قلت إن التفاؤل ساد الوسط الصحفي الأسبوع الماضي بعد تشكيل الهيئات الإعلامية الثلاث بقيادتها الجادة رفيعة المستوي. وأقول اليوم.. من حق الصحفيين أن يتفاءلوا فغياب الحكومة في السنوات الأخيرة أضر بالصحافة وأدي لانهيارها وضعف توزيعها وانصراف القراء عنها.. وأضر بالصحفيين ايضا الذين تعرضوا للتشريد باسم فوق السن.. وللمذابح في الصحف الخاصة المستقلة باسم سيطرة صاحب الجريدة ورأسماله الذي أعطاه الحق في تملك رقاب العاملين معه!! فمنذ تأميم الصحافة وحتي الآن سادت مقولة خاطئة لم تجد من يناقشها أو يرد عليها ويفندها وهي أن تأميم الصحافة أضر بها ومنعها من الانطلاق! والحقيقة ان هذا كلام غير سليم للأسباب الآتية: أولا: لقد قدمت الدولة للصحافة منذ تأميمها وحتي الآن عشرات المليارات.. يكفي ان نعرف أنها خلال عامين فقط قدمت مليارا ونصف المليار.. وحافظت علي العاملين بها من الطرد والتشريد وبفضل الدولة ودعمها اصبحت اصول المؤسسات الصحفية تزيد عن 200 مليار جنيه ويعمل بها 50 الف بين صحفي واداري ويعشون دون خوف من الفصل.. وتمتلك اكبر المطابع وارقي المباني ولا ينافسها صحافة في الوطن العربي. ثانيا: انه منذ عرفت مصر الصحافة لم ينجح رجل أعمال واحد في إصدار صحيفة.. وان كل الصحف التي نجحت واستمرت كان اصحابها صحفيين بالدرجة الأولي.. وان صحفهم عاشت معهم وماتت بعد رحيلهم.. ولولا الحكومة لاختفت الصحف الحالية تماما وضاعت.. بدليل ان الصحف الخاصة في لبنان تغلق أبوابها الآن.. السفير كمثال.. وفي الطريق إليها النهار... والصياد. ثالثا: منذ ظهرت الصحف المستقلة الحالية منذ 20 عاما لم تمتلك واحدة منها مطبعة.. ولا مبني يليق بالعاملين بها.. وكلها في شقق مفروشة.. وكل ما ماكسبه صاحبها له هو فقط!! واسأل زملاءنا في الصحف المستقلة الخاصة! رابعاً وهو الأهم: ان بعض الصحف الخاصة والمستقلة في مصر والوطن العربي وراؤها مخابرات دول كبري وما أصحابها إلا واجهات فقط.. وهذا مصدر الخطر الحقيقي علي الدولة الآن! لكل هذا مرحبا بالتشكيلات الجديدة.. وانتظروا الصحف القومية قريباً!!