لقد تعلمنا علي مدار أكثر من 60 سنة علي العمل في »دائرة الرئيس« فلا نعمل من أجل العمل والانتاج بل نعمل من أجل إرضاء الرئيس.. وعلي مر الزمن تأسست لدينا شخصية جديدة تسمي "شخصية متابعة الرئيس" لا أقصد الشخصية التي تعرف باسم ظل الرئيس فقط التي تقتحمه وتتابعه كظله.. بل ب"شخصية متابعة الرئيس" كل من ينتظر توجيهات الرئيس في كل شئ.. ونظل لا نعمل ولا نتحرك إلا بعد معرفة توجيهات وتوجهات الرئيس.. وينطبق ذلك علي كل الأعمال والمسئولين في كل المؤسسات والقطاعات التي تعمل قيادتها ورؤساؤها علي إرضاء الرئيس فقط وتلغي شخصيتها وتتوقف عن اضافة أي جديد في تخصصاتها.. وكأن كل رئيس المفروض أن يفقه في كل شئ وفي كل تخصص.. ونظل "ندور" في دائرة واحدة وهي "دائرة فكر ورأي وتوجهات الرئيس" لكي نظل من المقربين منه وينعم علينا بمزيد من المنح والترقيات وإسناد المناصب العليا لمن »لا يخالفه« ويدور في دائرة توجهاته فقط.. مما يجعل رئيس العمل مستبدا ولا يرضي بأي بديل لرأيه حتي لوكان رأيه يجانبه الصواب فلا يهم ذلك فالمهم رضاه فقط.. وننسي أو نتناسي أن هذه هي أولي خطوات الاستبداد التي عانينا منها كثيراً ومازلنا نعاني منها حتي الآن .. وللأسف مازلنا ندور في فلك الاستبداد فيبدو أننا تعودنا علي "طبيعة الاستبداد" رغم أنها تخلق شخصية مشوهة.. وتطيح بالمؤسسات والقطاعات الي هوة الفشل أو علي الأقل الي الثبات الذي يقضي عليها ويمنع تطورها.. ولذلك تفشل الادارة المصرية غالبا في إدارة المشروعات وإدارة المؤسسات.. لأننا تغاضينا وانهينا علي رأي المتخصصين واستمعنا الي رأي المقربين من أهل الثقة والموافقين علي كل شئ يخرج من فم الرئيس بمنطق كل كلامك حكم وأوامرك أحكام.. وكذلك المنتظرون لتوجهات وتوجيهات الرئيس ليعمل تبعا لهذه التوجهات ويظل ينتظرها علي أحر من الجمر.. حتي لا يفاجأ برئيسه يكشر في وجهه أوعلي الأقل يغضب عليه ويشيح بوجهه عنه.. وإذا ظلت أساليب الإدارة تعتمد علي أمثال هؤلاء فعلي المؤسسات المصرية السلام.. لأن الشباب سيرث هذا المنطق الشاذ وستظل تدار المؤسسات والحياة بهذا الأسلوب.. ويظل الكل يخاف من عرض رأيه ولن يكون هناك أبدا حوار لأننا لو فشلنا في توصيل آرائنا وما لدينا من أفكار فستظل حبيسة في صدورنا وسنحرم مؤسساتنا من إبداعاتنا أو من الاستفادة بأي من خبراتنا.. وسيظل التلميذ يخاف من أن يخالف رأي أستاذه ويخاف أن يعبر عن نفسه وعن فكره وسينشأ جيل مرتعش لا يعرف صيغة الحوار وتبادل الآراء والأفكار.. وسيتمسك الرؤساء بالاستبداد والاستسهال بالاعتماد علي الظلال المحيطة بهم وسيظلون معزولين عمن يعملون أو المتخصصين الذين عزلهم "المظللين"علي القيادي أو علي الرئيس.. ونظل ندور في حلقة مفرغة ونندب حظنا التعيس. التاريخ يعيد نفسه بعد أن أدار الغرب وجهه فتحت الهند وباكستان دراعيها لمصر..التاريخ يعيد نفسه فقد سبق وأدار الغرب وجهه لمصر عند بناء السد العالي.. ووصف رفض مصر لشروط البنك بأنها ضربة معلم.. وانضم عبد الناصر الي دول عدم الانحياز.. فلا يمكن لقطب واحد أن يسيطر علي العالم. والآن انضمام مصر إلي تجمع البريكس »البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا«.. يعتبر أحسن رد لمن يطالبون الاتحاد الأوروبي بحرمان مصر من المساعدات الاقتصادية. بر الوالدين كل سنة وانت طيبة يا كل أم ورحم الله ابي وأمي ويرزقكم جميعا بر الوالدين ليس للترقية الوظيفية مثلما يحدث بالصين بل للترقي في الحياة الدنيا وفي السموات العليا..فما أحلي بر الوالدين. اعتذار حدث خطأ مطبعي غير مقصود في مقالة الاسبوع الماضي بأن أغنية النهر الخالد للشاعر علي محمود طه لكن الصح أنها للشاعر المبدع محمود حسن اسماعيل.. ولزم التنويه أحقاقاً لحقه رحمه الله.