فجأة تحولت ثورة الشعب المصري.. ثورة اللوتس أو الثورة البيضاء التي غيرت وجه الحياة المصرية إلي مهنة يمتهنها للأسف الشديد أدعياء الثورة ، وعدد كبير منهم ان لم يكن كلهم لا علاقة لهم بالشباب.. وربما لم يمكث الواحد منهم في الميدان ساعة أو ساعتين أو شاهد أحداثها علي الفيس بوك أو اليوتيوب، هؤلاء الأدعياء وجدوا في الثورة فرصة سانحة للقفز فوق إنجازات الشباب.. وقرروا ان يتخذوا منها مهنة يهينون بها أهداف الثورة الراقية والمتحضرة، والتي حققت هدفها الرئيسي بسقوط النظام القديم والذي عاش المصريون أسري له لمدة ثلاثين عاما.. هؤلاء الأدعياء يخرجون علي شاشات الفضائيات يتحدثون باسم الثوار وباسم الشعب المصري.. ويؤكدون ان مطالب الثورة لم تتحقق.. ويستخدمون مصطلحات محددة لإثارة الناس ضد الحكومة وضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة وضد نظام الدولة ومنها علي سبيل المثال »النظام لم يسقط« ولماذا لم يتم إعدام المسئولين بالداخلية عن قتل المتظاهرين في ميدان التحرير.. ولابد من إقصاء »أذناب النظام« وإلغاء أمن الدولة.. ومطالب أخري كثيرة.. وعندما تحاول أن تناقش أحداً من هؤلاء وتحاول إقناعه بأن ما حققه الثوار حتي الآن لم يتحقق لمصر منذ عهد الفراعنة.. تفاجأ به يعود بك لنقطة الصفر.. ويقول لك النظام لم يسقط لأن النظام ليس الرئيس، مع أنه قبل 25 يناير كان النظام هو الرئيس، وإذا قلت له يجب أن نتوقف عن التظاهر ونأخذ استراحة محارب لأن الاقتصاد ينهار، يقول لك ومن السبب في انهيار النظام؟، وعندما تقول له يجب أن نتيح الفرصة لرجال الشرطة للعودة للشوارع يقول لك ولماذا لم يحاكم القتلة؟.. وفي النهاية يتهمك بأنك عدو الثورة وخائن..! يا سادة أنقذوا مصر وتوقفوا جميعا عن ادعاء البطولات واستغلال ثورة الشباب التي ندين لها جميعا بأنها أعادتنا للحياة وأخرجتنا من قبورنا.. يا سادة اتركوا الفرصة للدولة وللقوات المسلحة التي تواجه الآن عبئا لا يطاق، فهناك 5.2 مليون بدأوا في العودة من ليبيا وانضموا لطابور طويل من البطالة لا يقل حاليا بأي حال من الأحوال عن 6 ملايين مواطن، فضلا عن 6 ملايين آخرين من العمالة اليومية التي توقفت مصادر رزقها منذ شهرين. يا أيها الأدعياء.. لو لديكم بقية من ضمير توقفوا عن العبث بالثورة والثوار من أجل مصر وحتي يجني الشعب ثمار الثورة .. ولا تجنوها أنتم وحدكم .. وتضيع مصر!