المصلون بمسجد النور بالعباسية اثناء انتظارهم خروج الشيخ محمد حسان عقب صلاة الجمعة عشرات الآلاف من المواطنين خرجوا أمس في مسيرات حاشدة بعدة محافظات يتنفسون نسائم الحرية التي هبت علي مصر في أعقاب ثورة 52 يناير. اختفت من المسيرات المواقف المتشددة والتعصب للرأي الواحد وحلت مكانها المناقشات الهادفة التي تسعي لمستقبل أفضل لمصر. أصوات داخل المسيرات أعلنت عن رغبتها في عدم بقاء الحكومة الحالية ووضع دستور جديد للبلاد والغاء قانون الطواريء. اجمع المحتشدون علي ضرورة عودة عجلة الانتاج للدوران من جديد حتي يتمكن الاقتصاد المصري المنهك من استعادة عافيته. من مسجد النور بالعباسية وحتي ميدان التحرير ومسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية تعالت أصوات مشاهير مشايخ الإسلام محمد حسان محمد جبريل المحلاوي تردد شعاراً واحداً الشعب يريد الانتاج وان تعطيل مصالح العباد ليست من الاسلام وانه لا وقت لتصفية الحسابات والانتقام وان مصر تحتاج الي جهود كل ابنائها. طالب المتظاهرون في ميدان التحرير أمس برحيل حكومة أحمد شفيق، وتشكيل حكومة تكنوقراط من العلماء والمتخصصين لمواجهة مشاكل مصر باسلوب علمي والعمل علي حلها، كما طالبوا بتشكيل مجلس رئاسي لإدارة شئون البلاد في الفترة القادمة، وإلغاء حالة الطواريء ووضع دستور جديد، والافراج عن المعتقلين السياسيين وسرعة محاكمة المتهمين في قضايا الفساد، وقام المتحدثون في الاذاعات الأربع الموجودة في الميدان بمطالبة المتظاهرين بالاعتصام في التحرير حتي ترحل حكومة »شفيق« وتتحقق مطالبهم. كان ميدان التحرير قد شهد توافد مجموعات من المتظاهرين أمس يزيد عددهم عن 01 آلاف متظاهر، وكان المشهد أقرب إلي نزهة حيث حرص عدد كبير من المتظاهرين علي التقاط الصور بجوار النصب التذكاري للشهداء. في الحادية عشرة صباحاً وصل الي اكثر من 02 الف شخص وعندما حان وقت الصلاة في الثانية عشرة كان الميدان قد اكتظ عن آخره حيث أم الصلاة الشيخ محمد جبرل الذي قام بالدعاء يردده خلفه عشرات الآلاف حيث جاءت ادعية الشيخ جبريل بأن يصلح الله أحوال مصر وينصر شباب الثوار ويحقق أهدافهم وان يتحقق الخير لمصر. وكان الشيخ اللافت للنظر والانتباه ان خطيب الجمعة بميدان التحرير وهو إمام مسجد عمر مكرم قد قدم موضوع خطبة الجمعة بما مس مشاعر المصلين حيث نادي بضرورة تآخي شعب مصر وشبابها مسلمين واقباطا باعتبار ان الوطن واحد والهم واحد وأنهم شركاء في صنع الثورة كما دعا الي نصرة الثوار في ليبيا وشعبها للتخلص من حكم القذافي. وعقب انتهاء الصلاة تعالت هتافات الجماهير ضد القذافي ومناصرة شعب ليبيا حيث ارتفعت اعلام الثورة الليبية وهي العلم الليبي القديم. تعددت الفئات التي انضمت الي ميدان التحرير امس ولم يعد مقصوراً علي المطالبين بالاصلاح السياسي أو ضرورة اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة وإجراء تعديل شامل للدستور. انتشرت اللافتات في الميدان والتي أكد أصحابها أن ميدان التحرير هو صوت من لا صوت له، وطالبت نقابة الفلاحين المستقلة بضرورة مراعاة أوضاع الفلاحين وأن تتم اعادة النظر في الكثير من السياسات التي تخص القطاع الزراعي وتنعكس علي الفلاحين فيما طالب شباب 52 يناير بأن يتم التعامل في قناة السويس بالجنيه المصري. وفي حين بدا واضحاً تراجع أعداد الموجودين في الميدان مقارنة بالجمعة الماضية إلا أن مطالب الافراج عن المعتقلين السياسيين كانت هي الابرز والاكثر حضوراً حيث تجمعت أعداد كبيرة في مسيرات بقلب الميدان حاملين لافتات تطالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين كما تجمعت أعداد كبيرة حول المنصة الرئيسية والتي تم تخصيصها لعرض مشوار خيرت الشاطر أحد معتقلي جماعة الاخوان المسلمين والتي رواها أصدقاؤه وأفراد من عائلته. كما طالب عدد من المتواجدين بميدان التحرير بالعفو عن السجناء الذين أمضوا أكثر من نصف المدة.. وتواجد في الميدان أكثر من أربع منصات تم تخصيصها لإلقاء الخطب والشعر أو عرض المطالب وكان أبرزها منصة الافراج عن السجناء السياسيين. وشهدت الشوارع المؤدية لميدان التحرير هدوءاً وكادت تخلو من المارة علي عكس الجمعة الماضية بينما تزاحم المواطنون الذين جاءوا بلا مطالب بهدف التواجد في قلب الميدان ومتابعة ما يحدث فيه لتكون العبارة التي تصف هذا المشهد.. من لم يذهب لميدان التحرير .»معداش« علي مصر.