بعد صمت 53 عاماً ورحيل الاستاذين هيكل ومصطفي أمين.. ينشر د. رفعت السعيد هذه الأيام مذكراته الصحفية خلال عمله في أخبار اليوم في منتصف الستينيات من القرن الماضي. أولا: لقد جاء د. رفعت السعيد لأخبار اليوم بعد حل الحزب الشيوعي المصري ليعمل بها مع الاستاذ خالد محيي الدين الذي تولي رئاسة مجلس إدارتها في سبتمبر 1964. وذلك ضمن خلية التنظيم الطليعي الذي اقامه الاستاذ خالد. ثانيا: جاء ليعمل في قسم جديد أسسه د. رفعت السعيد ورفاقه من اليساريين اسمه »قسم الابحاث».. والحقيقة ان الصحفيين في أخبار اليوم فوجئوا بأن القسم خلا تماماً من الصحفيين المهنيين واقتصر عملهم فقط علي متابعة انتاج الزملاء . ثالثا: لقد غرق د. رفعت السعيد ورفاقه من اليساريين تماماً في الصراعات والمشاكل الداخلية وقاموا بإلغاء الحوافز والمكافآت الاضافية بل ان الاستاذ خالد محيي الدين نفسه ترك الادارة بالكامل ليتفرغ لمجلس السلام العالمي وقضاياه بدليل حصوله في نهاية الستينيات علي جائزة لينين للسلام.. ثم قامبتعيين صديقه وزميل دراسته المحامي الشاب علي الشلقاني نائبا لرئيس مجلس الإدارة والذي اعطي لموسي صبري اجازة مفتوحة كما انه ترك مكتبه لسكرتيره الذي كان بدرجة برتبة صول. رابعاً: لقد اعطي اليساريون بتصرفاتهم واسلوبهم في العمل الفرصة للصحف الأخري المنافسة ان تزيد من توزيعها علي حساب صحف أخبار اليوم فتفوقت مجلة الطليعة اليسارية علي آخر ساعة وكذلك المصور.. وانهار توزيع الأخبار وأخبار اليوم بعد دخول مصطفي أمين السجن. ولم يجد عبدالناصر حلا سوي تعيين هيكل رئيسا لمؤسسة الصحافة العربية والتي جمع فيها بين رئاسة مجلسي إدارتي الأهرام وأخبار اليوم معاً.. فكان أول 4 قرارت له هي تعيين جلال الحمامصي مشرفا علي التحرير وكذلك قام بتعيين السيد أبوالنجا مشرفا إداريا.. واحسان عبدالقدوس رئيسا لتحرير اخبار اليوم واخيرا تجميد نشاط التنظيم الطليعي وابعاد 23 من اعضاؤه وهم د. رفعت وشلته! وكانوا كلهم من شلة اليساريين إياهم.