أسامة أنور عكاشة.. الذي افتقدناه بعد أن عاش فينا طويلا بقلمه وأشخاصه وحكاياته المصرية الخالصة.. كان عاشقا لتراب مصر ملهمته كانت الإسكندرية وبحرها التي كتب عنها ابداعات عظيمة.. المكان كان يدفعه إلي خلق حالة من الابداع لا تنتهي في زواياه ولكنها تبدأ مع أشخاص يعيشون في ذاكرتنا إلي الآن سليمان غانم وسليم البدري وحسن أرابيسك وأبلة حكمت كلهم نجدهم حاضرين بقوة كأنه نحتهم تماثيل متكلمة لم يكتبهم علي أوراق. لذلك تحمست لنشر كتاب الكاتبة الصحفية حسنات الحكيم في سلسلة »كتاب اليوم« عدد يونيو 1102، وها قد خرج إلي النور، وأهديه شخصيا لروح الصديق أسامة أنور عكاشة الذي فارقنا منذ عام.. نري أعماله الكاملة ونلاحظ التدفق في الابداع ونقرأ كلمات كلها حزن وألم ووفاء من أصدقائه العديدين الذين كان إلي جوارهم الذين أحبوه واحترموه.. وأنا منهم وهذه الصفحات هي اعتراف بمحبتنا له. استطاع أسامة من الشهد والدموع التي كانت بوابة عبوره إلي قلوب الملايين في الوطن العربي وليس في مصر فقط.. أن يرتكز بقوة علي »ليالي الحلمية« التي إلي الآن تعتبر أفضل ما قدمت الدراما المصرية بأجزائها الخمسة، لنبدأ في سلسلة من الأعمال الدرامية التي مزج فيها الأدب بالدراما ، ليصبح العمل أعمق من المسلسل وأقرب إلي الأدب ليعطي المعني الكامل لل»دراما«. كنت اراه دائما مدافعا عن الفضيلة والجمال في أعماله »الراية البيضا« و»رحلة السيد أبوالعلا البشري« وأنا وانت وبابا في المشمش« و»زيزينيا« و»كناريا وشركاه« و»امرأة من زمن الحب« و»ضمير أبلة حكمت« و»عصفور النار«. انه بالفعل.. عميد الدراما العربية.. يستحق أكثر من هذا الكتاب.