يتلقي المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة تقريراً من د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء عن نتائج جولته الافريقية لكل من أوغندا وأثيوبيا، ومباحثاته مع كبار المسئولين التي وصفها المراقبون بأنها صفحة جديدة للتعاون المصري الافريقي، وصرح د. أحمد السمان المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء بأن د. شرف سلم رسالتين للرئيس الأوغندي يوري موسوفيني أكد فيها تهنئة مصر بتوليه فترة رئاسة جديدة، ووجه د. شرف الدعوة لموسوفيني لزيارة مصر وقَبِلها، كما وجه الرئيس الأوغندي دعوة للمشير طنطاوي لزيارة أوغندا قائلاً إنه لم يزر أوغندا مسئول مصري منذ أيام الفراعنة.. كما سلم د. شرف رسالة من المشير حسين طنطاوي الي ميليس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي تتعلق بالتعاون المشترك بين البلدين. أكد د. عصام شرف رئيس الوزراء أن عصر الاحتكارات انتهي، وأن عصر المصالح المشتركة قد بدأ، وأنه لا أحد يستطيع أن يمنع شعوب دول حوض النيل من السعي إلي التنمية الشاملة في مختلف المجالات، وقال د. شرف في مؤتمر صحفي عقب مباحثاته مع ميليس زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي إن المباحثات جرت في جو أخوي وطالب بأن يطوي الجميع صفحة الماضي، منوهاً بأنه تم مناقشة عدد من القضايا والملفات المهمة، وكلها مبنية علي أمور لم يتم تناولها من قبل وتركزت بشكل أساسي علي زيادة التواصل والتعاون المشترك في شتي المجالات وعلي جميع المستويات. وقال د. شرف إن الملفات التي تمت مناقشتها مبنية علي العلاقات الثنائية في الاستثمار والمياه والطاقة والتجارة، وتساءل د. شرف: هل يعقل أن يكون البلدان من أقدم الحضارات ويربط بينهما نهر النيل ثم نقلصها في شائعات تقول إن المصريين لا يريدون لأثيوبيا تنفيذ خطط تنموية، وأن المصريين يشكون في أن أثيوبيا تريد منع المياه عنهم؟! وقال رئيس الوزراء: »لقد نفيت هذا الكلام تماماً، وكل شيء يؤكد أن المباحثات كانت إيجابية وسوف نبدأ علي الفور في دراسة بعض المقترحات واللجان المشتركة ستبدأ في إطار مصلحة البلدين.. ولقد وجهت الدعوة لرئيس الوزراء الأثيوبي لزيارة مصر قريباً، وسيبدأ في تلبيتها علي رأس وفد وزاري لاستكمال ما تم الاتفاق عليه خلال هذه المباحثات.. وكل هدفنا ألا تكون العلاقات حل المشاكل فقط ولكن وضع الخطط التنموية الشاملة بما يفيد مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وأضاف د. شرف: نحن نتحدث عن منطقة تتمتع بالكثير من الموارد الطبيعية في مقدمتها نهر النيل، وعلينا ألا ننساق وراء المحاولات التي تهدف إلي توسيع الخلافات بيننا.. مشدداً علي ضرورة وضع خطة تعاون مشتركة لحل أي مشاكل أو قضايا عاجلة عالقة وأن يتم إذابة هذه المشاكل، منوهاً لقرار رئيس الوزراء الأثيوبي بتأجيل تصديق البرلمان علي الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل، وتشكيل لجنة مشتركة من مصر وأثيوبيا والسودان، وعدد من الخبراء الدوليين لإعادة دراسة جدوي سد النهضة »الألفية« المزمع إنشاؤه.. مشيراً إلي أن مصر أبدت حسن نواياها تجاه تلك المبادرة والاستعداد الكامل للمساهمة في المشروعات التنموية بأثيوبيا مادامت لا تضر بالمصالح المصرية، وتعتمد هذه المشروعات بشكل أساسي علي الطاقة. نتائج الزيارة وفي رده علي سؤال حول نتائج زيارته لكل من أوغندا وأثيوبيا.. قال د. شرف: إن المقابلات كانت طيبة، وما تحقق خلال المباحثات كان مهماً وبناءً وتحقق منها العديد في شتي مجالات التعاون.. حيث تمت مناقشة مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأثيوبيا بالتفصيل.. وعرض د. حسن يونس وزير الكهرباء تقريراً شاملاً عن المشروع، وهناك لقاءات ستتم قريباً لإنجازه، ولابد من خطة تنموية متكاملة لدول حوض النيل في هذا الشأن.. منوهاً أن تعامل مصر مع افريقيا بوجه عام ودول حوض النيل بوجه خاص يشهد تقدماً كبيراً، ويمكن الاستفادة من الخبرات المصرية في المشروعات التنموية في دول حوض النيل، مؤكداً أنه من الظلم أن تصور العلاقات بين مصر وأثيوبيا وبقية دول حوض النيل علي أنهم أعداء. وأوضح د. شرف أنه لم يتلق مطالب محددة من حكومتي أوغندا وأثيوبيا، وأنه لا يوجد أحد يفرض شروطه علي أحد، وأنه ليست هناك مطالب وإنما مصالح مشتركة بين مصر ودول حوض النيل، موضحاً أنه غير مقبول أن تخرج من آن لآخر تصريحات من بعض المسئولين الأثيوبيين بشأن بناء سدود علي النيل بدون الرجوع لمصر والسودان.. مشيراً إلي أن هذه التصريحات نسمعها فقط ولكن