وصلت أخبار اليوم إلي مدينة الجلود بمنطقة الروبيكي، لترصد علي أرض الواقع مساحات من الأمل، تستعد لتحقيق نهضة حقيقية في هذه الصناعة التي تعد مصر احدي رائداتها منذ عهود المصري القديم . المدينة مقسمة لمصانع بمساحات كبيرة ومجهزة بحيث تستوعب أحدث المعدات، وكاملة المرافق، وتعتبر نقلة نوعية في هذه الصناعة ستضاعف الأرقام التصديرية السنوية - لها لأضعاف ماهي عليه حاليا. ومن داخل أحد المصانع الجديدة هناك التقينا بالمهندس عبد الرحمن حسن رئيس مجلس إدارة احدي شركات الدباغة والمنتقل حديثا إلي مدينة الروبيكي من منطقة مجري العيون، والذي أكد أن مدينة الجلود بالروبيكي ستحدث قفزة تصديرية هائلة وقال : المدينة الجديدة ستحقق أحلامنا كأصحاب مصانع في الوصول لأحدث التقنيات التي نراها في ايطاليا وأسبانيا وتركيا وغيرها من دول أوروبا الرائدة في دباغة الجلود، وهومالم نكن نستطيع تحقيقه في ظل المساحات الضيقة للمصانع بمنطقة مجري العيون. وعن الميزات بالروبيكي قال إن البنية التحية في المدينة الجديدة علي أعلي مستوي ومتوافقة بيئيا بالإضافة إلي أن المساحات تساعد علي الوصول لجودة المنتج وتسهيل عمليات الانتاج . بالإضافة إلي أن الروبيكي تبعد عن العاصمة الإدارية كليو مترات قليله وتوجد بمنطقة بدر التي بها مستشفيات حكومية علي أعلي مستوي بالإضافة للمركز الطبي العالمي بالاضافة إلي أنه جاري توفير شقق للعاملين بمدينة بدر . وأضاف أن مصنعه كانت مساحته في مجري العيون 8877متر وحصل علي زيادة 25% وبهذه المساحة يمكن تطبيق أحدث التقنيات الصناعية المطبقة في الدول الأوربية. وأوضح حسن أن الطاقة الانتاجية سترتفع بالاضافة لفرص العمل وسيتضاعف الانتاج بما يمكننا من زيادة رقم التصدير من مليار وستمائة مليون جنيه سنويا إلي 8 مليارات خلال خمس سنوات، وقال إنه يتمني أن يكون بجوار هذه المدينة مصانع للمنتج النهائي للمصنوعات الجلدية كالأحذية والشنط والأحزمة حتي يكون التبادل التجاري داخليا وأسهل تداولا .. مشيرا إلي أن العمالة ستزيد نتيجة التوسع بنسبة 25 % . اللي يشوف غير اللي يسمع والواقع غير الكلام» بهذه الكلمات تحدث محمود حامد عن الوضع بمدينة الروبيكي، واصفا لها بأنها قلعة صناعة المدابغ الجديدة، وقال إن الوضع في المدينة يختلف تماماً عن منطقة المدابغ بمجري العيون، فعدد كبير من المواطنين كان يقول إن المدينة في الصحراء وسنعيش في عزلة هناك، ولكن الوضع مختلف تماماً عن تلك الروايات، فمنذ الانتقال هنا منذ شهرين، ونحن نري تجهيزات علي أعلي مستوي ووسائل حماية لنا ولمصانعنا بالإضافة إلي التعاون الدائم من إدارة المشروع لحل المشكلات التي نادراً ماتحدث. وأوضح حامد، أنه كان يعيش مع اسرته في حي مصر القديمة بالقرب من مكان عمله، وكان انتقاله إلي مدينة الروبيكي بمثابة تحد له ولأسرته، ولكن بعد أن رأي قرب المسافة من مدينة بدر اختلف قراره تماما، وقرر تأجير شقة بمدينة بدر ونقل أسرته ليكون بالقرب من مكان عمله، فمدينة بدر تبعد الروبيكي 10 دقائق فقط وبها كافة الخدمات. وأشار حامد إلي أن عددا كبيرا من أصحاب المدابغ عارض فكرة الانتقال في البداية، ولكن بعد أن لمسوا جدية الحكومة في حديثها عن تطوير الصناعة وتوفير الخدمات اللازمة لهذا التطوير في المدينة الجديدة وعلي رأسها الكهرباء والمساحات الواسعة، قرروا الانتقال علي الفور، بل واصبحوا يلعبون دوراً رئيسياً في إقناع باقي أصحاب المدابغ في الانتقال اليها. ويعدد حامد المميزات التي وفرتها الحكومة والتي ساعدته علي تقبل فكرة الانتقال، قائلاً: في المدينة وسائل حماية مدنية وسيارات إطفاء متوافرة 24 ساعة وهو عكس ماكان يحدث في منطقة مجري العيون، حيث كانت سيارات الإطفاء تستغرق وقتا كبيرا للدخول إلي المنطقة نتيجة تكدس السكان وعربات الكارو، مضيفاً أن تواجد الأمن بشكل رئيسي جعله مطمئناً علي رأس ماله، الذي كان في اوقات كثيرة ينام في مدبغته في مصر القديمة لحمايته نتيجة انتشار البلطجة والسرقات. ولفت حامد إلي أن الحكومة وفرت لهم عدد كبير من المساحات داخل المنطقة مكنتهم من توسيع نشاطهم وزيادة عدد الماكينات المستخدمة في انتاج الجلود، وأوضح أنه كان يعمل بمصنعه 8 عمال فقط قبل الانتقال، والآن ارتفع العدد إلي 15 عاملا، مشيراً إلي انه اصبح من السهل إدخال وإخراج البضائع والمواد الخام بعد الانتقال في الروبيكي، علي عكس ماكان يحدث في مصر القديمة، فكانت تحدث كثير من المشاجرات حتي يتم ذلك . ويقول محمد أنور فني كهرباء بأحد المصانع إنه يأمل في سرعة الانتهاء من المدينة السكنية المخصصة للعمال حتي يمكنه الاستقرار مع اسرته في مكان قريب من عمله، وتوفير شبكة مواصلات حاليا حتي يتم الانتهاء من المدينة السكنية . وأشار إلي المساحات الواسعة للمصانع بالروبيكي إحدي سمات تلك المدينة الصناعية والتي ستمكنها في مضاعفة كميات الانتاج والتصدير، ولكنه لفت إلي ضرورة توفير شبكة مواصلات لنقل المنتجات من المصانع إلي القاهرة.