبر سوقين بالمدينة ورغم استغاثات المواطنين للمسئولين أكثر من مرة بتجميع الباعة في أماكن خارج الكتلة السكنية ولكن ذلك كان دون جدوي. وهناك حالة من الفوضي والاهمال أصابت مناطق المحلة ومنها عزبة خضر والوراقة التابعة لحي ثاني المحلة نتيجة انتشار الأسواق العشوائية والقمامة الي جانب سوق الششتاوي الذي أصاب المنطقة بالشلل التام كما انه يترك خلفه المزيد من التلوث والمخلفات التي تؤدي إلي تدمير الشوارع والارصفة وتحطيم قطاعات كبيرة من الأسفلت، ورغم وجود خطة لتجميل الميدان تم رصد الملايين من أجلها ولكن الباعة الجائلين وأصحاب العربات الكارو ضربوا عرض الحائط بكل القرارات وحولوا المنطقة الي بؤرة للتلوث والفوضي. واشتكي عبدالقادر عبدالرحمن مدرس من انتشار البائعين بمعظم أرصفة وشوارع المدينة اصبح مسألة خطيرة يجب القضاء عليها وتنظيمها بسبب الألفاظ النابية التي يتبادلها البائعون ويوجهونها للفتيات والمضايقات والمعاكسات المتكررة لهن، مطالبا بإقامة أسواق خارج الكتلة السكنية لتجميع الباعة الجائلين منعا للتلوث البيئي والضوضاء، كما طالب بعودة شرطة المرافق ومسئولي الإشغالات بالوحدات المحلية لضبط الخارجين علي القانون وتحرير محاضر للمخالفين. ونفس الحال في مدينة قطور التي لا تختلف كثيرا عن مدينة المحلة حيث هناك أسواق عشوائية لا تلتزم بالسوق المحدد الذي وضعه مجلس المدينة وتخرج في الشارع الرئيسي وعلي قضبان السكة الحديد مخلفة وراءها حالة من التكدس المروري بخلاف القمامة وانتشار الأمراض بالاضافة للتلوث السمعي والبصري ويقول محمد كريم »موظف»: ان الباعة الجائلين احتلوا شوارع المدينة الرئيسية والفرعية والجانبية ومداخل الوحدات السكنية والمحلات.. الأمرالذي أدي إلي وقوع مشاجرات عديدة بين أصحاب العقارات والباعة الجائلين ولكن دون تدخل المسئولين عن الوحدات المحلية وشرطة المرافق التي لاتسعي لإنهاء تلك المهزلة حسب وصفه. وأضاف: ان هناك انتشارا لكميات كبيرة من القمامة بمنطقة السوق حيث يترك الباعة خلفهم اكواما تتزايد يوما بعد يوم ولا يقوم مجلس المدينة برفع تلك المخلفات مما يهدد بنشرالأمراض المعدية بين السكان خاصة في فصل الصيف. ويؤكد فارس كرم »مدرس»: أن هناك إصرارا واستماتة من الباعة الجائلين علي افتراش مفترق الطرق الرئيسية بعرباتهم الكارو لعرض ما يبيعونه للمارة ولا يختارون سوي الأماكن المخنوقة في الأساس مثل مداخل الاسواق ونواصي الشوارع مما يترتب علي ذلك تعطيل حركة المرور وإرباك الطرق وحالة من الفوضي في الشوارع.