النية ليست كذلك.. ورئيس الوزراء الأثيوبي أكد تشكيل لجنة لمراجعة مشروع إنشاء سد النهضة »الألفية«، وناشد د. شرف وسائل الإعلام بعدم استباق الأحداث وتضخيم الأمور، وضعها في حجمها الصحيح، مطالباً أن تتعامل وسائل الإعلام بموضوعية وحيادية.. فالماضي أصبح ماضياً.. والعلاقات تقوم علي أساس خطط تنموية مشتركة، وعلي أجهزة الإعلام أن تتبني لغة المصالح المشتركة. ورداً علي سؤال عن انخفاض حجم التبادل التجاري بين مصر وأثيوبيا وعدم وصوله إلي المستوي المطلوب قال: إن حجم التبادل التجاري لا يرقي لمستوي العلاقات بين البلدين، وليس من المتصور أن تكون هناك دول حباها الله بهذه الموارد ولا يتم استغلالها في تنمية التبادل التجاري وزيادته.. منوهاً لاستمرار استيراد اللحوم الأثيوبية، وأنها لم تتوقف حتي أيام الثورة. ومن ناحية أخري أعلن ميليس زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي في تصريحات صحفية بأنه لا مشاكل بين مصر وأثيوبيا.. مشيراً إلي أنه تم بحث عدد من مجالات التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين، وأي شيء في هذا الإطار يمكن حله بالحوار والتفاهم لأننا جميعاً علي خط واحد. مشروعات مشتركة اتفقت مصر وأوغندا علي تنفيذ عدة مشروعات مشتركة، وذلك خلال زيارة د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء لكمبالا. وتتضمن الاتفاقيات: اتفاقية في مجال البحث العلمي، حيث تقدم مصر بمقتضاها عدداً من المنح الدراسية للطلاب الأوغنديين في الجامعات المصرية والاستفادة من مدينة زويل العلمية التي سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل، وستقدم خدماتها البحثية والعلمية للقارة الافريقية، وتم الاتفاق علي التعاون في مجال النقل والسكك الحديدية من خلال ربط مصر بجوبا وأوغندا حتي جنوب افريقيا علي أن يتم تنفيذ المشروع خلال عام. واتفق الجانبان أيضاً علي تنفيذ مشروع لبناء عدد من السدود الصغيرة في أوغندا لتوليد الكهرباء والطاقة وحصاد مياه الأمطار، إضافة إلي حفر مائة بئر جوفية لتوفير مياه الشرب لأهالي القري المحرومة من المياه هناك بتكاليف تصل إلي 5.4 مليون دولار. صرح بذلك الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، في أديس أبابا، موضحاً أن الاتفاق تم خلال المباحثات التي أجراها الدكتور شرف مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عقب انتهاء مراسم تنصيبه لفترة رئاسة جديدة. وقال السمان: »إن الدكتور شرف سلم أمس رسالة من المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي الرئيس الأوغندي عبر فيها عن خالص تهنئة الشعب المصري والحكومة والمجلس العسكري له لتولي فترة رئاسة جديدة وأمنياتهم بتحقيق آمال شعبه العظيم في التقدم والازدهار والتعاون المشترك بين البلدين في شتي المجالات«. وأضاف أن المباحثات جرت في جو ودي للغاية واستمرت نحو الساعة ونصف الساعة، وأن رئيس الوزراء وجه دعوة إلي الرئيس الأوغندي لزيارة مصر، كما وجه الرئيس الأوغندي دعوة للمشير طنطاوي لزيارة أوغندا. ووعد موسيفيني بأنه سيزور القاهرة والأقصر ومعبد الكباش قريباً، مشيداً بعمق الحضارة الفرعونية. لامشاكل سياسية مع مصر ومن جانبه أكد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أنه لا مشاكل سياسية مع مصر علي الإطلاق، وأنه إذا كانت هناك خلافات فهي خلافات تتعلق بالتنمية، موضحاً أن المشكلة الأساسية في موضوع المياه ترجع إلي سببين رئيسيين هما زيادة الطلب علي المياه نتيجة لعملية العمران الكبيرة التي تشهدها البلاد والثانية التغيرات المناخية التي أدت إلي شح المياه. وقال: »إن د. شرف أكد خلال المقابلة حق دول المنطقة في التنمية لمصلحة شعوبها وأهمية التعاون المصري الافريقي، والمصري الأوغندي وتقديم نموذج جديد للتعاون، وننسي مشاكل الماضي«، مشيراً إلي أن الخلافات كلها لا تتعدي نسبتها 21٪، مؤكداً حرص مصر علي تدعيم التعاون مع افريقيا في شتي المجالات اقتصادياً وسياسياً.. وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الدكتور نبيل العربي أهمية التعاون بين الجانبين المصري والأوغندي في قضايا اقليمية كبيرة، وأنه تمت مناقشة الملف الليبي والتعاون المصري الأوغندي والتعاون بشكل عام بين دول حوض النيل. كما تم بحث سبل توسيع التبادل التجاري الذي يصل حالياً إلي 52 مليون دولار. ومن جانبها، قالت وزير الطاقة الأوغندية: إن هناك مشروعات مشتركة بين مصر وأوغندا بقيمة 05 مليون دولار لإقامة سدود ومشروع آخر لاستيراد اللحوم من أوغندا، وتم مناقشة موضوع السودان.