بدأ الرئيس السوري بشار الأسد في الإنصياع لرغبات الشعب وقرر إلغاء قانون الطواريء لإثبات حسن نيته في تنفيذ الاجراءات الاصلاحية، إلا ان المعارضة السورية وخبراء الشأن السوري يرون أن هذه الإصلاحات جاءت متأخرة بعد فوات الأوان ولن تنقذ سفينة بشار من طوفان التغيير. ويري الكاتب البريطاني المتخصص في شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك أن الرئيس الأسد لم يبذل كل ما يلزم لتطهير نظامه الفاسد وكتب مقالا في صحيفة الإندبندنت يقول فيه: »الناس يبحثون عن قوات الأمن التي تعاملهم بطريقة ادمية وليس كحيوانات برية«. وقال شهود عيان أن التعامل الوحشي وقمع المتظاهرين لا يزال هو قانون بشار الأسد في حل المشكلات رغم اعلانه رفع قانون الطواريء!! ويري فيسك أن الرئيس الأسد أصبح مثل »مفاعل فوكوشيما المشع« المهدد بالإنفجار. ويتساءل الكاتب البريطاني »هل هذا صحيح؟« هل يمكن أن تكون هذه هي نهاية حزب البعث في سوريا ،هل هذه هي نهاية قوات الأمن السورية؟ يبدو انه امر لا يصدق، فهناك تاريخ طويل من التعذيب والاعدام والانتقام من خصوم الرئيس علي يد قوات الأمن منذ عصر والده. فكان هناك »الكرسي الألماني الذي قصم ظهر المعارضين وكان هناك الرئيس السوري الذي كسر ظهورهم أكثر ببطء. الأسد يعرف كل هذا وحاول تنفيذ خطوات إصلاحية الي حد كبير، لكنه لم يكن قائدا ناجحا. فهو الأن يجري محاولات يائسة لاقناع السوريين انه يستطيع السيطرة علي بلاده، ووجه الاتهام الي الولاياتالمتحدة وفرنسا ولبنان بأنها دول تمول جماعات مسلحة لبث الفتن ونشر اعمال العنف بين المتظاهرين في بلده وهو أمر أعتبره كثيرون مثيرا للسخرية. ويري فيسك أن المشكلة تكمن في أن سوريا لا تزال ديكتاتورية وأن الأسد لا يزال الدكتاتور. فقد فشل في تخليص عائلته من الرجال الفاسدين داخلها وعلي وجه الخصوص عمه الذي يمثل المشكلة الرئيسية للنظام. إن عائلة الأسد يجب أن تتطهر ولكن هل يستطيع بشار أن يفعل ذلك؟ هل لديه القدرة علي القيام بذلك؟ يجيب فيسك في النهاية بكلمة "لا". وشارك فيسك الرأي الكاتب البريطاني إيان بلاك في مقال كتبه علي صفحات جريدة الجارديان حيث قال :" إن قرار بشار الأسد بالغاء قانون الطوارئ سيئ السمعة كان قرارا متوقعا لأنه سيكون له تأثير أكبر علي المتظاهرين حتي يهديء من ثورتهم ولكن هل يستطيع شخص ان يتغير بين يوم وليلة؟" يشكك بلاك في هذا التغيير المفاجيء في سياسة الأسد القمعية التي ورثها من والده حافظ الأسد. إن ما حدث من عمليات قتل وقمع في مدن مثل حمص ودرعا علي أيدي قوات الأمن يثبت ان »الأسد« لن يتغير وأن القوانين الجديدة ستحافظ علي فرض قيود علي الحريات السياسية فهذه اللعبة السياسية القذرة لم تفلح في تونس ولا مصر ولن تفلح في سوريا ايضاً. رانيا الزاهد