تحتاج مصر إلي تحرير العقول من قيود الجهل والجمود بعد ثورة 52 يناير للانطلاق نحو بناء الإنسان المصري الجديد الذي يعرف كيف يفكر ويبدع ويستغل أعظم ثروة منحها الله له وهي العقل. التفكير »خارج الصندوق« أي بعيدا عن النمط التقليدي يعلم الطالب كيف يفكر ويحلل ويقارن ويجد الحلول.. وتشير الاحصائيات إلي أن 09٪ من الأطفال مبدعين في سن الخامسة، وتتقلص هذه النسبة بشدة إلي 01٪ في سن السابعة بعد دخول المدرسة لتستمر ملكة الابداع لدي 2٪ فقط عند سن 54 عاما! وهذا مؤشر خطير لتأثير التعليم الأجوف علي العقول. لهذا آمل من القائمين علي التعليم في بلادنا وضع خطة عاجلة لتطوير المناهج قبل العام الدراسي الجديد بعيدا عن الخطط الخمسية والعشرينية التي لا تناسب روح الثورة. ويجب أن يشارك خبراء التنمية البشرية مع المتخصصين في التعليم لتعديل المناهج لتقوم علي التفكير الابداعي من خلال تنشيط الجانب الأيمن من المخ المسئول عن الخيال والقدرة علي الابتكار والاهتمام بالنواحي الجمالية والفنية لتحقيق التوازن في مهارات التفكير وتنمية القدرات الابداعية. وبالقطع ستكون عملية التعلم أكثر متعة للطالب في ظل التحدي واختبار القدرات بدلا من حشو العقل بأطنان من المعلومات. ولولا التفكير الابداعي لما أصبح لدينا كم هائل من الاختراعات والإنجازات العلمية والأدبية والفنية التي نقشت أسماء مبدعيها في الذاكرة الإنسانية علي مر العصور.