سؤال طرحه هيرودس الملك علي رؤساء الكهنة وذلك عندما جاء المجوس إلي أورشليم ليتحققوا من مولده، وهو أين المولود ملك اليهود، وقد كان ذلك هو السبب الذي جعل هيرودس يهتم لأنه كان يخشي علي عرشه وملكه.. ولم يكن يعلم مثل بقية اليهود الذين عانوا من ظلمه وبطشه، أنه هو ملك الملوك ورب الأرباب، ولكن مملكته ليست من هذا العالم.. لم تكن الحياة وقتذاك في ظل ذلك الطاغية الذي كان من أبشع الحكام، الذي لم يتورع عن أن يقتل أبناءه الثلاثة وزوجته، وهو الذي قتل أولاد بيت لحم وصار نواح في كل مكان لكي ما يتحقق ما قيل بأرميا النبي القائل صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير، راحيل تبكي أولادها ولا تريد أن تتعزي لأنهم ليسوا بموجودين (متي17:2).. وهاهم الأولاد يقتلون ويعذبون في أماكن كثيرة لكي يحافظ كل »هيرودس» علي ملكه. إن حال العالم اليوم سيدي كما كان قبل مولدك.. ليتك تولد سيدي في قلوب القساة الذين يعيشون في الظلمة ولم تدركهم أنوار الخلاص لتنفتح قلوبهم ويعرفون الحق.. ليتك تشرق بنورك في القلوب المظلمة فتنقشع ظلمة الخطية ويكفون عن القتل وتستنير عقولهم ويكفون عن قتل الأبرياء وهم يعتقدون أنهم بذلك يقدمون خدمة لله.. متي نعود ونشهد مرة أخري جمهور الجند السماوي وجوقة الملائكة ونسمع تلك التسبيحة من جديد.. »المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة» (لوقا14:2).