رسالة الرياض : حازم الشرقاوي استمعت لمعتمر مصري يتجاوز من العمر الستين عاما وهو يشكو بعد إلغاء رحلته الجوية من القاهرة إلي المدينةالمنورة وسفره 14 ساعة ذهابا وايابا برا ما بين جدة - المدينةالمنورة والعودة الي مكةالمكرمة لاداء مناسك العمرة. وتوقفت امام هذه الشكوي التي خرجت من فم هذا المعتمر المسن والذي اجهد من السفر البري وهو يعاني من امراض الشيخوخة، وذلك بسبب القرارات المتبادلة التي صدرت من هيئة الطيران المدني السعودي ونظيرتها المصرية بايقاف بعض الرحلات الجوية المجدولة ما بين القاهرةوالمدينةالمنورة متناسية كبار السن من المعتمرين، الذين رسموا صورة ذهنية ايجابية عن السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من كثرة الخدمات والتسهيلات التي يلمسوها اثناء زيارتهم لاداء مناسك الحج والعمرة، وينقلون انطباعاتهم الايجابية الي ذويهم في مصر عما يقدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خدمات وتوسعات في الحرمين الشريفين وكذلك من تسهيلات علي جميع الاصعدة حتي رسم الشعب المصري البالغ 80 مليون نسمة هذه الصورة الايجابية المضيئة عن السعودية والدليل علي ذلك نتائج الاستطلاع الذي اجرته مؤخرا مؤسسة »بيو« الأمريكية الشهيرة عن الاتجاهات العالمية في العالم، واظهر ان المصريين هم أكثر الشعوب العربية والاسلامية تعبيرا عن اراء ايجابية تجاه السعودية والعاهل السعودي بنسبة 91٪ بمعني أن أكثر من تسعة من كل عشرة مصريين قالوا انهم راضون عن المملكة العربية السعودية وقائدها خادم الحرمين الشريفين. ان قضية توقف الرحلات الجوية اصبحت مثل كرة الثلج تكبر يوميا، ويستغلها البعض للادعاء بأن هناك توترا مصريا سعوديا بدأ يظهر علي السطح، والأمر أهون من ذلك بكثير، ولا يصل لهذه المرحلة، ولكن ما حدث اختلاف في وجهات النظر حول رغبة شركات الطيران منخفض التكاليف السعودي »سما - ناس« في الهبوط في مطار القاهرة، وموقف إدارة مطار القاهرة الواضح بأن الطيران الاقتصادي في العالم بأسره لايهبط في مطار القاهرة وليس المقصود بالقرار السعودية، ولكن يسمح لباقي الشركات »من غير الطيران الاقتصادي« سواء كانت سياحية أو خاصة بالهبوط في مطار القاهرة، وقد اوضح الطيران المدني المصري أن مطارات مصر الباقية مفتوحة امام مثل هذه الشركات. فما يحدث بين الطيران المصري والسعودي لايخرج عن اطار ازمة في البيزنس والرغبة في الحصول علي جزء كبير من كعكة المسافرين والمعتمرين ما بين السعودية ومصر مثل هذه الاختلافات تحتاج الي طاولة الدبلوماسية للحصول علي حلول تتناسب مع المشكلة خاصة في ظل وجود دبلوماسيين مصريين وسعوديين من طراز رفيع في القاهرةوالرياض، فمصر لديها السفير محمود عوف في الرياض وهو خريج مدرسة الخارجية المصرية ويمتلك من المهارات والعلاقات والامكانات التي تؤهله لحل اية مشكلة مهما صغر أو كبر حجمها، وكذلك السعودية لديها السفير هشام ناظر خريج مدرسة السياسة والاقتصاد السعودية فهو كان وزيرا في الحكومة السعودية قبل ان يكون سفيرا للسعودية في مصر ونجح في تكوين علاقات وطيدة بالمسئولين المصريين، كما يمتلك مهارات وفنون التفاوض، فالسفيران المصري والسعودي نجحا في الفترة الماضية في حل وإنهاء مشكلات اكبر من المشكلة الجوية بكثير.. فننتظر منهما تحركا مشتركا لاحتواء قضية الطيران التي يجب الا تأخذ اكبر من حجمها وحلها سهل ويسير وهو العودة إلي طاولة التفاوض بين هيئتي الطيران المدني في البلدين باشراف دبلوماسي لوضع حلول تناسبهما وتعود بالايجاب علي المعتمرين.