وسط الاهتمام الجماهيري بالمنافسة الشرسة في الدوري الممتاز علي القمة، وأيضا علي الهروب من الهبوط.. يشهد يوم غد »الأحد« حدثا رياضيا علي درجة عالية من الأهمية، حينما يعقد المجلس القومي للرياضة مؤتمره الذي اثار الكثير من الجدل »الجمعيات العمومية بالأندية الرياضية بين الواقع والمأمول«.. ويناقش المؤتمر تفعيل دور الجمعيات العمومية، ووضع لوائح جديدة لعضوية مجالس الإدارة.. وهو ما اثار احتجاجات داخل النادي الأهلي لأسباب عديدة، ورأي نفسه المستهدف الرئيسي لتغيير اللوائح..وبالرغم من أن المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة يمكن ان تختلف معه كثيرا وأن تتفق معه.. إلا أنه يبقيصاحب بصمة واضحة علي مسيرة الرياضة المصرية.. ومن هنا تأتي أهمية الحوار معه قبل انعقاد المؤتمر مباشرة. سألت المهندس صقر: ما أهم المحاور التي سيناقشها المؤتمر؟.. وهل لديكم كعادة المؤتمرات توصيات مسبقة؟ بداية استطيع أن أؤكد أنه لا توجد أي توصيات مسبقة لهذا المؤتمر، وإنما هي محاور مفتوحة للنقاش، حول هذه اللائحة التي وضعها المجلس القومي للرياضة منذ ثلاث سنوات، لتنظيم عمل مجالس إدارات الأندية كلها.. والهدف الأساسي هو تقوية الجمعيات العمومية للأندية.. وقد خرجت من تجربة في الخمس السنوات الماضية التي قضيتها في المجلس القومي للرياضة، أن المشكلة الرئيسية في الأندية، هي ضعف الجمعيات العمومية، وعدم قيامها بواجباتها، ومن الضروري ان تكتمل الجمعيات العمومية في اجتماعاتها السنوية، لمتابعة أحوال ناديها ومحاسبة مجلس الإدارة علي أدائه، وتكون هناك رقابة مالية، ومتابعة دقيقة للخدمات الاجتماعية، ونتائج الفرق الرياضية، وهذا يستوجب جمعيات عمومية قوية.. وهذا بدوره سوف ينعكس علي الاتحادات الرياضية. قضية الاستثمار وماذا عن قضية الاستثمار داخل الأندية؟.. وهل سيكون لها دور في مناقشات المؤتمر؟ بالفعل، وهذا هو المحور الثاني لأعمال المؤتمر، حيث سنناقش مجالات الاستثمار المختلفة في المشروعات التي يمكن ان تقوم بها أو تشارك فيها الأندية، وسنبحث كيفية تقوية دور مجالس الإدارات من خلال الجمعيات العمومية في هذا المجال، للقيام بمشروعات استثمارية لتنمية موارد الأندية، وكلنا نعرف ان المجلس القومي للرياضة والدولة في وضع اقتصادي لا يمكن معه دعم الأندية بالشكل المطلوب لتقوم بواجباتها نحو أعضائها والإنفاق علي الألعاب وتحقيق البطولات. وماذا عن الشباب؟ هذا هو المحور الثالث من محاور عمل المؤتمر.. ولذلك فسوف نطرح للحوار كيفية تفعيل دور الشباب في مجالس إدارات الأندية لخلق كوادر جديدة.. وهناك تجربة قائمة بالفعل بوجود أعضاء يمثلون الشباب الآن داخل مجالس الإدارات، وكان يقال في الماضي ان الشباب لا يملك الخبرة الكافية لكي يكون قيمة مضافة داخل مجالس الإدارات، وأثبتت الأيام والتجربة ان هذا الكلام غير حقيقي.. وهذا الأمر سوف يكون مطروحا للنقاش بحرية كاملة داخل المؤتمر. تداول السلطة نأتي إلي النقطة المهمة، والتي تثير جدلا شديدا، وسببت اتهامات عديدة، وهي تحديد فترات معينة لعمل مجالس الإدارات بالأندية.. فهل هناك نية لذلك بالفعل؟ مبدأ تداول السلطة من المبادئ المهمة في الممارسة الديمقراطية، وهذا المبدأ معمول به بالفعل في الاتحادات الرياضية المختلفة، وصحيح ان هناك آراء تقول إن هناك فرقا بين عمل مجالس إدارات الأندية، وعمل مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، ولذلك فإنه ليس هناك رأي مسبق ندخل به المؤتمر، وإنما نريد أن نسمع رأي الجميع في هذا المجال، هل تكون هناك فترات زمنية محددة لعمل مجالس الإدارات؟.. وهل تكون فترة واحدة أم فترتين أم نتركها مفتوحة؟.. سنبحث ذلك، ولكن المؤكد أنه لا يوجد هناك قرار مسبق بهذا الشأن، وسنبحث أيضا في حالة الاتفاق علي أهمية تداول السلطة، هل سينطبق ذلك علي كل أعضاء مجلس الإدارة، أم سيكون علي منصب الرئيس فقط؟.. كل ذلك مطروح للنقاش، ولذلك فإن المشاركة واجبة.. وقد كنت منذ عدة أيام في حوار تليفوني مع الكابتن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي، وتباحثنا حول العديد من النقاط، ومن أهمها موضوع روابط الأندية الذي كثر الكلام حولها في الفترة الماضية، وطلبت منه ضرورة مشاركة النادي الأهلي في المؤتمر، وتكون لكم ورقة عمل تطرح للنقاش، وأكد لي بالفعل أن الأهلي سوف يشارك بصورة فعلية وايجابية، وقد أسعدني ذلك، فالأهلي واحد من أكبر أندية مصر والشرق الأوسط، ولابد أن يكون له دوره الفاعل.. ونحن لن نعمل شيئا من أجل ناد بعينه، وإنما سيكون من أجل الجميع، ولدينا في مصر 0021 ناد نعمل من أجل صالحها كلها.. ولذلك أؤكد ان الأمر مطروح للنقاش أمام الجميع، وليست هناك قرارات مسبقة، ولذلك فالمؤتمر سوف يستمر لمدة ثلاثة أيام، لكي يأخذ النقاش حقه، ولو أننا أردنا أن تكون التوصيات مسبقة، لكان المؤتمر شكليا ولاقتصر علي كلمات الترحيب، ثم حوارات لمدة 3 أو 4 ساعات ليس لها أي فائدة. النادي الأهلي ولكن هناك من يقول إن هذا البند بالذات تم وضعه مخصوص للنادي الأهلي، لأنه في الواقع العملي لن ينطبق إلا عليه، باعتباره النادي الوحيد المستقر في مصر، أما باقي الأندية فتتغير مجالس إداراتها باستمرار، ولن ينطبق عليها هذا البند، وبالتالي فإن هذا البند يهدف لهز استقرار الأهلي.. ما رأيك؟ عندما نفكر في المصلحة العامة، فإننا لا ننظر لاسم ناد معين أو حتي عدة أندية، وإنما ننظر لمصلحة كل الأندية، ولدينا كما قلت 0021 ناد في مصر.. وأنا ليس لدي عقدة ذنب مسبقة.. ومنذ ثلاث أو أربع سنوات، عندما ألغينا منصب نائب الرئيس وأمين الصندوق في الانتخابات، قيل ان النادي الأهلي هو المستهدف من ذلك، بل ان الأمر طال اسماء بعينها أنها المستهدفة، ولم يكن ذلك صحيحا.. وقد كانت الانتخابات تأتي بغير متخصصين ماليا لمنصب أمين الصندوق، واليوم أصبحت الأندية في مصر تتعامل بعشرات ومئات الملايين من الجنيهات، ولذلك فإن الكثير من الأندية كانت تستعين بمسئول مالي بالرغم من وجود أمين الصندوق، وفي جميع أندية العالم المتقدمة لا يوجد هذا المنصب، وكذلك في الاتحادات الرياضية، وإنما هناك فقط مدير تنفيذي ومدير مالي. أما بالنسبة لمنصب نائب الرئيس، فإنه لم يتم إلغاؤه، والدور الرئيسي للنائب أن يحل محل الرئيس أثناء غيابه، ولذلك فإنه من الأفضل أن يتم اختياره من داخل مجلس الإدارة وليس عن طريق الجمعية العمومية، وهو بالطبع سوف يكون الذراع اليمني للرئيس، ولذلك فلابد أن يكون عليه توافق داخل المجلس، وليس مفروضا عليه أو علي الرئيس، حتي لو كان ذلك من قبل الجمعية العمومية، وقد تحدث معي بالفعل المهندس خالد مرتجي عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، وقلت له ان الأمر مطروح للنقاش، وتعالوا وشاركوا في الحوار، إنما لا يصح أن أمنع أحداً أن يقول رأيه.. ثم ان المؤتمر سوف تصدر عنه توصيات فقط وليس قرارات، وسوف يتم تشكيل ورش عمل تعقد اجتماعاتها داخل المجلس القومي، لمدة اسبوعين أو ثلاثة ، لبحث هذه التوصيات ومناقشتها وبلورتها من أجل الخروج بالقرارات، وسيكون ذلك بدون أي تأثير أو توجيه من المجلس. كل الأندية قلت إن لدينا 0021 ناد، وبالطبع فإن من بينها أندية مؤسسات وشركات وأندية خاصة يمتلكها أفراد، وهذه الأندية يتم اختيار رئيسها وأعضاء مجالس إداراتها، فهل سينطبق القرار لو صدر علي مثل هذه الأندية؟ أي ناد مشهر طبقا للقانون الحالي، سيطبق عليه القرار، ولن يكون من حق رئيس النادي حتي لو كان هو صاحب النادي الاستمرار »علي طول«.. وأعود لأؤكد اننا لا نستهدف النادي الأهلي، وهو بالفعل مستقر ويسير مجلس إدارته بنجاح، ولكننا نريد الاستقرار لجميع الأندية، والجميع يري ماذا يحدث الآن في الكثير من الأندية، مشاكل واستقالات وإضرابات وتعيينات لمجالس إدارات، وكل ذلك لن يتم حله أو القضاء عليه إلا من خلال مجالس إدارات قوية، تكون منبثقة من جمعيات عمومية مستقرة وقوية. وهل سيمنع عضو مجلس الإدارة الذي قضي 8 سنوات متتالية، من الترشح بعد ال »4« سنوات التالية؟..أم سيكون من حقه ذلك؟ ممكن أن يترشح، ولكنني لا استطيع أن أرد علي السؤال بشكل كامل أو بصيغة نهائية، فليس هناك كما قلت أي قرارات أو توصيات مسبقة، وقد يكون ذلك إحدي التوصيات التي سيتم اتخاذها.. وأنا متفائل بأن ما سيتم الاتفاق عليه سيكون هو الأفضل، لأن هناك إقبالا شديداً علي الحضور، وهذا يدل علي أن المؤتمر ينال ثقة كبيرة، ولن يصدر أي توصية إلا بعد مناقشات مستفيضة وأخذ ورد وحوارات بين من يقول »نعم« ومن يقول »لا«. ورش العمل تحدثت عن ورش العمل التي ستلي المؤتمر، فكيف تضمن لها النجاح وهي تناقش التوصيات من أجل إصدار القرارات؟ بالطبع هذا الموضوع مهم، ولن يتحقق النجاح للمؤتمر بمناقشة جيدة ومستفيضة للتوصيات التي صدرت عنه.. ولذلك فإن ورش العمل التي سيتم تشكيلها، ستكون كل ورشة منها متخصصة في بحث ودراسة ومناقشة موضوع معين، وسيتم اختيار أعضائها من ممثلي الرأي العام وأصحاب الكفاءة من المتخصصين والشخصيات العامة وأساتذة الجامعات والمسئولين عن الإعلام الرياضي والرياضيين.. وسيكون أمامها هدف محدد، أن يتحقق الاستقرار للأندية التي تعاني من المشاكل، وأن تظل الأندية المستقرة علي حالتها المستقرة، بل وأن يزداد استقرارها.. وأتمني أن ننجح في بث الأمل في نفوس الجميع، وأن نفرز القادرين علي العمل بحب ودأب وإخلاص، وقد تكون هذه معادلة صعبة، ولكننا سنعمل علي تحقيقها بإذن الله تعالي.وورش العمل لن تعمل في اللوائح الخاصة بتشكيل مجالس الإدارات فقط، وإنما ستعمل في كل ما سيناقشه المؤتمر من أمور خاصة بالاستثمار وتنمية الموارد وتكوين روابط للأندية. وأخيرا، ماذا تريد أن تقول تلخيصا لكل ما جاء في هذا الحوار؟ أقول إنه لابد أن نهدأ، وننظر للصالح العام، ونعمل من أجل التطوير.. والتغيير في كل الأحوال هو سنة الحياة، ولا يعني ذلك أن من يتخلي عن موقعه كان سيئا والقادم أفضل منه.. ولابد أن يعمل الجميع من خلال منظومة متكاملة، وهكذا ندرك النجاح.