مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ علي الصلب والألومنيوم القادمين من أوروبا والمكسيك وكندا إلي الولاياتالمتحدة، أمس الجمعة، لاحت في الأفق حرب تجارية عبر الأطلسي من شأنها تهديد العلاقات الأمريكية الأوروبية. وطرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسوما جمركية بنسبة 25 % علي الصلب و10 % علي الألومنيوم المستورد من أوروبا، عازيا الخطوة إلي »مصالح الأمن القومي»، لكن دولا أوروبية اعتبرتها بداية حرب تجارية ستكون نتائجها سيئة علي الجانبين. وردت كندا علي فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بخطوة انتقامية سريعة، حيث فرضت رسوما علي سلع أمريكية تصل قيمتها إلي 16.6 مليار دولار كندي (12.8 مليار دولار أمريكي). وأعرب حكومة بريطانياالمتحدة عن »خيبة أمل عميقة» بسبب القرار الأمريكي، مضيفًة أن بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي تعد حليفا مقربا للولايات المتحدة، وينبغي »إعفاؤها بشكل كامل وكامل» من هذه الرسوم الجمركية. ومن جانبه قال جاريث ستاس، مدير شركة الفولاذ البريطانية: »لقد رفع الرئيس ترامب السلاح في وجوهنا، واليوم أطلق النار للأسف، وأشعل حربا تجارية ستكون ضارة». وقال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، إنه »يوم سيئ للتجارة العالمية»، وقالت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي، سيسيليا مالمستروم: »سيكون رد الاتحاد الأوروبي متناسبا ووفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية». وأضافت مالمستروم: »سنرفع دعوي لتسوية النزاع في منظمة التجارة العالمية، لأن الإجراءات الأمريكية تتعارض بوضوح مع القواعد الدولية المتفق عليها. وسنتخذ تدابير لإعادة التوازن وحماية السوق الأوروبية». لكن وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، قال أي إجراءات انتقامية ضد الولاياتالمتحدة »لن يكون لها تأثير كبير» علي الاقتصاد الأمريكي، محذرا من أن واشنطن سترد علي الخطوات الانتقامية الأوروبية »في الوقت المناسب». وخسرت الأسهم الأوروبية والأمريكية بشكل طفيف مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية علي واردات الصلب والألومنيوم الأوروبية حيز التنفيذ، وسط تصاعد المخاوف من حرب تجارية مقبلة. ووصف الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية الأمريكية بأنها »حمائية وغير عادلة»، وسيرفع شكوي إلي منظمة التجارة العالمية مع بدء سريان تنفيذ الخطوة الأمريكية. وقد كشفت بالفعل عن خطط لفرض الرسوم علي بعض المنتجات الأمريكية، من بينها عصير البرتقال والدراجات النارية وزبدة الفول السوداني. كما سيحاول المسؤولون حماية سوق الاتحاد الأوروبية من فائض الصلب والألومنيوم نتيجة للقيود الأمريكية الجديدة.