تتناول الصحف والفضائيات موضوعات هامة لها طابع علمي وفي ذات الوقت لها تأثيرها الجماهيري ينعكس بالاطمئنان أو بالقلق علي ما يمكن ان تتعرض له مصر من احداث كونية أو مشروعات تنموية أو غيرها من الامور- ونخص بالذكر الآن بعض الاحاديث والحوارات التي تتعلق بقضية التغيرات المناخية وغرق الدلتا- فإذا ما شاهدناه أحد الباحثين أو الاساتذة يؤكد مثلا علي شمال الدلتا سوف يغرق تحت وطأة زحف البحر علي بعض المناطق بمحافظة البحيرة والاسكندرية وسوف يؤثرعلي مساحة ثلث الدلتا وان اكثر من 61 مليون مواطن مطلوب تهجيرهم إلي مناطق أخري من مصر وعندما يعرض ذلك بالصور والارقام علي شاشات التليفزيون في برامج حوارية عالية المشاهدة فلابد ان المردود هو هلع المواطنين . لابد أن نعترف أن هناك ارضية تفيد بأن هناك تغيرات مناخية نعيشها الان علي سطح الكرة الارضية ومن بين المناطق التي نستشعر فيها بذلك مصر حيث اصبح الصيف اطول وأكثر سخونة وان درجات الحرارة اصبحت اكثر ارتفاعا عن معدلات عاشها هذا الجيل في نهايات القرن العشرين ويؤكد ذلك علي وقع الظاهرة فهي ملموسة- ما أننا نعيش ظروفا عالمية بيئية يؤكد فيها كبار العلماء علي حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة ولان الظاهرة ملفتة وجماهيرية ولها ابعاد دولية فسرعان ما تداعت أراء العلماء والباحثين من بعض المدارس البحثية التي تتبني هذه القضايا . ولأننا بصدد حالة تفرض استرجاع الضمير الحي لمن يتبني مثل هذا النوع من القضايا ويعرضها للعامة لذا فإننا نؤكد للقراء والمشاهدين ان كل مايعرض في هذا الموضوع مبالغ فيه وهو مؤسس علي اقتراحات يتولي علماء الغرب »قبلنا« وضعها في إطار سيناريوهات ونماذج محتملة الحدوث يتم البناء عليها كاحتمالات منها مثلا ان يرتفع منسوب البحر بأربعة أمتار نتيجة ذوبان الجليد وظاهرة الاحتباس الحراري ثم يتخيلون ما يمكن حدوثه إن حدث!. وبخصوص ظاهرة التغير المناخي في حقيقتها فإننا نؤكد انه رغم إحساسنا بالحرارة في هذا العقد من الزمان فان امر تتابع وجود دورات مناخية حارة يعقبها دورات مناخية باردة امر معروف- وطبقا للقواعد العلمية والمشاهدات التاريخية ودراسات المناخ القديم والحديث فإن حدوث مثل هذه الدورات وتداولها أمر عادي تاريخيا هكذا يقول علماء المناخ وهكذا تسير مسيرة المناخ المناخ علي مستوي الكرة الأرضية- أننا نؤكد في هذا المقام علي وجود أحداث كبري في الكرة الارضية تؤدي إلي تغير مناخي جذور وتؤدي أيضا إلي صدوع وكسور واختفاء اقطار وبروز قارات لكن ما نلاحظه هذه الايام من هذا النوع من الاحداث وانها ظاهرة ترتبط بالنشاط البشري الصناعي والبيئي فإذا ما تم التحكم فيه وقلت الانبعاثات الحرارية فان اعتدال المناخ سوف يحدث لامحالة وهو ما يحاول العالم الوصول إليه. إن منطق الامانة يقتضي من الباحثين والعلماء ان يتعرضوا لمثل هذه الموضوعات بشفافية لا توجد فيه شبهة استعراض أو لفت الانتباه تحت مسمي نتائج فعلية لابحاث نهائية فهي محاولات .. مجرد محاولات؟!!