كنت واهما عندما توقعت ان يبادر الازهر الشريف بفصل أو علي أقل تقدير إيقاف استاذ ينتمي إليه للأسف الشديد بعدما راح يطلق دعاوي وفتاوي القتل والاغتيالات أو يروج لها من خلال قناة فضائية ما أنزل الله بها من سلطان!.. لقد خاب ظني فلم أجد سوي عبارات الشجب والاستنكار والتنديد في صورة رد فعل هزيل لجريمة كادت ان تحرق وطن بأكمله! الطريف أن المدعو بالشيخ عاد وتراجع بشكل أكثر انفلاتا عن فتواه مدعيا أنه ليس مخولا باصدار فتاوي من هذا القبيل وأنه أصغر من أن يصدر فتوي، وأن الازهر هو وحده المسئول عن إصدار الفتاوي متهما أصحاب القلوب المريضة - علي حد تعبيره - بتحريف كلامه عن معناه الحقيقي! لو كان هذا الشيخ صادقا واكتفي بذلك لكان بالامكان مسامحته علي جريمته، لكنه استكمل تراجعه مؤكدا انه فقط »طالب العلماء باصدار هذه الفتوي من أجل محاربة جبهة الانقاذ والتي أسماها جبهة الخراب والدمار«! بسلامته يدعي أنه لم يكن صاحب الفتوي، بل كان مطالبا بها!!.. يعني إيه.. لا أعرف علي وجه الدقة ما الفارق بين هذا وذاك؟! وبدوري أوجه إليه سؤالا محددا: ألم تكن أنت وغيرك تستحق القتل تنفيذا لفتواك التي تقتنع بها، وقت ان كان الجميع ضد نظام المخلوع؟! عموما.. لا داعي للحديث معك، فالكلام يجب ان يتجه إلي مؤسسة الازهر والامر يحتم عليها محاسبة هذا الشيخ الذي ينتمي إليها هو أو غيره من الذين يطلقون مثل هذه الفتاوي ! الخوف كل الخوف ان يكتفي الازهر بمجرد الشجب والتنديد لاحاديث مجموعة من الجهال! مثل هذه الفتاوي بجانب كونها تتعارض مع الشريعة الاسلامية، فهي تعد رخصة للبعض لقتل المعارضين باسم الاسلام.. ولعل ما حدث في تونس منذ ايام يكون عبرة لمن يعتبر، لقد تم اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد عقب صدور فتوي مماثلة باهدار دمه هناك! الأمر ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض. الامر في منتهي الخطورة إن لم تتخذ الحكومة- إن كانت هناك حكومة- أو رئيس الجمهورية قرارا حاسما يتيح استئصال أصحاب الفتاوي إياهم . ايها السادة.. الانزعاج وحده لا يكفي لوقف مثل هذه الفتاوي التي تعصف بالجميع . والمعارضة يا أيها الجهلاء ليست كالذباب أو البعوض ليستحل دمها نفر يجدون في الفضائيات وسيلة لعلاج العقد النفسية التي يعانون منها! ويا أيها السادة: مرة اخري.. الحساب الصارم هو الحل.. حساب لا يقتصر علي اصحاب الفتاوي بل يمتد إلي أصحاب الفضائيات التي تذيع مثل هذه البذاءات . ومرة اخري أقول انني كنت واهما عندما صدقت رئيس الوزراء عندما قال ان الحكومة سوف تحاسب هؤلاء بالقانون.. فلم اجد لا قانون ولا يحزنون! الارهاب الفكري والدعوة للتصفيات الجسدية هي منعطف خطير في لغة التيارات الدينية السياسية لا يجب السكوت عليه، التجريم والعقاب وحدهما هما السبيل الوحيد لدرء الفتنة ومنع الدخول في بحور الدماء. .. وسؤال لفضيلة الشيخ : ما رأيك في فتوي -افتراضية- أطلقها الآن باغتيالك لكونك تحض علي الفتنة وسفك الدماء..؟! .. وان لم تعجبك فتواي.. ما رأيك في كوني اطالب الازهر باصدار فتوي بالتخلص منك باعتباري مثلما قلت عن نفسك صغير علي الفتوي ولست مخولا باصدار فتاوي من هذا القبيل وان الازهر وحده المسئول عن الفتاوي؟! ان لم تعترض.. سوف نعترض نحن علي فتواك أو اقتراحك بالفتوي القاتلة ! ويا ايها السادة مرة اخري واخيرة: ان لم يتم التعامل مع هذه الفتاوي دون القبض علي اصحابها ومروجيها.. قل علي مصر والمصريين والإسلام.. السلام!