د. محمد عبد المطلب الدكتور محمد عبد المطلبصاحب رؤية نقدية نابعة من ثقافته العربية الاصيلة ، مستفيدا من التيارات المعاصرة .. له عدة دراسات أدبية حول هذه الرؤية في مجالات السرد والنقد الشعري والبلاغي .. ملاحقا بها عطاءات الكبار والشباب علي حد السواء . جاءت أحدث إصدرات د. محمد عبداللطيف كتاب الأعلام الذهبية ، الصادر عن دار الكتب والوثائق القومية حيث يضم ستة عشر علما من أعلام الابداع والنقد الذين رحلوا عن دنيانا وتركوا عطاء متميزا اخترق حاجز الزمن وعاش لكل جيل شغوفا بالمعرفة والثقافة وقد قسم الدكتور عبد اللطيف كتابه الي ثلاثة أقسام عني القسم الأول بالشعراء .. ولم تكن متابعة لأشعارهم مجرد اعادة لقراءتها لكنه تابع شوقي وحافظ بوصفهما علمين في مدرسة الاحياء .. ومدي انعكاس شعرهما في مرآة النقد الذي زامنهما .. ثم يقترب من نازك الملائكة بوصفها صاحبة دور ريادي في تجديد مسيرة الشعر العربي المعاصر . وذلك بنشرها قصيدة " الكوليرا " عام 1947 والتي نظر اليها النقاد باعتبارها كشفا وبداية لحركة شعر جديدة .. ثم يطل علي عالم صلاح جاهين في رباعياته التي تشكل في ابداعاته شعر العامية المعاصر .. وقد اقترب منها عبد المطلب لغويا وجماليا ليكتشف أنها فصيحة في النص وفصيحة في اصل الوضع .. أما صلاح عبد الصبور فقد اقترب من خطابه النثري ورصد رؤاه النقدية وذائقته الثقافية التي تنوعت بين القديم والجديد والوافد العربي واقترب من امل دنقل في مسودات قصائده وهذه دراسة غير مسبوقة في نقدنا العربي وختم الشعراء بالشاعر الفلسطيني محمود درويش من خلال مدونته الشعرية التي وصفها بالمهاجر وهي صفة انطبقت عليه جسديا ونفسيا وروحيا. ثم يتناول الكتاب النقاد .. فبدأ بالناقد محمد فريد أبو حديد في مجموعة مقالاته المخطوطة التي نشرها المجلس الأعلي للثقافة .. ثم محمد مندور حيث ركز علي البعد الثقافي في مسيرته النقدية خاصة " الثقافة الاجتماعية ، ثم عاش عالم شوقي ضيفا في موسوعته الثقافية وموقفه من البلاغة العربية .. ثم لويس عوض في سيرته الذاتية التي قدمها في " أوراق العمر " متجاوزا المساحة الهائلة لدوره النقدي والإبداعي .. ثم ينتقل بنا الناقد الكبير عبد المطلب الي المفكر التونسي محمود المسعدي من خلال كتابه " الايقاع العربي في السجع العربي " الذي يدل علي ريادته المبكرة في دراسة الايقاع العربي وسجع المقامات علي وجه الخصوص ويتوقف الكتاب عند شيخ النقاد عبد القادر القط من خلال علاقة عبد المطلب به الحميمة وجلساتهما الاسبوعية وتحاورهما حول قضايا الابداع والثقافة . ثم يقترب من مصطفي ناصف وعشقه للنص الذي ورثه عن اساتذته العظام .. ويختم النقاد بالناقد الكبير عز الدين اسماعيل بوصفه مؤسسة ثقافية تشمل الشعراء والنقد والدور الثقافي والتنويري والحداثي . أما القسم الثالث من الكتاب فقد خصصه عبد المطلب للسرد وبدأه بنجيب محفوظ الذي قاده ابداعه الفذ الي العالمية وجائزة نوبل من خلال ايغاله في المحلية المصرية حيث رصد تحولات الواقع المصري بكل صدق وبفنية عالية .. ثم اقترب من الطيب صالح ابن السودان الذي حاز لقب " عبقري الرواية العربية " من خلال عمله المهم " موسم الهجرة الي الشمال " الذي جسد فيه المواجهة الثقافية بين الشمال والجنوب وابرز فيه المفارقات التصادمية بين الثقافتين .. وبهذا يستكمل دور عبد المطلب أضلاع المثلث بهؤلاء الأعلام الذين يخلد عطاؤهم كما يخلد الذهب مهما مر عليه الزمن وتتابعت الأجيال .