سألني قارئ: هل قرأت ما أكده وزير التعمير الأسبق حسب الله الكفراوي في حديث أدلي به لجريدة صوت الأمة من ان الرئيس السابق حسني مبارك شارك في عملية اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات؟ فقلت له: فعلا قرأت هذا الحديث.. كما قرأت في اليوم التالي مباشرة في جريدة »الأخبار« تصريحا للكفراوي نفسه يعتبر نفيا لذلك ، مؤكدا انه لا يملك أي أدلة أو براهين علي اتهامه »!!« واعتقد ان السن المتقدم بالكفراوي هو سبب هذه الأقوال المرسلة التي ليس لها أي أساس من الواقع أو المنطق.. وما أكثر ان يؤدي خلل الذاكرة احيانا إلي مثل ذلك .. وان كنت احترم شخص الكفراوي ونظافة يده وانجازاته. فعاد القارئ ليسألني: وإذا كان مبارك بريء »منطقيا« في هذه الواقعة.. فما هو تحليلك لشخصيته عموما.. ما له وما عليه؟ فقلت: لا أحد ينكر ان مبارك كان متعقلا وحكيما فيما كان يحدث من محاولات دائمة وخبيثة لجر رجله واستفزازه من »جيران« ابتلينا بهم في الشرق والغرب والجنوب، فضلا عن محاولات اقحام مصر في صراعات خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. هذه أهم ميزة فيه، فضلا عن بساطته.. أما عيوبه: فخذ عندك: عشقه للجمود ورفضه الدائم لمبدأ التغيير في قيادات الدولة وفيمن حوله أو يعرفه، مما شكل مراكز قوي توحشت وسيطرت علي كل شيء وعصفت بالشعب ونهبت خيرات البلد، ونشرت الفساد في ربوعه بحمايته ورعايته، وجمدت حركتنا.. وتسببت في تخلفنا!.. وزرعه فكرة التوريث لابنه المكروه شعبيا!.. وسماحه لحرمه بالتدخل في شئون الحكم واختيار وعزل الوزراء! كما كان يتصف بنقص الادراك والوعي السياسي والتردد وسوء اختيار القيادات وما يجب توفره في شخص الزعيم أو الرئيس.. ولا غرابة في ذلك لان القدر والحظ هما اللذان جاءا به ، بينما هو لم يكن أكثر من »موظف منضبط«!.. ويكفي هذا القدر لان المساحة أوشكت علي الانتهاء لكن بالمناسبة يهمني ان أسأل الوزير الكفراوي عن مسئوليته الأكيدة في »اجهاض« مشروع السادات العظيم بنقل العاصمة إلي مدينة السادات التي بناها بأمره ودعمه، وكان مفروضا ان تنقل اليها وزارة التعمير ومعها وزارات التخطيط والتموين والثقافة، كخطوة أولي في تفريغ القاهرة من الزحام.. لكن الكفراوي وموظفيه تلكأوا عمدا حتي مات السادات فقالوا »فرجت« ومات المشروع بالتالي!. ولا تزال محنة زحام القاهرة مستمرة! فما هو قولكم دام فضلكم في ذلك يا كفراوي؟!