تمتلك النجمة حنان ترك الي جانب موهبتها الكبيرة طاقة جبارة فهي شعلة من النشاط ما بين عملها كممثلة تحسن اختيار اعمالها سواء السينمائية او التليفزيونية، ودورها كأم لثلاثة أبناء تعكف علي تربيتهم باسلوب سليم، وعملها الخيري التطوعي في عدة انشطة انسانية وخيرية ابرزها عضوية هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية. حنان عادت منذ أيام قليلة للقاهرة بعد رحلة للولايات المتحدةالامريكية استغرقت عشرة ايام استطاعت خلالها مع هيئة الاغاثة الاسلامية جمع مليون و200 الف دولار كتبرعات لمصر يتم صرفها للمحتاجين .. ولم تدع لنفسها فرصة للراحة لتدخل مباشرة للاستوديو لتصوير مسلسلها الرمضاني الجديد »نونة المأذونة«. في البداية قالت حنان ترك: لم يكن مسلسل »نونة المأذونة« في حساباتي هذا العام فقبل انطلاق الثورة المصرية باكثر من شهرين وانا استعد لتصوير مسلسل بعنوان »رسائل« وهو مسلسل من العيار الثقيل ويخاطب العقول بشدة، وبعد الثورة وجدنا ان تقديمه اصبح غير مناسب في ظل الاحداث المتلاحقة فاتفقنا علي ضرورة تقديم عمل يخرج المشاهد حتي لو دقائق عن الحالة التي يعيشها ويرسم البسمة علي الوجوه وسط الضغوط .. وفوجئت بالمنتج د.خالد حلمي واحمد نور يعرضان علي فكرة هذا المسلسل فأعجبتني وقررنا تقديمها هذا العام علي ان يتم تأجيل »رسائل« للعام القادم انشاء الله . قلت لها: وما ملامح هذا المسلسل الذي اعجبك ووافقت عليه وهو مجرد فكرة فقط؟ قالت: »نونة المأذونة« تأليف فتحي الجندي ويشارك في بطولته عدد من النجوم والنجمات منهم أميرة العايدي ورجاء الجداوي وايهاب فهمي ومحمد جمعة ورامي غيط وسعيد طرابيك واخراج منال الصيفي وانتاج »راديو وان« التي قدمت معها من قبل »هانم بنت باشا« و"القطة العميا« وتدور أحداثه في اطار كوميدي خفيف ويتناول العديد من المشاكل الاجتماعية فمثلا يناقش المسلسل اسباب ارتفاع نسبة الطلاق بين الشباب في المجتمع المصري وهل هذه الظاهرة سببها ان ليس لدينا ثقافة للزواج وتحمل المسئولية أم ان ضغوط الحياة الاقتصادية هي السبب كما ان المسلسل يناقش الطموح وضرورة تشجيعه فبطلة الاحداث فتاة طموحة وتحب عملها وتحاول ان تثبت للجميع ان الفتاة لا تقل عن الولد في اي شئ فقد كان والدها يحلم بانجاب ولد ولكن الله رزقه ببنتين . شخصيةال »مأذونة« تقدم لاول مرة علي الشاشة .. كيف ترين التجربة؟ في مصر تم اعتماد ثلاث سيدات للعمل كمأذونات ولم يسبق ان قدمت هذه الشخصية علي الشاشة من قبل لذلك فهي شخصية جديدة تماما علي المشاهد وعلي وسوف اجتهد في تقديمها .. وبصراحة شديدة كنت أعتقد في البداية أنه لا يجوز شرعا أن تعمل المرأة كمأذون من منطلق القياس علي ان المرأة كشاهدة شهادتها تعادل نصف شهادة ولكن ثبت خطأ قياسي وعلمت ان المأذون ما هو الا محام يقوم باجراءات عقد الزواج وفي هذه الحالة لا فرق بين رجل وامرأة في القيام بهذا العمل .. واري ان التجربة بالنسبة لي ستكون ثرية . للمرة الاولي التي تبدئين فيها تصوير مسلسل دون اكتمال كتابة حلقاته ألا تشعرين بالقلق؟ هذا صحيح .. فلاول مرة أبدا تصوير عمل دون أن تكون الحلقات كاملة بين يدي ولكن ما دفعني للقبول ثقتي في المنتجين د.خالد حلمي وأحمد نور فلا يمكن ان يغامرا بتاريخ شركتهما من خلال عمل دون المستوي وهذا يجعلني مطمئنة . تقدمين عملا كوميديا خالصا في الوقت الذي يقوم فيه صناع الدراما باجراء تعديلات علي السيناريوهات التي يجري تصويرها لتناسب احداث الثورة ؟ أري أن الثورة لم تنته بعد وسوف تشهد احداث كل يوم تضاف اليها والي نتائجها لذلك لا يمكن تقديم رؤية لها حاليا يمكن ان تتغير بعد اسابيع أو شهور لذلك يجب أن نتمهل بعض الشيء في التأريخ للثورة من خلال الدراما حتي تكتمل الثورة وتحقق نتائجها وهناك خطورة كبيرة جدا في تقديم اعمال عن الثورة في الوقت الحالي من الممكن ان يكون التناول فيه اشياء غير حقيقة، والدراما لها تأثير كبير في الناس وبالتالي تصل اليهم معلومات غير حقيقة . معني ذلك ترين ان من يجري تعديلات يحاول استغلال الاحداث ؟ لا أقصد ذلك .. ولكن اري انه من السذاجة ان اتناول حدثا مهما ومؤثرا مثل »ثورة 25 يناير« وهي ما زالت قائمة، فالثورة تستحق منا ان نقدم عنها اعمالا بعد دراسة عميقة وقوية لان الاعمال ستكون بمثابة تأريخ حقيقي لاحداثها تستفيد منه الاجيال القادمة . للمرة الثانية علي التوالي تتعاونين مع مخرج سينمائي في عملك التليفزيوني .. لماذا؟ نحن نعمل بكاميرا واحدة وهذه هي طريقة السينما في التصوير ولا أقصد اختيار مخرج سينما ورفض مخرج الفيديو ولكن كما يقولون »كل عمل ينادي مخرجه« والفيصل في الاختيار هو قدرة المخرج علي العمل بكاميرا واحدة . بعد اربعة شهور علي انطلاق الثورة المصرية .. كيف ترين ايجابياتها وسلبياتها؟ اري ان أكبر ايجابية حققتها الثورة هي تغير النظرة لمصر علي جميع المستويات اقليميا ودوليا فقد اصبح الجميع ينظر لمصر نظرة كلها احترام وتقدير لمكانها وقد لمست تغير هذه الرؤية لمصر خلال رحلتي الاخيرة للولايات المتحدةالامريكية فقد بلغ حجم التبرعات التي قمنا بجمعها مليون و200 ألف دولار، وقد كنا في السابق نفشل في جمع دولار واحد وذلك لعدم ثقة الجاليات المصرية والعربية في أن تبرعاتهم تصل لمستحقيها هذا هو الفرق .. اما الشيء السلبي الذي افرزته الثورة فقد اصبحنا 85 مليون مفتي في امور السياسة والدين ووجدنا كل من هب ودب يكتب ويفتي ويتحدث في قضايا شديدة الخطورة دون اي فهم أو وعي . وكيف ترين مصر خلال المرحلة المقبلة ؟ أري ان مصر تسير نحو مكانها الطبيعي وهو مقدمة الصفوف، ولكي يتحقق ذلك بقوة لابد ان يحافظ عليها ابناؤها ويحمونها من كل من يريد بها السوء وانا لدي الثقة ان ابناء هذا الشعب الذين ظلوا في ميدان التحرير 18 يوما وبداخلهم اصرار علي التغيير والحصول علي حريتهم سوف يحمون مصر »فبلدنا كبيرة اوي« ولابد ان نعرف قيمتها الحقيقة . ما رأيك في تصنيف الفنانين في قوائم سوداء؟ أرفض فكرة التصنيف وضدها علي طول الخط لأنه ببساطة شديدة جدا مصر بشوارعها وحواريها وناسها كانت جزء من النظام السابق ولا يصح ان نصنف بعضنا البعض وهذه الثورة ثورة شعب وليست قاصرة علي الشباب فقط لذلك لابد ان يكون التسامح هو عنوانا وهدفنا ولا يصح ان نخون بعض .