الانتخابات عالم »تاني«.. ملئ بالحكايات الغريبة.. والطرائف.. وحافلة في بعض الأحيان باشاعات سخيفة.. خارجة عن النص.. ومضادة للأخلاق.. خذ عندك مثلا إشاعة إفطار رمضان التي كانت سببا في سقوط مرشح كبير بعد ثورة يوليو 2591.. وكان المرشح يمر علي ناخبيه في عاصمة أحد المراكز قبل المغرب.. وكنا في رمضان فإذا بإشاعة تملأ الدائرة الانتخابية تقول ان المرشح أشعل سيجارة في مكتب أحد المحامين في نهار شهر رمضان المبارك وأنه لا يصوم ولا يصلي! وركز المنافس له علي هذه النقطة مما دفع الناخبين إلي الانصراف عنه والاتجاه إلي منافسه. حكاية غريبة أخري تدل علي »عبقرية« بعض الفلاحين في الدعاية.. وتبدأ الحكاية من ترشيح شخصية اعلامية كبيرة في أحد المراكز.. وكان المرشح حريصا علي عقد اجتماعات وندوات للناخبين سجلت نجاحا كبيرا.. بينما كان منافسه من وجهاء المركز يملك أطيانا كثيرة ومتحدثاً لبقا.. ولكن الإعلامي المنافس كان قد استحوذ علي إعجاب الناخبين وأصبحت ندواته تمثل صداعا مزمنا لدي المرشح الآخر.. وفكر المرشح الآخر في حيلة عجيبة.. فقد نظم اجتماعا كبيرا للناخبين علي غرار ما يفعل خصمه.. ووقف يتحدث لهم قائلا: »الإعلامي الكبير ديمقراطي.. عارفين يعني ايه ديمقراطي؟ يعني شيوعي لا يعترف بالأديان.. اسألوه فهو لا يستطيع الإنكار!«. وفعلا في مؤتمر انتخابي حافل جاء الإعلامي الكبير وقوبل بعاصفة من التصفيق وأمسك بالميكروفون وبدأ يتكلم.. وفجأة قام شاب من أهل القرية ليسأله بصوت مسموع: هل أنت ديمقراطي؟ وتهلل وجه الإعلامي الكبير وهو يجيب: نعم.. أنا ديمقراطي ! ولدهشته سمع أصواتا غريبة من الحاضرين.. وكاد يصعق وهو يراهم يتسللون خارج الخيمة التي نصبها في أحد الأماكن الخالية في القرية.. ولعله لم يفهم حتي رسب في الانتخابات سبب انسحاب الناخبين من المؤتمر الانتخابي! أما الوعود الانتخابية زمان.. فكانت أعجب: يقول المرشح أي مرشح المية حتجيلكم علشان الري.. قطار السكة الحديد سأوقفه في محطتكم.. جاموسة لكل مواطن.. ووظائف لكل أهل القرية.. مدرسة ابتدائي بدلا من الكتاب و.. و.. وكلها وعود خيالية لا يستطيع المرشح الذي يطلقها أن يحقق منها شيئا.. تري.. هل إذا عادت هذه الطرائف الانتخابية الآن.. سيتقبلها الناخبون.. طبعا لا.. فالناخب في بلدي تطور كثيرا.. وأصبح قادرا علي التمييز بين الديمقراطي والشيوعي!