يا بركان الغضب ياموحد العرب. كانت الاغنية والشعار المصاحب لاعمال قمة القادة والزعماء العرب في مدينة سرت الليبية مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي ظل حالة الشحن الضخمة التي صنعها بركان الغضب من خلال صوت عبدالحليم حافظ وروح زمن عبدالناصر التي ما زال الشعب الليبي يعيش علي ظلالها. جاءت النتائج والقرارات اكثر هدوءا ودبلوماسية وتحولت ثورية الروح التي صاغها العقيد معمر القذافي إلي انامل القفاز الدبلوماسي لعمرو موسي. وفجر بركان الغضب سيلا من القمم العربية امطرت علي سماء ليبيا طوال عام القمة التي تقودها بعد غياب وابتعاد 7 سنوات ونجحت ليبيا في العودة إلي عروبتها. ودخلت مرة اخري في دفء الحضن العربي ولتخرج من رحمها مرة اخري اشارة بدء جديدة لاصلاح منظومة العمل العربي المشترك في اكتوبر المقبل في قمة استثنائية عربية للنظر في تطوير جامعة الدول العربية. كانت بداية القمة صادمة ولكنها داعبت مشاعر الشارع العربي، والذي كان ينتظر مفاجأت الاخ القائد معمر القذافي، ولكنها جاءت علي يد رئيس القمة السابقة. أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة والذي اعلن ان القمة التي رأسها لم تحقق ما ينتظره المواطن العربي. وهنا التقط الزعيم الليبي الخيط ليؤكد. ذلك قائلا لن يستطيع عمل شيء في ظل ازمة النظام العربي وانه ان الاوان لوداع قرارت الاجماع العربي و ان الاغلبية يجب ان يكون لها القرار وليس الاجماع الذي يشل صناعة القرار الحكيم. وادار القذافي والقمة ظهريهما للازمتين اللتين واجهتهما القمة في بدايتها.. الاولي انسحاب الوفد العراقي احتجاجا علي مقابلة القذافي لوفد عراقي معارض للنظام الحالي. وتمكن عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية ود. محمد الصباح وزير خارجية الكويت من ترميم ما فعله الزعيم . وعاد العراق للقمة.وتمسك بحقه في رئاسة واستضافة القمة العربية المقبلة. وهو ما قبلته القمة علي مضض لوجود قوات الاحتلال الامريكي. وسوف تحدد القمة الاستثنائية في نهاية سبتمبر أو اكتوبر مكان القمة المقبل مع احتفاظ العراق لحقه في الرئاسة . والازمة الثانية كانت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبدأت بوادرها قبل القمة بالاعلان عن مشاركة حماس ضمن الوفد الفلسطيني، ثم عدم استقبال الزعيم الليبي للرئيس الفلسطيني مرتين الاولي عند زيارته ليبيا قبيل القمة والثانية عدم استقباله كرئيس عند الوصول إلي سرت ومعاملته كرئيس وزراء. مما جعل الرئيس الفلسطيني يصر علي المغادرة وهنا استجاب الزعيم الليبي للنصيحة وطلب الرئيس الفلسطيني تليفونيا وطيب خاطره واعاده من المطار قبيل المغادرة الغاضبة. ولاول مرة في القمم العربية تعلو ضحكات الزعيم الليبي، وتملأ ارجاء القمة ويصطحب القادة والزعماء إلي الاحتفالات المقامة علي شرف القمة، ولا نراه ينظر إلي السماء كما عودنا بل ينظر إلي الوجو ليقرأ الرغبات والتوقعات. وتشتعل الادوات الدبلوماسية من خلال وزير خارجيته موسي كوسه. وتكون اكثر مفاجآت القمة هي عدم وجود مفاجاءات بل طغت دبلوماسية ترحيل الازمات والمشاكل إلي المستقبل واولي الازمات المرحلة كانت من خلال المشروع اليمني لتطوير جامعة الدول وتحويلها إلي اتحاد عربي علي غرار الاتحاد الاوروبي. وتشكلت لها لجنة رئاسة عليا تضم الرئيس حسني مبارك والزعيم الليبي رئيس القمة الحالية. وامير قطر رئيس القمة السابقة والرئيس العراقي رئيس القمة المقبلة والرئيس اليمني وامين الجامعة العربية. وتقدم اللجنة للقمة المقبلة تصورا كاملا لتطوير الجامعة العربية. ولاشك ان قمة دعم وصمود القدس جاءت بأفضل الحلول للوصول مباشرة إلي اعماق الشارع العربي والاسلامي، وكان الدعم العربي 005 مليون دولار الحل الامثل لدغدغة المشاعر. وصاحب هذا ايضا دفع الديون المتأخرة علي ليبيا للجامعة حيث توقفت ليبيا طوال السنوات السبع الماضية عن دفع حصتها في ميزانية الجامعة العربية. وكان مقترح موسي بقيام رابطة دول الجوار العربي والذي لقي تجاوبا للدخول في رابطة لدول الجوار يكون محورها دول الجامعة العربية، وتقوم بالتعامل مع الجوار الاسيوي المكون من تركيا وايران ثم الجوار الافريقي المكون من السنغال ومالي والنيجر وتشاد واثيوبيا واريتريا وكينيا واوغندة وايضا الجوار الاوروبي والمكون من اسبانيا والبرتغال وفرنسا وايطاليا واليونان وقبرص ومالطا ويفتح الجوار الباب لدخول دول جديدة ويشترط موافقة دول جامعة الدول العربية عليها. وحققت القمة العربية في سرت اهدافها التي رسمتها ليبيا.وتمكنت دبلوماسية الترحيل من القفز علي الازمات. خاصة في المصالحات العربية. والتي مازال الزعيم الليبي يعد لها، والايام القليلة المقبلة سوف تعلن عما توصل اليه خاصة فيما يخص سوريا ومصر وايضا الواقع الفلسطيني من فتح إلي حماس. وقد امطرت سماء ليبيا بالقمم العربية، وحظيت بقمة عشية القمة العربية فكانت قمة الشباب العربي وجاءت قمة الزعماء العرب، ثم تنتظر القمة الاستثنائية وبعدها تأتي القمة العربية الافريقية في نهاية العام وبذلك تكون ليبيا قد دخلت موسوعة القمم العربية من اوسع ابوابها وننتظر نهاية العام لنري الحصاد الذي جاءت به القمم وهل فعلا تحقق ماكانت تتمناه ليبيا اوالشارع العربي، ولكن علينا الانتظار حتي نري الحصاد وما حققته للمواطن البسيط قبل صناع القرار العربي.